فن

منة شلبي في رحلة البحث عن نجاة «بطلوع الروح»

{clean_title}
الأنباط -

تقدم شخصية إنسانية مؤثرة وتتعرّض لخداع زوجها


بأداء متقن وقدرات فنية وتعبيرية واضحة، تأخذ النجمة المصرية منة شلبي المشاهد في رحلة مكاشفة بدت ملامحها صادمة، لتفاصيل مجتمع «داعش» في المسلسل الرمضاني الجديد «بطلوع الروح» للكاتب محمد هشام عبية، والمخرجة كاملة أبوذكري، التي اختارت مجدداً العمل مع منة شلبي بعد تجربة مسلسل «راحة الغروب» في رمضان 2017، لتلامس هذه المرة، على غرار معظم أعمالها السينمائية والتلفزيونية السابقة، حقولاً «ملغومة» ومناطق شائكة، توغلت من خلالها في أعماق تفاصيل التنظيم الإرهابي، لتطرح مقاربات إنسانية مؤثرة وفاصلة لأشخاص تخلوا عن «رفاهية» واقعهم، وفضلوا الانضواء عن طواعية تحت راية «دولة الخلافة» المزعومة.

 

رؤية وأخطاء

كشف العمل الدرامي الذي اختار له صناعه توقيت عرض مخالف للسائد وبعيد عن بقية الأعمال المتنافسة هذا العام (بدأ مع منتصف الشهر الرمضاني)، عن بداية قوية وسريعة لا مكان فيها للمقدمات والإطالة، ليسرد حكاية بطلته (روح)، التي تؤدي شخصيتها منة شلبي، المرأة الناجحة والزوجة المحبة لأسرتها التي تجد نفسها فجأة، أسيرة سجون التنظيم الإرهابي، وذلك، بعد أن تعرّضت لخديعة زوجها الذي قرر التخلي عن حياته الناجحة وخوض تجربة الانضمام لـ«داعش» وخدمة «إيديولوجيات» التنظيم وأفكاره المليئة بالتناقضات.

ولم يسلم العمل الجديد الذي شهد رغم موجة الجدل الواسعة التي أثارها قبل بداية عرضه، متابعة جيدة، من الأخطاء الفنية التي وقع فيها فريق عمله، والتي أضيفت، أخيراً، لخبر اختطاف أحد العاملين في طاقمه الفني أثناء تصوير مشاهده في لبنان.

صدقية

على صعيد الحبكة الدرامية بشكل عام، لا يبتعد «بطلوع الروح» عن رؤية المخرجة كاملة أبوذكرى، التي استقطبت قدرتها على تجسيد والتقاط أدق التفاصيل ومشاعر شخصياتها واختلاجاتهم، إعجاب الجمهور والنقاد في مصر. ولعله الأمر الذي انسحب في العمل، على تجربة منة شلبي، التي نجحت المخرجة في تقديمها بشكل بدا مقنعاً، والأهم مؤثراً في الكثير من مواطن المسلسل، وذلك، بعد أن استطاعت النجمة منذ المشاهد الأولى، تقمص ملامح شخصية الأم (روح) والتكيف مع انفعالاتها وردود أفعالها وصراعاتها النفسية الحادة بكل جدارة، خصوصاً في مشاهد البداية ولحظة اختفاء طفلها واختطافه على يد زوجها (أكرم)، ومن ثم اقتيادها نحو الحدود السورية - التركية، التي بدأت معها الشخصية، أولى خطوات انصهارها في جحيم واقعها الجديد داخل مجتمع «داعش»، كاشفة عن حزمة لا حصر لها من الصدمات والفظائع والممارسات «اللاإنسانية»، لتندفع دون تخطيط سابق، نحو رحلة بحث طويلة ومستميتة عن النجاة بنفسها وإنقاذ حياة طفلها من الخطر المحتوم.


تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )