اقتصاد

العملة الرقمية وتأثيراتها على اقتصاد الشرق الأوسط

{clean_title}
الأنباط -

كانت العملة الرقمية وما زالت تحتل فئة من فئات الأصول غير التقليدية، ولكنها بكل تأكيد لن تبقى على هذا النحو لفترة طويلة، وبحسب التقرير الذي نشره الكاتب تيلر كوين، قال بأن العملات الرقمية المشفرة خلقت من أجل الاستدامة، وحتمًا تداخلت في أجزاء من الاقتصاد السائد وأثرت بشكل غير مباشر بالعالم المالي، كما وأكد كوين على أن هناك خطآن شائعان في معتقدات المحللين الماليين والاقتصادين عن العملات الرقمية المشفرة، وهم كالتالي:

  • من الصعب أن تحل العملات الرقمية المشفرة مكان الدولار الأمريكي، وذلك لاعتبار الولايات المتحدة من أكبر الدول المنظمة لاقتصاد العالم، فضلًا عن قوتها الكبيرة في فرض الضرائب، وامتلاكها أكبر قوى من شبكات التحالف، وجيشها يعتبر الأقوى في العالم.

  • القيمة السعرية للعملات الرقمية المشفرة لن تستمر في الصعود لأعلى بمعدلات خيالية عالية، كما أنه ليس من المهم إن كان انكماش عرض النقد المالي قد تم تداخله في أنظمة العملات المشفرة أم لا، فعند حاجز معين، سوف يحدد السوق قيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة، كما أن معدلات العوائد المالية ستكون طبيعية، وذلك في حال تم دمج المعلومات في مستوى صاعد للقيمة السعرية للأصول.

العملات الرقمية المشفرة وعلاقتها بالاقتصاد المالي مستقبلًا

وفقًا لآراء المحللين الماليين والاقتصادين، فإن العملات الرقمية المشفرة حتمًا ستغير شكل الاقتصاد العالمي وأداءه خلال السنوات القليلة القادمة، وبحسب ما صرح به المدي ر التنفيذي لشركة EMC الاستثمارية، قال بأن بعد الأزمات الاقتصادية أو الأزمات السياسة التي تطرأ على العالم، يبدأ الاقتصاد في التغير شيئًا فشيئًا، كما وأشار إلى قدرة العملات الرقمية المشفرة مؤخرًا بالاستحواذ على نسبة كبيرة من السيولة الاستثمارية في العالم، وعلى الرغم من إجراءات الحكومات لتضييق تداول العملات الرقمية، إلا أنها حققت انتشار كبير خلال الفترة الأخيرة، والجدير بالذكر هنا، أن تأثير العملة الرقمية قد يمتد ليؤثر ليس فقط على الاقتصاد العالمي، بل قد يؤثر على اقتصاد الشرق الأوسط بشكل كبير، وذلك لهشاشته وتبعيته لدول العالم الكبرى ذات الاقتصاد القوي كالصين، أو الولايات المتحدة، أو دول الاتحاد الأوروبي، ولكن يبقى السؤال هنا، ما دور العملة الرقمية في الشرق الاوسط؟ وما هو تأثيراتها على اقتصاد الشرق الأوسط؟


ما الذي يربك النظام المالي العالمي؟

من الجلي أن نظام العملات الرقمية المشفرة قائم على نظام المقايضات دون وساطات، وهذا يعني إلغاء ما يعرف بالمركزية وتتبع حركات الأموال أو تداولات الأسهم، ويشير ذلك إلى صعوبة السيطرة على تحويلات الأموال أو معرفة وجهتها، وهذا بالفعل ما تستخدمه العملات الرقمية من خلال نظام اللامركزية والسرية في المعاملات المالية، الأمر الذي جعلها محل استقطاب للكثيرين الطامحين بالحصول على نوع من الخصوصية وطرد احتكارات البنوك، ومن ناحية أخرى، أصبحت بفضل نظامها ملاذًا آمنًا لتجار الأعضاء والمخدرات، والمهربين الماليين بعيدًا عن أعين الحكومات والبنوك التي تراقب الحركات المالية.

ومن هنا، نجد بأن العملات الرقمية أثبتت نفسها وأكدت بامتلاكها القوة الكبيرة للحد من سلطات الدول وتحكمها بالأسواق المالية، وعلى النقيض تمامًا نجد أن هناك دولًا أخرى انتعش اقتصادها بشكل كبير من العملات الرقمية المشفرة، منها فنزويلا التي عملت على إصدار عملة رقمية خاصة بها ذات سجل مركزي وأطلقت عليها اسم بيترو، ولكي تستفيد بشكل كبير منها، قامت بربط العملة الرقمية بسعر برميل النفط المحلي والمعادن النادرة، وبناءً على ذلك قد تمكنت من بيع أكثر من 700 مليون دولار خلال فترة ما تعرف بالاكتتاب الأولي، وبهذا تمكنت فنزويلا من الهرب من الضغوطات الاقتصادية وحالات التضخم الكبرى التي عاشتها لسنوات طويلة.

وعلى غرار ذلك، صرحت روسيا مؤخرًا عن نيتها إصدار عملة رقمية خاصة بها تحت مسمى الروبل الرقمي بسجل مركزي، وذلك في محاولة منها لمنع التهرب الضريبي والحفاظ على الخصوصية في التعاملات المالية وإخفاء أرصدة المستخدمين بشكل تام.


كيف تحمي نفسك من خطر الاستثمار بالعملات الرقمية المشفرة؟

غدى الثراء السريع لدى العديد من المتداولين والمستثمرين حلمًا يداعب آمالهم، ولكن ما يجهله البعض أن المخاطر التي تحملها تداولات واستثمارات العملات الرقمية أكبر من العوائد المالية التي قد تنتج عنها، فمنذ بداية العام الحالي، سجلت العملة الرقمية بيتكوين وإيثيريوم قيم سعرية متذبذبة متأثرة بالوضع السياسي والاقتصادي العالمي، كما وبرزت العديد من العملات الرقمية وسجلت أرقامًا قياسية، كعملة شيبا كوين والدوج كوين.

وبحسب التقرير الذي انتشر على مجلة ناشونال انترست، قدم للمتداولين والمستثمرين أربع من أهم النصائح والوصايا للاستثمار والتداول في سوق العملات الرقمية المشفرة، ومنها ما يلي:

  1. البحث والتنقيب الجيد عن أصل العملة الرقمية ومعرفة المزيد من تفاصيلها، إضافة إلى التعرف على تجارب الآخرين في الاستثمار بالعملة الرقمية ومدى نجاحها ومقدار العائد المادي الذي حققه الآخرين، إضافة إلى معرفة مدى ديمومة العملة الرقمية مستقبلًا.

  2. كن واقعيًا في اتخاذ قراراتك، ولتكن مبنية وفقًا لحسابات منطقية، ولا تجعل الأحلام والتوقعات تسيطر على مشاعرك.

  3. لا تستثمر كافة أموالك في عملة رقمية واحدة، بل حاول الاستثمار في مجموعة من العملات الأخرى، ففي حال خسرت في واحدة، فمن المحتمل أن تربح في الاستثمار بالعملات الأخرى وتعوض المخاسر المالية.

  4. حاول الاستثمار بمقدار ضئيل، بمعنى أنه في حال خسارتك في الاستثمار بالعملة الرقمية، لا تتعرض للإفلاس، لذا حاول أن تستثمر أكثر وأن تخسر أقل.

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )