يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها شهر رمضان المبارك، ويجتهد كلّ على قدر طاقته في وضع البرامج التي تعينه على الاجتهاد في الطاعة وفعل الخيرات واستثمار ساعات هذا الشهر الكريم.
وعن كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان قال الأستاذ الدكتور عبد السلام المجيدي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة بجامعة قطر للجزيرة مباشر إن لشهر رمضان 7 مقاصد ينبغي أن نعرفها ونحققها، وينبغي أن نستقبله ونحن نعي ماهية هذه المقاصد.
قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).
الشعور بأن صيام رمضان أراد الله لنا به اليسر في حياتنا وأفعالنا وأجسادنا، وهذا يعني أننا ينبغي ألا نصنع شيئا ينافي رمضان، فإذا كان ترك الطعام الحلال من أهم برامج رمضان فينبغي ألا نعاكسه فنبحث عن الشبع غير المعتاد.
فاليسر لا يتعلق فقط بإفطار المريض والمسافر بل دورة رمضان في ذاتها بما فيها الصيام تمنحنا اليسر في حياتنا، حيث يقول الله عز وجل عن هذا المقصد "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر”.
فكل دورة مميزة مؤثرة لا ينتفع بها الإنسان إذا أخذ جزءا منها، فلا ينتفع الإنسان بالعلاج إذا أخذ جزءا من دورته، ولا ينتفع الإنسان بالتمرين الرياضي إذا أخذ بعض أيامه، وكذلك من أهم مقاصد رمضان إكمال العدة أي إكمال دورته بالنشاط ذاته الذي بدأناه به وهذا معنى قوله تعالى "وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ” أي ينبغي أن تستكملوا عدة رمضان.
وكلمة ينبغي نأخذها من قوله تعالى "وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ” وكذلك نأخذ منها أن الله يريد منا أن نكمل العدة ما دمنا نستطيع إكمالها.
ومعنى إكمال العدة أيضا أننا ينبغي أن نداوم على ما نصنعه في أول يوم مع زيادة العبء العبادي في العشر الأواخر، وليس العكس فلا ينبغي أن تهبط عزائمنا وتقل هممنا وتفتر رغباتنا مع تقدم الأيام.
معنى ذلك أننا ينبغي أن نذلل أنفسنا لتعظيم الله عز وجل قال تعالى "وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ”، وتكبير الله ليس خاصًّا بآخر ليلة من رمضان أو بصباح يوم العيد وإنما المقصود أن نشعر بتكبير الله في أنفسنا دائمًا.
فالتقوى ما هي إلا تدريب للشعور بالشكر، لهذا قال الله عز وجل "وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وقال في سورة آل عمران "فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
إذا شعرت بقرب الله في رمضان فينبغي أن يمتدّ ذلك خارج رمضان، قال الله تعالى "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ” (سورة البقرة: 186). فإذا شعرت بقربه فماذا تفقد؟
قال تعالى "فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (سورة البقرة: 186).
واختتم الدكتور المجيدي حديثه بالقول "إذا تم استيعاب هذه المقاصد استطاع المسلم وضع برنامج مناسب لها.
وينبغي أن نضع البرنامج المناسب لهذه المقاصد السبعة قبل بداية رمضان، ويحتوي البرنامج -على الأقل- على الآتي: