فشل حكومي ذريع بمنخفض "الخير"

عمان

فشلت المؤسسات الحكومية فشلا ذريعا في التعامل مع تبعات المنخفض الجوي "منخفض الخير" الذي تأثرت به المملكة الاسبوع الماضي، رغم التصريحات التي اطلقتها المؤسسات المعنية والتي اكدت جميعها جاهزيتها العالية للتعامل مع المنخفض، على الرغم من دقة التوقعات التي اعلنتها ادارة الارصاد الجوية، قبل وصول المنخفض بوقت مناسب لاخذ الحيطة والحذر ورفع الجاهزية الى اعلى الدرجات.  

   وتساءل مواطنون: "ماذا سيحل بنا وبالوطن لو استمر المنخفض مدة طويلة"، مستغربين ردة فعل بعض الجهات الحكومية التي تنصلت من دورها في التعامل مع تبعات المنخفض، ورمى بعضها الاتهامات على غيره، بـالرغم من أنها المسؤولة المباشرة عن الاستعداد لمواجهة الظروف الجوية.  

    وكشف المنخفض الذي استمر يومين تهالك البنية التحتية في معظم محافظات المملكة خاصة العاصمة عمان المركز الحيوي والحاضنة الإستثمارية ومحطة صناعة القرار، حيث شهدت العديد من المناطق انهيارات واغلاقات وحفر ادت الى الاضرار بـ المواطنين ومركباتهم، واعاقة حركة رجال السير والدفاع المدني وسيارات الاسعاف.

    كما شهدت العاصمة مآساة بشعة في حق البيئة والسياحة والصورة الجمالية لـ عمان، حيث أقتلعت الاف الاشجار  المعمرة في صورة محزنة لـ عدم قيام الجهات المعنية بها بـ المحافظة عليها وتقليمها وزراعتها بـ الطرق العلمية التي تحفظها من أي عوارض طبيعية، خاصة أن بعضها وبعد الكشف تبين أنه زرع على عمق سنتيمترات قليلة لا تمكنها من تحمل الثلج والرياح والعواصف. 

وأتضحت معالم تهالك البنية التحتية لـ العاصمة عمان بعد المعاناة الكبيرة التي عانى منها المواطنيين جراء انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق في العاصمة ومدن اخرى في ظل غياب كامل لـ المؤسسات المعنية بـ الكهرباء دام لـ يومين دون معالجة لمعاناة المواطن بـ إصلاح التيار الكهربائي وعلاج معاناة المواطنين، على الرغم من مناشدات وصيحات وصلت أبعد من حدود الدولة الأردنية دامت لـ يومين متتاليين، حيث نتج عن هذه الإنقطاع خسائر فادحة تعرض لها المواطنين تمثلت بـ تعطل الأجهزة الكهربائية وعدم تمكن الطلبة من إتمام دراستهم وغيرها الكثير الكثير . 

وفي نفس السياق سجلت بعض اصناف الخضار ارتفاعات غير مسبوقة بأسعارها وسط غياب رقابة الحكومة عليها في الوقت الذي اغلق فيه بعض موزعي الغاز هواتفهم الخلوية بحجة عدم توفر اسطوانات الغاز لدى مصفاة البترول.   

ولم تخلو هذه الايام الصعبة من  مشاهد ايجابية سجلت في ايام المنخفض منها استمرار عمل المخابز في توفير مادة الخبز ومشتقاته على مدار الساعة، وفتح المؤسستين المدنية والعسكرية امام المواطنين لتقديم خدماتها والدور الكبير الذي بذلته القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية والأمن العام والدفاع المدني.  

  وتورد "الانباط"  تاليا تصريحات لبعض المسؤولين الحكوميين الذين اكدوا جاهزية المؤسسات الحكومية التي يرأسونها للتعامل مع المنخفض، ليقارن المواطن بين الاقوال والافعال .

  فمن جهته، نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، اكد "أن الاستعداد المُسبق للتعامل مع الحالات الطارئة التي صاحبت المنخفض الجوي القطبي، إلى جانب التنسيق والتكامل بين الجهات الرسمية المختلفة ساهمت في السيطرة المُبكرة على كثير من القضايا المتعلقة بتراكم الثلوج وفتح الطرق وإخلاء المواطنين من الأماكن الخطرة إلى مراكز الإيواء والمساكن الآمنة، علاوة على مساعدة العديد من السيّاح الذين ضلوا طريقهم في المناطق المحيطة بالبترا ووادي موسى".

           وأشاد بالقوات المسلحة/ الجيش العربي (سياج الوطن) والأجهزة الأمنية والأمن العام (العيون الساهرة) والدفاع المدني (سواعد الإنقاد)، ووزارة الداخلية ووزارة الأشغال العامة والإسكان وأمانة عمان الكبرى التي كانت كوادرها وطواقمها بالفعل على قدر التحدي، وكان لها دور كبير في معالجة الكثير من القضايا والملاحظات المرتبطة بالحالات الطارئة خلال الظروف الجوية.

 وفي سياق متصل، قال أمين عام وزارة الإدارة المحلية المهندس حسين مهيدات رئيس غرفة الطوارئ الرئيسية أن الوزارة قدمت (5) ملايين دينار دعماً للبلديات لمساعدتها في مواجهة حالات الطوارئ في الظروف الجوية الاستثنائية خلال الشتاء الحالي.

وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات وجه إلى رفع الجاهزية وحالة الطوارئ إلى درجة قصوى استعدادا للتعامل مع المنخفض ورفع الجاهزية لغرفة الطوارئ المركزية  والغرف الرئيسية في 17 مديرية زراعة مركزية وفرعية في الأولوية والعمل على متابعة الحفاظ على السلامة العامة في التعامل مع أي إعاقات بسبب تساقط الأشجار او التشابك مع أسلاك الكهرباء والرقابة الحثيثة على التعديات على الأشجار الحرجية وتكثيف نقاط المراقبة في مناطق الغابات.

وفي السياق ذاته اوضح رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن الدكتور حسين اللبون، ان الهيئة أوعزت للجهات العاملة في قطاع الكهرباء والمشتقات النفطية والغاز بتكثيف الجهود ورفع الجاهزية القصوى لمواجهة المنخفض الجوي وتداعياته على النظام الكهربائي وتزويد المواطنين بالخدمة.

 كما نفذت كوادر الهيئة جولات تفتيش ميدانية مكثفة على محطات المحروقات ومستودعات الغاز في مختلف مناطق المملكة وتم التحقق من توفر المشتقات النفطية بكل أنواعها. 

واكد مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس أمجد الرواشدة جاهزية شبكة النقل الكهرباء /الضغط العالي للتعامل مع تداعيات المنخفض الجوي الذي تشهده المملكة، مشددا على ان تداعيات المنخفض لم تلحق أي انقطاعات بشبكات الضغط العالي العائدة لشركة الكهرباء الوطنية.

 كما اكد جاهزية سلسلة التزويد المتعلقة بمحطات توليد الكهرباء وشبكة الضغط العالي وتأمين الكهرباء لشركات التوزيع الثلاث( الأردن وكهرباء اربد وتوزيع الكهرباء) المسؤولة عن توزيع الكهرباء للمستهلك. وقال ان الشركة اعتمدت خطة طوارئ متدرجة تم اعدادها استعدادا لمواجهة المنخفض الجوي والتعامل مع الحالة الجوية وفق درجات تطورها.

   وقالت الناطق الرسمي باسم وزارة الأشغال العامَّة والإسكان، المهندسة عروب العبادي إن جميع الطُّرق ضمن اختصاص الوزارة سالكة باستثناء طريق غرندل - شريف الجنوب في الطفيلة، والمغلق بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة احترازياً؛ بسبب تدني مدى الرؤية الأفقية نتيجة تشكل الضباب عليه، حيث تم إجراء التحويلات المرورية اللازمة لضمان ديمومة الحركة