‏الصين تحث الولايات المتحدة على وقف قمعها لشركات التكنولوجيا وصناعة الذكاء الاصطناعي الصينية أورنج الأردن تعزز الإيجابية وتمكّن المواهب الرياضية من الانطلاق إلى العالمية ضمن رعايتها لتحدي الأسطورة كاسياس مشروع "المدورة" الزراعي: نموذج استثماري متكامل يعكس استراتيجية الضمان الاجتماعي نحو الاقتصاد الإنتاجي والتنمية المحلية كلمة رئيس الوزراء جعفر حسّان في القمة العربية الأردن والهاشميون: موقف لا يتبدل. تمريض عمان الأهلية تحتفل باليوم العالمي للتمريض بسلسلة فعاليات توعوية وإنسانية وفد من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD) يزور عمان الأهلية لبحث آفاق التعاون الأكاديمي مبادرتان وطنيتان لتحسين تشخيص وعلاج أمراض الكلى المزمنة في الأردن السفارة الاردنية في بغداد: غياب الواجب في لحظة حضور وطني البنك الإسلامي الأردني يحصد جائزة أفضل مؤسسة مالية إسلامية في الأردن لعام 2025 محسن الشوبكي يكتب:معادلات أمنية مرنة: مفتاح العلاقة الأردنية السورية بين الأمن والتنمية الجغبير : مشاركة أردنية في المعرض الدولي للبناء في دمشق ذروة الكتلة الحارة تؤثر على المملكة اليوم… وأجواء شديدة الحرارة ومغبرة في عدة مناطق موديز تخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وصول طلائع الحجاج المصريين إلى العقبة عبر اسطول الجسر العربي البحري شهيد في غارة إسرائيلية جنوب لبنان تجارة الأردن تؤكد أهمية تفعيل مجلس الأعمال الأردني القبرصي رئيس الوزراء يصل إلى بغداد للمشاركة في مؤتمر القمة العربية ومؤتمر القمة التنموية مندوباً عن الملك "العمل": التغييرات على مهنة "عامل نظافة" خاصة بالعمالة غير الأردنية في العمارات السكنية فقط انطلاق القمة العربية بدورتها الرابعة والثلاثين في بغداد اليوم

«نحو الهزيع الرابع» كتاب لرلى السماعين يطرح تأملات في واقع لا يهدأ ولا يستكين

«نحو الهزيع الرابع» كتاب لرلى السماعين يطرح تأملات في واقع لا يهدأ ولا يستكين
الأنباط -
كايد هاشم
ما يكتبه المرء هو صورة من نفسه وبعض من نسيج روحه، مهما اختلفت أشكال الكتابة أو أنواع الفن والأدب التي يعبِّر بها عن ذاته. وبين «حصن السلام» بالإنكليزية والعربية، باكورة الكاتبة والإعلامية الأستاذة رلى هاني السماعين؛ والكتاب الجديد «نحو الهزيع الرابع»، الصادر عن دار ورد حديثاً؛ وشائج وصلات، رُغم اختلاف الشكل الأدبي لكل كتاب عن الآخر، لكن العمق والنهج في الجوهر واحد ومن ذات الفيض الفكري والروحي والوجداني.

في هذا الكتاب الجديد طوّرت المؤلّفة تجربتها الكتابية فارتادت فضاءات أدبية من التأملات في واقع لا يهدأ ولا يستكين، وذكّرتنا في جديدها - دون أن تكون مُقلِّدةً - برواد هذا اللون من الكتابة في الأدب العربي الحديث أمثال جبران، وميخائيل نعيمة، ومي زيادة، وأمين الريحاني، ممن امتلكوا صفاء الروح ونقاء الضمير فَلَم تستطع أوحال الواقع أن تُخمد في نفوسهم الأمل، وكذلك فعلت حين ارتقت بكلماتها إلى المراتب الجديرة بها لتشرق بقوة تجاوز الذات إلى التماهي مع هذا الإشراق على امتداد الأفق الذي يضم الجميع.
والأستاذة رلى الإعلامية المثقفة، المنغمسة في الواقع اليومي المتحرك بأحداثه المتلاحقة، اليقِظة للتفاصيل واللمحات الخاطفة إن بَدَرَت في مشهد أو في حديثٍ وهي تحاور وتسأل، هي ذاتها المتأملة في ما هو أبعد من تفاصيل الواقع، المُبصرة للظاهر والبصيرة لما يتوارى من المعاني في المظاهر، قدمت بعد تجلّيات الخاطر في الهزيع الأخير من الليل وساعات انبثاق الفجر من قلب السكون الساحر تجربتها...
وتجارب الحياة تتباين في تأثيراتها على الإنسان، وتتفاوت الأساليب في التعامل مع تقلبات الزمان من شخص لآخر وفق نصيبه من الخبرة الشعورية والمخزون الوجداني، ومكتسباته الحياتية من الممارسات العملية والسلوكية، وحصيلة الخبرة الاجتماعية، والمعرفة العقلية وطرق التفكير، غير أن عامل التوازن بين الروح والمادة، بين العاطفة والعقل، بين الجواني النفسي والخارجي المهيمن أحياناً، هو العامل الحاسم في اكتشاف معطيات التجربة وأبعادها، والشجاعة في ارتياد آفاقها، والقدرة على بناء المواقف إزاء ما يحدث حولنا.
في هذه الصفحات التي خطّتها هذه الكاتبة المبدعة بمداد تجربة صعبة واجهت فيها نفسها أولاً، ومن ثم معنى الوجود على الحدّ الحاد الفاصل بين الحياة والعدم، تنجلي أمامنا نورانية الروح واستنارة العقل وبسالة القلب النابض بالحياة ونِعمها، في فضاء يتجاوز إطار الذات إلى العمق والاتساع الإعجازي في خلق الإنسان الذي انطوى فيه العالم الأكبر، فيجد القارىء نفسه في حوار مع أفكار تتسامى على اليوميات اللاهثة في دروب الحياة وتتجاوزها إلى أعالي الحكمة في النظر إلى الكون وقضايا العصر وجماليات الإنسانية.
ليست الشذرات التي تشكِّل فصول هذا الأثر الوجداني مجرد خواطر عابرة، بل هي خيوط من صميم تجربة تعيد نسج منهج فكر وحياة، يشرق بصفاء الفطرة في محبة الله وما يحبه الخالق عزّ وجلّ لخلقه في هذا الكون، إنها أقباس إشراقية لحكمة انقاذ عالَمٍ بات يعاني اختلالاً في واقعه جراء ما اصطنعه بنو البشر في جوهر وحدتهم الإنسانية من اختلاف اتذهبوا في تأويلها وتبريرها كل مذهب، وخلافات اشتطوا فيها على المبدأ، وما عادت عليهم إلا بعواقب من آلام الروح وعذابات الضمير والجراح!
هذا كتابلطيف الحجم، زاخر بالمعاني النبيلة، ولعل القراءة التأملية له أيضاً تقود القارىء إلى عادة التفكّر الذي يبعث في النفس الحياة على حقيقتها وعلى أساسٍ من عون ومحبة بين الإنسان وأخيه الإنسان؛ لا بل إنَّ قارئ الكتاب يستشعر عبر منارات الكتاب أو فصوله الثمانية: سر المحبة، والحكمة تنادي، والحرية والديمقراطية، والإنسانية علاقة بشرية،والسعادة هي، وأقوياء بوحدتنا، والسلام، والله محبة... يستشعرُ شعاعاً يضيءُ مساربَ النفس، ويهدهد تعب الروح، فيهدأ قلق الفكر، وتستكين حَيرة القلب، وتنبعث طاقة لطيفة في شعوره وهو يسري بين الصفحات، فإذا شارف على نهاية الكتاب يشكر المؤلِّفة على ما أنجزت مما سيبقى ويحيا في العقول والنفوس، لأنه يصدر عن غاية مخلصة ترنو خيراً، ينفع الناس، ويصون نعمة الخالق، وكرامة الإنسان.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير