المعايير المزدوجة وربطها بالخيانة ... الظل يقود الباطن للظاهر ! المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات للمحتاجين وفق أسس محددة انباء عن دخول قوات الأمن العام السورية أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب بعد اتفاق مع الحكومة البدور : دروس مستفادة من أزمة النائب وحزبه … حادث غريب.. كلب يطلق النار على صاحبه وهو نائم دراسة: فطريات في الأنف تفاقم الحساسية الموسمية مرضى قصور الغدة الكظرية في رمضان.. توصية بجرعات أعلى من الدواء إضافة بسيطة إلى قهوتك قد تعزز صحتك بشكل كبير مضغ المواد الصلبة 5 دقائق يقوي الذاكرة "النواب" يُشكل لجنة مؤقتة لتعديل النظام الداخلي سعر غرام الذهب 21 يتجاوز 60 دينارًا في السوق المحلية "شؤون المرأة" تشارك بجلسة في الدورة 69 للجنة وضع المرأة الأممية الرواشدة: الرعاية الملكية لمهرجان جرش تقترن بأهمية الأردن ورسالته الحضارية والإنسانية الخرابشة: الاردن يوقع اتفاقية منحة مقدمة من الجانب القطري لتزويد سوريا بالغاز ورشة تعريفية ببرامج "جيدكو" في عجلون ازدهار التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والدول العربية وسط جهود دؤوبة وفعالة من الجانبين الزواتين مديرا عاما لشركة السمرا لتوليد الكهرباء المخابرات لنا وليست علينا الفلكية الأردنية: غير ممكن رؤية هلال شوال يوم 29 رمضان

بديعة النعيمي تكتب.. إضاءة على رواية فاطمة للدكتور محمد عبد الكريم الزيود

بديعة النعيمي تكتب  إضاءة على رواية فاطمة للدكتور محمد عبد الكريم الزيود
الأنباط -

--- رواية تؤرخ لفترة زمنية ممتدة بين منتصف الأربعينيات وبداية الثمانينات من القرن الماضي لقرية المسرة في منطقة العالوك.
--- الأماكن أرواح حية في رواية فاطمة.

لا بد بأن لكل رواية أماكنها التي يرتبط بها أبطالها، ذلك أن هنالك علاقة دائمة لا تنفك بين الإنسان والمكان.
والمكان في الرواية قد يكون لأماكن متخيلة لا مرئية أو لأماكن واقعية ومرئية والمكان في رواية فاطمة هو واقعي وموجود وله خصوصيته وتجلياته المتعددة من اللهجة إلى التراث والأسطورة والمعتقدات.والكاتب الزيود يصف المكان بكل تفاصيله بحيث أنه يصل من الدقة أننا نستطيع اعتبار هذا العمل وثيقة مهمة.
يصف الكاتب في رواية فاطمة علاقة الأبطال وتجذرهم بأرضهم ،المكان الذي ولدوا فيه فنجد البطلة فاطمة تقول وهي تغادر قريتها مرغمة"جلست بجانب صالح قاصدين مدينة الزرقاء وكنت ألمح بيوت القرية وكأني أودعها ،مرت أمامي كما يمر شريط حياتي منذ أن ولدت هنا"ص٢٠٨ 
كما واستطاع الكاتب الزيود إعادة تركيب علاقة الإنسان بالمكان. كما أنه تمكن من توظيف الرواية لتمارس دورها التوثيقي للمكان وعمارته وعمرانه عندما ألمح إلى انتقال سكان القرية من بيوت الشعر إلى الغرف المبنية من الطين وبهذا يكون قد حول عمله إلى كيان صلب حافظ لتاريخ مكاني وإنساني.

== التراث الشعبي في رواية فاطمة.
التراث الشعبي هو كل ما ورثه شعب ما من عادات وتقاليد ومقتنيات مادية وغير ذلك عن أسلافه.ويعتبر أحد أعمدة تثبيت الهوية الثقافية والاجتماعية. وفي رواية فاطمة وظف الزيود هذا التراث عن طريق ذكره لبعض العادات والتقاليد التي كانت سائدة آنذاك مثل المواسم الزراعية"كان موسم الحصاد غلالا وعلت الشمس فوق بيادر القرية لتتلألأ مثل جبال الذهب" ص٩٣  كما وظف الأمثال الشعبية مثل "احرث وادرس لبطرس" ص٢٠٧
وغيره من التراث المادي كذكر الملابس التي كانت النساء ترديها والرجال أيضا.

== الاتجاه القومي.
القومية بمفهومها البسيط تعني شعورا مشتركا بين جماعة من البشر بأن ثمة ما يجمعهم ويؤلف بينهم ليكون أمة واحدة متميزة على سائر الأمم.
وهذا الشعور لم يغب في رواية فاطمة وقد عبر الكاتب عنه من خلال ذكره مشاركة الجيش الأردني في معارك القدس عام ٦٧ ووصفه لها "قاطعهم المختار...أن قوافل كتائب الجيش العربي شوهدت تسير غربا نحو الشريعة" ص١٨٥
ويسترسل الكاتب في وصفه للمعارك التي دارت رحاها في القدس بين العصابات الصهيونية والجيش الأردني"تفحص علي رشاش ال٥٠٠ وتأكد أنه صنع حاجزا من أكياس الرمل" ص١٩١ 
إلى أن يصل الكاتب إلى"أسلموا الروح ولم تغادر أصابعهم الزناد" ص١٩٦ 
ويعود الزيود ليؤكد على المحبة والعلاقة التي تربط الشعب الأردني والفلسطيني حيث يقول على لسان البطلة "لم يقبل خالي حسين أن يقيم بيت عزاء لعلي ،كان يقول لعمتي صبحا:علي نايم عند أهله بفلسطين" ص٢٠٥
أما لغة الرواية فقد جاءت سلسة أقرب إلى رائحة الأرض وسنابلها وقت الفجر .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير