الأنباط -
مع ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب وخاصة الخريجين وتزايد أعداد العاطلين عن العمل والمسجلين في ديوان الخدمة بإنتظار الوظيفة تأتي الحاجة الماسة لتوجيه الشباب في المراحل الأساسية والإعدادية للتوجه للتعليم المهني الصناعي تحديدا .
لو استعرضنا سوق العمل الصناعي لدينا خاصة في المهن الأكثر طلبا سنجد نسبة العاملين فيها عن خبرة تدريبية وعلمية قليل جدا واغلب العاملين الحقيقيين اما عمالة وافدة او من الشباب المتسربين من المدارس واكتسبوا خبراتهم بالممارسة دون أي علم بأبجديات المهنة التي يمارسونها من نواحي علمية .
جلالة الملك عبدالله الثاني لخص رؤية التعليم المهني في الاردن في الورقة النقاشية السابعة حيث قال :
""وعليه، فإننا نريد أن نرى مدارسنا ومعاهدنا المهنية وجامعاتنا مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة. نريد أن نرى مدارسنا مختبرات تُكتشف فيها ميول الطلبة، وتُصقل مواهبهم، وتُنمى قدراتهم. نريد أن نرى فيها بشائر الارتقاء والتغيير، لا تخرِّج طلابها إلا وقد تزودوا بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ومواجهة ما فيها من تحديات، والمشاركة في رسم الوجه المشرق لأردن الغد؛ طلبة يعرفون كيف يتعلمون، كيف يفكرون، كيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول المبدعة لما يستجد من مشاكل، ويعرض من عقبات. ولا يكون ذلك إلا بمنظومة تعليم حديثة، توسع مدارك الطلبة، تعمّق فكرهم، تثير فضولهم، تقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى العالمية، على أجنحة من الإيمان القوي، والثقة الراسخة، والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد.""
اليوم نحن امام فرصة ذهبية للتقليل من البطالة ولخلق فرص عمل حقيقية من خلال التوجه للتعليم المهني الصناعي .
ماذا ننتظر ؟؟
جلالة الملك وولي عهده الأمين يعطوا التعليم الصناعي التقني أولوية في توجيهاتهم وخطاباتهم في كافة المحافل الرسمية والشعبية والحكومية .
يبقى فقط على الحكومة أن تعزز إهتمامها بهذا الجانب وتترجم الفرص لأفعال وتذلل الصعاب والمعيقات أمام هذه الفرصة الذهبية ويأتي ذلك من خلال تعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص بشتى الجوانب المهنية من تدريب وتجهيز ودعم وتحفيز وإيلاء موازنة ومخصصات وزارة التربية المزيد من الدعم لنواحي التعليم المهني الصناعي وخاصة في الدعم المادي للتسريع في التوسع في استحداث التخصصات الصناعية في مختلف قرى وأرياف ومدن المملكة بالإضافة للموجود فيها حاليا.
ومن المؤكد أن معالي وزير التربية والتعليم الاستاذ الدكتور محمد خير أبوقديس أكثر من يهتم حاليا بهذا الجانب رغم ما هو على عاتقه من مهام واسعه في وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ووجود شخصية أكاديمية تقنية متخصصة تحمل الطابع التربوي والطابع الأكاديمي والطابع التقني سيسهم في التسريع في تحقيق رؤية جلالة الملك الواضحة في الورقة النقاشية السابعة تجاه التعليم المهني الصناعي التقني .
لذلك نحن أمام رجل مختص اذا أتيحت له الفرصة الكاملة سيضع التعليم المهني الصناعي موضعه الحقيقي وسيرى من خلاله النور بإذن الله تعالى .
م.سفيان أبوصافي