ولي العهد ينشر عبر انستغرام رابط التسجيل بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي الاحتلال يقصف مخيم النصيرات 63 مرة خلال 7 أيام اعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية مصدر “بالخدمات الطبية”: الموعد المتوقع لولادة المولود الأول لولي العهد مطلع آب وزير الطاقة: العراق يوافق على تمديد مذكرة تفاهم تجهيز النفط الخام قرارات مجلس الوزراء ليوم الأحد الموافق للحادي والعشرين من تمُّوز 2024م زين والتدريب المهني تُطلقان دورات تدريبية مجانية مكثفة عمان الأهلية تشارك بحفل إطلاق أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2024 رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من محافظة البلقاء تعزيز شبكة الوقاية من العيوب الخلقية بين المواليد في الصين شهيد وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض إعداد دليل جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية إهانة للمرأة الأردنية وإنكار لمطالب العمال .. "الصناعات الغذائية" توضح تفاصيل قضية عمال مياه اليرموك ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 38983 شهيدا رئيس الجامعة الأردنية يفتتح قاعة "عزت زاهدة" في وحدة المكتبة بعد إعادة تهيئتها وتحديثها مديرية الأمن العام تسيّر دراجات دفع رباعي لتعزيز الأمن البيئي والسياحي استثمار لبناني في مادبا بحجم 15 مليون دينار كناكريه: 514 مليون دينار أرباح صندوق استثمار اموال الضمان للنصف الاول من العام 2024 الاحتلال يعتقل 26 فلسطينيا بالضفة الغربية
كتّاب الأنباط

عمر كلاب يكتب :جبُن النخبة واصلاحيو اضعف الايمان

{clean_title}
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

لولا معرفتي بكثير منهم, لقلت ان النخبة الاردنية لا تفارق سجادة الصلاة, فهي اكثر فئة تستكين الى حديث رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان" وهم يميلون الى التغيير بلسانهم همسا وبقلوبهم في اكثر الاحيان, مكتفية اياديهم بالإشارة تارة الى صورة الملك المعلقة على الجدار, او الى فوق, كما هي عادتهم اذا ما احرجهم سؤال, تحديدا عن سلوكهم وقراراتهم اثناء الجلوس على مقعد المسؤولية, والغريب ان هذا الرعب والهمس, سرعان ما يتحول الى جرأة منقطعة النظير عند بعضهم لحظة الخروج من المنصب والوظيفة العامة.

في كل معارك الاصلاح والمعرفة غابت النخبة, وتلاشت, اما امام ضغط الشعبوية واما بحكم جبنها المتأصل, فهي نخبة تشكلت بوصفها جزء من حاشية او في خدمة السلطة, ولم تكن شريكة بالمعنى السياسي الحقيقي, والشراكة هي التي تمنح النخبة صفتها وشكلها ولونها, فتارة كانت الوقاحة التي تتبدى على شكل جرأة او نكتة وتارة كانت الكلاشيهات والشعارات المنقوصة والتي لا تحمل منهجا, طريقها للوصول سواء الى طبقة الحكم او الى وجدان الناس, اما الوعي الكامل والمشروع السياسي الناضج, فهذا مفقود تماما في تاريخنا السياسي, لذلك نرى نماذج غير كاملة التشكل, وكأنها جنين لم يكمل فترة حمله, فذهب الى حاضنة الخداج احيانا, او تم اجهاضه احايين.

كذلك حال الاصلاحيون في الاردن, فهم من اول صدمة يفقدون توازنهم ويختل اتزانهم, فيهربون اما الى حضن السلطة, او الى حضن المعارضة الغوغائية, ورأينا معارضين حملوا راية السلطة بشراسة تفوق شراسة اليمين السياسي ومحافظين باكثر من تيارات الاسلام المحافظ, فهم لوحدهم وبذاتهم, اما خداج يسهل اجهاضه, او عمال وافدون في دولة خليجية يحتاجون الى كفيل, وسرعان ما تتلفقهم ايادي السلطة او احضان المعارضة الغرائزية والاسلاموية, لكنهم عجزوا عن تشكيل اطار حزبي واحد يجمعهم, ورأينا تجربة التيار المدني الممزق بين مرجعيات, مثل آلهة العرب قبل الاسلام, التي كانت تصنع الهتها من تمر ويأكلونها في لحظة جوع.

الاصلاحيون والنخبة, او نخبة المجتمع التي تشكلت في حضن السلطة, وزاد حضورها او اعتبارها تبعا للموقع الوظيفي الذي شغلته, يشتركون جميعهم في صفة " التُقيا", فهم يقولون بينهم كلاما, ثم سرعان ما يتغير اذا كان الحديث في جماعة, وسرعان ما ينقلب رأسا على عقب اذا كان الحديث في بلاط الملك او على مائدته, لذلك لا يمكن الرهان عليهم في معارك الاصلاح او اعادة الاعتبار للثقافة الوطنية والعقل الجمعي.

انتقاد النخبة وجماعات الاصلاح, لا يعني ان السلطة مثالية وانها بلا خطايا, بل هي جزء اصيل من الازمة, ولكن التبرير لها, انها بهذه الافعال تدافع عن مصالحها, فطبقة الحكم من رجالات السلطة, مارسوا كل اشكال التجريف والتخرييب حتى تتأبد سلطتهم, دون مراعاة لمصالح الدولة, فوقعنا اليوم في هذا الشرخ الافقي والعامودي, ووجدنا انفسنا كمجتمع ودولة نسير نحو حالة سيولة, تمهد للفوضى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, مما يتطلب من الدولة ان تقود قاطرة الاصلاح اليوم وبالسرعة القصوى, فالاصلاح يبدأ من الاعلى, لأن الاسفل تم تجريفه اما بجبن النخبة وغياب التيار الاصلاحي وقوى المجتمع المدني واما بافعال رجالات السلطة وطبقة الحكم التي جرفت المجتمع بمجمله, ولم تسمح بتشكل طبقة سياسية خارج مفهوم الخدمة الرسمية او الحاشية.

omarkallab@yahoo.com