كيف يحمي مرضى الربو أنفسهم من مضاعفات فصل الشتاء؟ روسيا تعلن حالة الطوارئ في شبه حزيرة القرم النشرة الجوية للأيام الأربعة المقبلة معادلة جيوش بلا أنياب ؛ "الأنباط" تعرض أبرز تحديات الشرق الأوسط والتغير بموازين القوى الجديدة بالمنطقة التكنولوجيا تسهم في تفكك الروابط الأسرية هجرة الكفاءات.. حاجة لتحليل السلبيات والإيجابيات غياب الابتكار في المدارس يهدد تطوير العملية التعليمية الأردن وسوريا.. مراكز تخزينية حدودية استعدادًا لمشاريع إعادة الإعمار الحكومة تفكر خارج جيب المواطن قانون أملاك الغائبين.. شرعنة سرقة أراضي المَقْدِسيين ‎قوة سياسية جديدة ناشئة في الأردن هل يغادر أيمن الصفدي الفريق الحكومي ؟ الاقتصاد الرقمي في الأردن: الواقع والتحديات والفرص يارا بادوسي تكتب : ضريبة السيارات الكهربائية.. خطوة إيجابية تستحق التعميم دعوة إلى اختفاء الآخر، أي عقل هذا!!! حسين الجغبير يكتب : ماذا تريد سورية من الأردن؟ اليونيفيل: إسرائيل تتعمد تدمير ممتلكاتنا ترخيص متنقل في عدة مناطق الأحد المنتخب البحريني يتوّج بلقب كأس الخليج لكرة القدم

عمر كلاب يكتب : في الازمات نحتاج الى عقل بارد وعزم متقّد

عمر كلاب يكتب  في الازمات نحتاج الى عقل بارد وعزم متقّد
الأنباط -
تحتاج اللحظة الوطنية الى عقل بارد لادارة الحرائق السياسية المنتشرة, بسبب غياب التقدير اللازم لعمق الازمة التي تمر بها البلاد منذ سنوات طويلة, فما يجري الآن ببساطة شديدة ودون تعقيدات هو حاصل جمع غياب الامل المجتمعي, حيث يؤكد علم الاجتماع ان الوحدة الغاضبة هي نتاج غياب الامل, وعقل السلطة لم ينجح في تشخيص الازمة وتقدير عمقها, وسبق ان اشرت بأن قضية النائب المفصول هي كاشفة لازمات تعمقت وليست سببا بحد ذاته, فهي نتيجة وليست سببا.
نتيجة غياب الامل بالاصلاح السياسي الذي نستحضره وقت الازمة, ونتيجة لضياع الهوية الاقتصادية جرّاء التوافق حدّ التطابق مع وصفات صندق النقد وتيار اللبرلة الاقتصادي, الذي نجح في لبرلة الاقتصاد بتوحش دون اضافة اية قيمة للمجتمع من حيث سيره نحو الديمقراطية الليبرالية التي تحمي حقوق الافراد وتحترم الاغلبية وحقوقها في التمثيل السياسي, والاهم غياب المعلومة الصادقة التي تمكن المحلل في اي قطاع من تقديم وجبة تحليل دسمة لجمهور الشارع الاردني.
ناهيك عن سلوك الطبطبة وعدم معالجة الامور بوقار وحسم منذ البواكير وليس قبل استفحال الخطر وتمادي الخطأ ليتحول الى خطيئة, ورأينا كيف ظن الباطل انه حقيقة , فمشت المذلة بكرامة ومشت, ومشت الكرامة بمذلة على أمل ان تمشِ, فالمساواة امام القانون حلم ليلة صيف وامتلأ الفضاء بصراخ وعويل المظلومين, وذبحت امال الشباب بالعمل والمشاركة السياسية والحياة الكريمة, حتى باتوا يلتحفون بأي غطاء حتى لو كان وهماً او على شكل برنامج فردي بنزعة راديكالية.
تم تهميش الاشخاص وتهشيم المناصب, لتصبح على قياس طبقة ليس لها اي دور في البناء السابق او لها اي عقل لرسم المستقبل, طبقة نفعية لم تشارك في الوغى ولا تعفّ عند المغنم, وجبنت ادوات السلطة عن المواجهة والمجابهة وسارت بعزم لا يلين الى سياسة الاحتواء والاغواء والشراء او الى الاقصاء, بدل الحوار والمقارعة بالحجة والمنطق والبرنامج الذي يواجه برنامج, فتفتت المجتمع وباتت ادوات الترقي والوصول مكشوفة, إرفع الصوت واغلظ في القول فتحصل على الموقع او المغنم, دون اشتراط المشاركة في الوغى والمنافحة عن الدولة.
كثيرون من ابناء الدولة ما زالوا على يقينهم بالدولة رغم كل عللها وامراضها, لكنهم يضيقون بالسلطة وسلوكها, فآثروا البقاء على الكنبة حتى بات حزب الكنبة اكبر حزب في الاردن, وتغولت طبقة منتفعة على الحالة العامة ضمن علاقة غير شرعية بين الاقتصادي والسياسي,على حساب البيروقراطي الاداري, فوهنت اعصاب الدولة وسمك جلدها حتى باتت لا تشعر باوجاع ناسها,فكثرت الشكوى وتحولت الى حالة هلامية من الرفض تجتمع على اي صراخ غاضب وتحولت تلك الطبقة النفعية الى منظرة لحالة الهيجان وغياب العقل, لأن غياب العقل هو الفضاء الذي يمنحها سطوتها وسيطرتها.
الصورة على قتامتها فيها كثير أمل, وعلى نفس النهج الموثوق في الاردن, اعتراف بالخطأ ثم اعتذار عن الخطأ ثم جبر الضرر, والانطلاق بقوة وصرامة نحو دولة المواطنة والعدالة والمساواة, دون مشاريع وهمية ودون الاستناد الى قليلي المعرفة الذين عمّقوا فجوة الثقة, فالاردن زاخر بالكفاءات القادرة على تصويب المسار ومليئة بالفرص التي تحيي امال الشباب بالمستقبل, فما زال الوعد مع الوطن معقودا, وما زال العهد مع القيادة الهاشمية وعبدالله موثقا وموثوقا, وما زال في خابية الشعب زيت يستضاء به, وحينها فقط يصدق فينا قوله تعالى" فأما الزبد فيذهب جفاء".
نحتاج الى ارادة وعزيمة كي نمضي لبناء الاردن الجديد المبني على ما انجزه الاجداد, وبناء سردية وطنية اردنية للمئوية الثانية بنفس قوة وحماسة وصدقية السردية الاولى, فنحن دولة الثورة, والثورة لا تنتهي بل تتجدد وتستمر.
omarkallab@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير