مصدر عسكري: صاروخ “غراد” سقط في منطقة خالية بالموقر دون أضرار انخفاض أسعار البنزين والديزل بداية الشهر ديوان آل عبدالهادي يحتفي بالطلبة الخريجين ويكرمهم هيئة الطيران: لا توجه بمنع "البيجر" داخل الطائرات التمييز في اجازة الامومة ... دعوات لتحقيق المساواة في القطاعين العام والخاص الفرق التراثية: جسور فنية لحماية الهوية وتعزيز الانتماء عبر الحدود مجلس الوزراء يقر نظام القيادات الحكومية لسنة 2024 الترخيص المتنقل في الأزرق الأحد والاثنين الجزيرة يواصل التعثر ويتعادل مع معان ريال سوسيداد يُسقط فالنسيا بثلاثية نظيفة رحيل حزين عن ذكريات جميلة في الأنباط عندما تغيب الحكمة وأصحابها ترى العجب... الصَّفدي: نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التبعات الكارثية لعدوانها على لبنان القضية الفلسطينية في وجدان الملك بكل المحافل الدولية حواسيب الكم والذكاء الاصطناعي يعيدان تعريف التخطيط الحضري الحسين يتفوق تكتيكياً وينتزع نقاط المواجهة من السلط سلطة العقبة تشارك في النسخة الثانية من منتدى الموارد البحرية - الاقتصاد الأزرق " بدء فعاليات مؤتمر السلامة العربي الخامس بالعقبة الصفدي يواصل لقاءاته ضمن أعمال الدورة ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بيان صادر عن حزب العمال.. المقاومة في مرحلة خطيرة وخذلانها سيدفع ثمنه الجميع

التجارة في مهور البنات٠٠ كيف يحول الأهل ابنتهم إلى سلعة؛؟؟؟

 التجارة في مهور البنات٠٠ كيف يحول الأهل ابنتهم إلى سلعة؛
الأنباط -
فرح موسى
عندما يقرر الرجل إكمال نصف دينه يكون هدفه بناء أسرة سعيدة وكان قد بذل قصارى جهده ليستطيع تامين تكاليف الزواج؛ ولكن هناك منهم من يقع في مطبات تنهي مستقبل الرجل؛ واخطر تلك المطبات هي ان تكون زوجته تهدف الى التجارة في مهرها؛ فعند اول الزواج وباقل من سنه تكون قد تعسفت باستخدام حقوقها للإيقاع بالرجل .
الدكتورة حنان الخريسات أكاديمية ورئيسة الاتحاد النسائي بالطفيلة ورئيسة جمعية سيدات الطفيلة الخيرية قالت؛ ان المهر من حق الفتاة فرضه الشرع اكراما لها؛ لكن اصبح يبالغ فيه ليكون سبب العزوف عن الزواج؛ فاين نحن من قول الرسول الكريم عليه الصلاه والسلام "اقلهن مهرا اكثرهن بركة" ٠
وهل صحيح انه اصبح بعض ضعاف النفوس يقومون بعقد القران لبناتهم على شاب من عائلات ميسورة ويضعون مهورا مبالغ فيها وبعد فترة يفتعلوا المشاكل كي يتم الطلاق للحصول على قيمة المهر؛ وهم بذلك وافقوا على ان تكون ابنتهم سلعة تباع وتشترى وهذا لا يقبله احد٠
من جهة أخرى؛ هناك بعض أولياء الأمور يأخذوا المهر لانفسهم ولا يصل للفتاة اي شيء منه ليزوجوا اخيها فيه او يشتروا به منزل او الخ.... وهذا لا يجوز فهو سلب لحقها بالمهر الذي كتبه الله لها اكراما لها وحفظا لحقوقها؛ وهنا تلعب العادات والتقاليد السلبية دورها في التحكم بمهر المرأة إضافة الى ضعف شخصيتها.
 
 
الدكتور محمد خويله المتخصص في علم الاجتماع الإعلامي قال؛ الزواج عقد ورباط مقدس بين الشاب والفتاة أركانه السكينة والمودة والرحمة والحب والتفاهم و الحكمة من وجوب المهر هو اظهار هذا العقد الخطير واعلاء مكانته؛ فهو عقد في بناء الاسرة التي هي اساس المجتمع واعزاز للمراة وتقديرها فهذا هو حق لها يقدمه الزوج كدليل على صدق رغبته فيها وايصال المودة والرحمة بينهما وتقريب القلوب والنفوس.
واضاف خويله ل"الانباط" ان المغالاة في المهور في مجتمعنا يعود للعادات والتقاليد التي يفرضها المجتمع وبالتالي اصبح الشاب ضحية لهذه السلوكيات غير المبررة في اغلب الاحيان والتي يتباها بها البعض لإظهار مستواهم الاجتماعي وقدرتهم المادية؛ وهذه جزء من المظاهر الخداعة الكاذبة التي تلجأ اليها بعض الاسر للتباهي؛ ويصبح الشاب في النهاية هو الضحية بسبب ما يترتب عليه من تكاليف ربما تساهم في افشال زواجه فيما بعد .
 
ومن  أهم ألاسباب  الناتجة عن ارتفاع المهور في المجتمع والتي أصبحت عند البعض للتباهي  وعند الاخر التجارة؛ هو ارتفاع نسبة العنوسة لدى الجنسين ولا ننسى تكاليف الزواج الكبيرة التي تثقل كاهل الشباب من الديون والقروض والتي تساهم في زيادة المسؤوليات والهموم ولا يستطيع سداد الديون الامر الذي يساهم في تفكك الاسرة باكرا.
 
وطالب خويله من الاباء وخاصة في مثل هذه الظروف التي فرضتها جائحة كورونا اعادة النظر في المغالاة في المهور والتيسير على الشباب والابتعاد عن التبذير في تكاليف الزواج؛ موضحا انه وبسبب جائحة كورونا تراجعت الاوضاع الاقتصادية للشباب الامر الذي دفعهم الى العزوف عن الزواج بسبب ما يتطلبه من تكاليف لا يستطيع تأمينها .
 
 الدكتور وائل محمد فخري بني عيسى باحث تربوي إسلامي قال؛ شرع الله سبحانه وتعالى المهور للنساء تكريما وصيانة وعفة لهن وقد قرر سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ان هذا المهر حقا للمراة واجبا  لا يحل لوليها ان يتصرف به او ان ينتفع به الا في حدود ضيقه ورضاها؛ و امر الله سبحانه وتعالى المسلمين ان يجعلوا من عاداتهم ونحلهم  ان يعطوا المهر للنساء قال تعالى (واتوا النساء  صدقاتهن نحله)؛ اي اجعلوا من عاداتكم ونحلكم اعطاء النساء مهورهن وصدوقاتهن
وقد بين الله سبحانه وتعالى حكم اكل مهر النساء  بقوله(فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا )؛ فلا يجوز لولي امر المرأة ان ياخذ من مهرها الا في حدود ضيقة وعن طيب خاطر منها؛ ولكن مما يؤسف له في هذه الأيام ان هذا الحق للنساء استغل من قبل البعض فاصبح المهر بدلا من ان يكون صونا وتكريما للمرأة اصبح في ايامنا هذه نوعا وشكلا من  المباهاة والتجارة والجشع والطمع؛ ان
ما نراه في مجتمعنا الان من عزوف الشباب عن الزواج وتكدس للنساء بلا زواج وما ينتج عن ذلك من مفاسد طولا وعرضا كما اخبر الرسول صلى وسلم اذ قال؛ "اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد عريض"؛ واي فساد اعرض واكبر من فساد مجتمعاتنا عياذا بالله .
 
 
من ناحية قانونية  أضافت الدكتورة دانييلا القرعان باحثة أكاديمية مختصة في الشؤون القانونية قالت؛ لا تخفي الكثير من الشابات قلقهن على مستقبلهن بعد أن وصل بها العمر الى الثلاثين دون أن يكون هناك شريك تبادله سعادة الحياة، في المقابل الكثير من الفتيات يعترفن بأن الأهل كانوا السبب وراء تأخر زواجهم؛ بسبب مطالب الأهل الكبيرة وإلقاء الأعباء المالية الصعبة على شريك الحياة لأبنتهم والتجارة في مهور بناتهم، والشروط القاسية و التعجيزية مما يجعل الرجال الذين يتقدمون لخطبة بناتهم يفرون واحد تلو الآخر بسبب هذه الشروط.
 
وأضافت؛ ان الظروف الاقتصادية الصعبة والرواتب المتواضعة للكثير من الشباب هما العائق الأول الذي يحول دون زواجهم حتى الآن وبالتالي تكوين أسرة.٠٠٠ هنالك شروط أخرى يضعها الأهالي إضافة الى المهر والسكن على هؤلاء الشباب ومن ضمنها ان تكون حفلتا الخطبة والعرس في فندق خمس نجوم وهو ما يشكل عبء إضافي على الشباب. 
 
وبينت؛ ان هنالك ارتفاعا في قيمة المهور مقارنة مع الفترات السابقة وأصبحت المهور للأسف تجارة حقيقية، ونعلل ذلك بعدة أسباب منها ارتفاع تكاليف الزواج وتغير النظرة المجتمعية والاجتماعية لموضوع الزواج، وأيضا ما نسميه حرص كثير من الاسر على مقارنة مهور أبنائها بالآخرين من حيث القيمة نظرا لما يسود المجتمع من نظرة تعتمد على التقليد والمباراة؛ 
وشددت على التّفكير في حالة الشّباب بعد الزّواج لو فكّر الأهل بالحالة التي ستكون عليها حياة ابنتهم مع زوجها في المستقبل لاختلف الأمر، ذلك أنّ بعض الشباب قد يُرهقون أنفسهم بالديون والقروض، لتأمين المهر وتكاليف الزواج، فيُصبح دخل الشاب في المستقبل مرهوناً بقضاء تلك الديون، وبالتالي صعوبة الحياة مع قلة الدخل، واستمرار ذلك لسنوات، سيؤدي إلى تفاقم المشاكل بين الزوجين، وقد ينتهي إلى الطلاق، فعلى الأهل أن يقدروا جيداً حالة الشاب المادية، ويتعاملوا معه على هذا الأساس، ويفكروا بالأمر من كل الزوايا، وبحياة ابنتهم المستقبلية.
موضحا انه لو كان المهر ثمنا للزوجة لجاز للزوج أن يبيع زوجته؛ لأن حق البيع ناشئ بالضرورة عن الملك؛ وهذا ليس في الإسلام ولا من تعاليمه، بل هو شيء وجد في بعض الثقافات الأخرى كالهند القديمة، وفي بريطانيا كان هناك قانون شائع حتى نهاية القرن العاشر يعطي الزوج حق بيع زوجته وإعارتها، بل وقتلها إذا أصيبت بمرض عضال، بل إن القانون الإنجليزي حتى عام 1805م، كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير