وإِِبتسمتُ رُغماً عنى، وأنا أهربُ بعيداً عن تِلكَ الوُجُوه... لمْ أعُدْ أرى الحياةَ فى القُربِ مِنهُمْ، بعد أن أخذُونى عُنوة (باطِشِيِنْ)
إن إِِنكسارَ الأملُ فى النفسِ أمرٌ مريرْ... وكُلُ ما أبكانى مِنهُمْ هو صِراخِى، وهُمْ يلتفُونَ حولى (يضحكُونْ)
لا تُصدِقُونْ كُلُ ما قد قِيلَ مِنهُمْ... فمن يُبكى النِساءَ على أرضُنا مطمعاً ليس مِنْا، فهُو محضُ إنسانٍ (مُهينْ)
ويا للعجبْ تِلكَ الرِجُولة قدِ أعتلت مِنبراً بعد إِغتِصابِ حقٍ... وللحماقةِ، صار البعضُ مِنْ عِليةِ قومُنا يُردِدُ معهُمْ فى صفاقةٍ إنتصارَ (الخالِدينْ)
وأنا أُتمتِمُ الآن فى صمتٍ كئِيبْ بأنهُ لا مكان لى... لم يرحمُونى، رُغمّ أنى قد ثُرتُ يوماً مع (الثائِرينْ)
أُحاسِبُ نفسى الآن حِسابُ السنين، مُتعجِبة... لِماذا كان هذا الإنبهارُ البادى نحوهُمْ، ولِماذَا ظهرَ الحقدُ فجأة فى تِلكَ (العيُونْ)
لم أُلاحِظْ وقتُها هذا السوادُ المُتعمقْ فى تِلك الجِذُورْ... والذى لم تفضحهُ يوماً تِلكَ الرُجُولة المُستتِبة فِى سِتارٍ (لعِينْ)
فتهشمْتْ أرصدةُ المحبة منى لديهِمْ... وتاهت ملامِحُ الغدرِ منى، بعد أن سخرُوا منى (مُستهزِئينْ)
رُغمّ أنى مِثلكُمْ كُنتُ أشعرُ صِدقاً بِأمانى معهُمْ يوماً كعِصفورٍ جريحْ... إلى أنّ سقطتُ فى دائرةِ كُرهِهمْ، بعد أن بدُوا لى على غيرِ عادتهُمْ لى (مُزمجِرِينْ)
هربتُ منهُم مُتنازِلة عن كُلِ شئٍ أقلُها شِعرٌ ركيكْ... لم أعُدْ أبغى شيئاً مِنْ وجهِهِمْ، وكُلُ شئٍ حولُنا لا نبتغيهُ (مُتنازِلُونْ)
لم أعُدْ أهوى النجاح أوِ الكِفاحْ، فهُروبى منهم يعنى الحياة... ومازالتْ وقعُ أصواتٍ مريرة تصُمُ أُذنى وهُمْ ورائى يتغامزُونْ و (يتلمزُونْ)
قد كُنتُ أمضى سريعةً أفِرُ مِنهُمْ، لِأُنقِذُ كُلَ ما تبقَى مِنى... فالخوفُ مِنهُمْ قد حُفِرَ كُلُ خَلجَاتِ نفسى معَ الزَمانِ و (اليقِينْ)
قد كُنتُ أتوجسْ خَيفةً، وأنا أسيرُ بِمُفردى فِى هذا الطريقْ... بألا يعثُرونْ على طبعِ أقدامى فيأتُوا بى غصباً ونحنُ (مُجبرينْ)
أُصبِرْ نفسى، وأنا أتلفتْ ورائى لِأستكملُ ما تبقى مِنْ سِنينِ عُمرِى... بعد أن تخطيتُ من عُمرى بعد هلاكٍ سِنُ (الثلاثينْ)
فقفزتُ فى بحرٍ عميقٍ أُحاوِلُ أنْ أُلملِمْ شتاتى... ونِسيانُ ما قد تبقى لدىّ مِنهُمْ، لعلى أتوهُ مِثلُ غيرى مِنْ (التائِهِينْ)
وبعدّ أن حطّ الرِحالُ فى بلدٍ بعيدْ.. أنظُرْ لهُمْ مِنْ خلفِ تِلك الشاشاتِ شذراً وهُمْ (يتحدثُونْ)
أسيرُ ما بينَ غَفوةِ نومٍ وإِنتباهْ بعد كُلِ ما فعلُوه بى... هارِبةً لا أبغى جنتهُمْ، حتى لو إدعُوا لِلحظة أنهُمْ كانُوا لنا (مُحسِنِينْ)
فهُروبى مِنهُمْ يعنى لى قمة نجاحٍ وإِنتصارْ، وليس كما تتوهمونْ إنهِزامْ... فما تحملتهُ مِنهُمْ سِنينَ عِدة يفوقُ قُدرتى وطاقتى ويُثقِلُ تِلك (الكِتفانْ)
قد كتموا صوتى وأوجعُونى غِشاً وكذِباً... وإِستبعدُوا كُلُ حُلمٍ لدى كنتُ حقاً أهوى، وصِرنا نعيشُ مع الهِمُومُ بِسببِهِمْ (مجبُورِينْ)
ولكننى اليوم، قد نفذَ صبرى وأنطلقتُ أكتُبْ.... فالكِتابة حياة لِمنْ نفذَ صبره، مِمنْ كانُوا لِفترة مِنَ (الكَاتِمِينْ)
فخرجتُ أصدحُ بِخيالى لِلكونِ أكتُبْ وأنشُرْ... فلعلكُمْ تفهمُونَ مِنى شيئاً أو لا (تفهمُونْ)
أن تفهمُونى.. لم تعُدْ تِلكَ القضية، فقضيتى أعلى وأسمى... بعدَ كُلِ ما عّرضُونِى له مِنْ ألمٍ (دفِينْ)
إنّ قضيتى سيدى هى هدمُ أسوارٍ وقيدٍ... بعد أن جعلُونى أسيرُ وكفنى على يدايا، حتى أعيشُ فى إنكسارٍ (لعينْ)
فلا صوتاً يعلُو عليهُمْ، فممنُوعةٌ أنا مِنْ الحُزنِ أو أسرارِ بوحٍ أو كلامْ... فكُلٍ شئٍ بِحسابٍ لديهم ونحنُ لهُمْ (مُستبعدُونْ)
فالحُرية جريمة والكتابة لا تليقْ... إِلا إِذا أضاءتْ شمعةً لهُمْ يجلِسُونْ عليها (مُتوهِجُونْ)
وحُرُوفُ شِعرى واجبٌ أن تُمجِدْ أىٌ عملٍ لديهُمْ ولو هزِيلْ... فشِعرى هو مِرآةٌ لهُمْ، وهُمْ حولَ كلماتهِ يتبادلُونْ التهانى والناسُ حولِهُمْ (مُتجمِعينْ)
وأِغتصبُوا حقى فِى هذهِ الحياة التى فُرِضُوها علىّ... يُرِيدُونْ مِنى أن أنزوى بعِيداً و (أستكينْ)
حرمُونى الحياة، وصارُوا نُجوماً فى الوقتِ ذاتهِ... أُطالعُ صُورِهُمْ فى كُلِ إتجاهٍ يمرحُونْ و (يرقُصُونْ)
تأتى الأوامِرْ بِأنْ أعيشَ فِى ظلٍ بعيدْ... فوجُودى على قيدِ الحياةِ نِعمةْ نحمدُ الله عليها، فنُصبِحُ من عبادهِ (الشاكِرِينْ)
إِنهُمْ قد أوصدُوا ضِدى كُلُ أبوابِ الأملْ، بِدعوى أننى أَهوى نُكرانَ الجَميلْ... وأرسلُوا خلفى مجامِيعاً خفية ما بينَ مُتربِصِينْ و (مُراقِبِينْ)
وقالوا لِكُلِ من ألتقوهمْ معى أو رُبما سألوُا عنى لفكِ لُغزى... بِأَننِى مُتمرِدةً لديهِمْ، وبِأنهُمْ بشرٌ مِثلُنا ويا للصفاقةِ (طيِبُونْ)
حُلمى الكبير هُو شُعاعِ نورٍ خافِتٍ أن يُضئُ دربى ولو مِنْ بعيدْ... فتِلكَ هى تدابيرُ القدرِ فيمن كانُوا دوماً يِظلِمُونْ و (يمكُرُونْ)
وصرتُ أبكى، إن الدمُوع سادتى شجاعةً، وليس كما نظنُ ضعفاً وإنهزامْ... فتلك الدُموعُ عزيزةً وهزيمةً لهُمْ، حتى لو كانُوا علينا (مُسيطِرُونْ)
لم أُعُدْ أبكى اليومَ وحيدة مِثلُ قبلٍ، فقررتُ أن أُشرِكُكُمْ معى بعضُ ما فاضَ مِنها... فما أجملْنا نحنُ البشرْ ونحنُ نتقاسمْ سوياً حُزنُنا، وإن كانُوا لها ويا للغرابةِ (مُستكثِرُونْ)
قد علمّتنِى تجارُبِى، بِأنهٌ لا عتبٌ على ظُلمٍ وقع مِنهُم تِجاهُنا... لكِنْ العتبَ كُلهٌ على قومٍ لهُ يُصفِقُونْ و (يسعدُونْ)
إنّ الصِراخَ مع أصحابِ حُزنٍ مِثلُنا هو الشِفاءْ... كى يتسعْ بِنا جميعاً طريقُ حقٍ وإحتِماءْ، كانُوا له على الدوامِ (رافضِينْ)