الأنباط -
أكثر من 7 عقود مرَّت على احتلال فلسطين ومنذ ذلك التَّاريخ والأردن رسميًا وشعبيًا ثابتان لا تتغير بوصلتهما عنها، يحاولان بكل ما أوتيا من قوة أن يحميا مقدساتها ومسجدها الأقصى المبارك، ويدافع عنها في كل مكان جلالة الملك عبدالله الثاني دون كلل أو ملل، وفي كل مشروع ضدَّ فلسطين يقول كلمته القاطعة: كلَّا.
أيَّام عصيبة مضت وما زالت مستمرة وقوات الاحتلال الاسرائيلي تعتدي على المقدَّسات في مدينة القدس وتهاجم المصلين الآمنين في المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، ليبدأ جلالة الملك تحركاته على المستويات كافة، اتصالات مع قادة الدَّول الإسلامية والعربية ويرسل وزير الخارجية إلى أمريكا، لوقف الانتهاكات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة ومنع انتهاكاتها للقانون والقرارات الدَّولية. وأكد السَّفير الأردني في العاصمة المصرية القاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية أمجد العضايلة لـ(بترا)، أنَّ دفة الدبلوماسية والسِّياسة الخارجية الأردنية، التي يوجهها جلالة الملك عبدالله الثاني، حملت منذ تأسيس المملكة قضية فلسطين وحقوق شعبها ومصالحهم، والتي ما تزال قضيته الأولى والمركزية.
وشدَّد على أنَّ جلالة الملك عبدالله الثاني يكمل اليوم مسيرة الهاشميين والراحل الملك الحسين الباني في تكريس صوته الدبلوماسي المقدّر ومكانته الدولية الرفيعة وحضوره الوازن في مختلف المحافل لخدمة فلسطين وتسليط الضوء علي قضيتها العادلة ونصرة شعبها واعادة حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها حق اقامة الدولة الفلسطينية الناجزة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى الحراك الدبلوماسي والسياسي، الذي قادته وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وبتوجيهات ملكية واضحة لتكريس الجهود ضمن منظومة العمل العربي المشترك وتنسيقها تحت مظلة جامعة الدول العربية، بما يخدم القضية الفلسطينية، وهو ما كان ظاهرا بوضوح خلال الأشهر الماضية بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين وجمهورية مصر العربية ودول عربية أخرى، وتجلى بعقد اجتماعات للجامعة العربية على المستوى الوزاري صدر عنها مواقف وبيانات تؤكد مركزية القضية الفلسطينية وعدالة حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال إن الأردن أطلق، منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية المدانة والمرفوضة علي كل المستويات على حي الشيخ جراح والمدينة المقدسة، باكورة جهود دبلوماسية مع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والبرلمان العربي، تم ترجمتها في الاجتماع الطارئ الذي سيعقد اليوم على مستوى وزراء الخارجية العرب لحشد الدعم والتأييد للجهود المبذولة لوقف الاعتداءات على القدس وأحيائها وأهلها، ورفض ترحيل العائلات المقدسية صاحبة الشرعية في حي الشيخ الجراح.
وجدد العضايلة التأكيد على الدعم الأردني المقدم للمقدسيين واوقاف القدس، وبإشراف وتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية ذات الشرعية الدينية والتاريخية عل المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبما يعزز صمود القدس وأهلها المرابطين في وجه الغطرسة الإسرائيلية.
مديرة المعهد الدبلوماسي الأردني والسفيرة السَّابقة لينا عرفات، أكدت لـ(بترا) أنَّ الموقف الأردني تجاه فلسطين والقدس بقيادة جلالة الملك ثابت وراسخ لم ولن يتغير أبدًا، والحديث دائمًا وأبدًا أنَّ القدس خط أحمر لا يجوز تجاوزه والتعدي عليه.
وأضافت أنَّ ما تقوم به إسرائيل هذه الأيَّام هو مخالف للقانون الدَّولي، وجلالة الملك صرَّح وخاطب العالم بأنَّ ما يجري مرفوض وغير مقبول وهذا الموقف دائم ولا يتغير لأنَّ النَّهج الأردني والقيادة الهاشمية ثابتة منذ أن نُكبت فلسطين قبل أكثر من سبعين عامًا.
وأشارت إلى أنَّ الوصاية على المقدَّسات هاشمية بقيادة الملك عبد الله الثَّاني وأن حماية المدينة واجب دولي أيضًا حسب القوانين والقرارات التي تمَّ إقرارها، وغير مقبول أن يتم تهجير السكان ونزع ملكية منازل الفلسطينيين التي يعيشون بها منذ قرون طويلة وتغيير الديموغرافيا فيها.
ولفتت إلى أنَّ الجهود الشَّعبية والوطنية الأردنية اليوم يجب أن تدعم الموقف الأردني بقيادة الملك، وهناك موقف اوروبي وأمريكي لوقف الانتهاكات الاسرائيلية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبينت أنَّ التاريخ يشهد بأنَّ الأردن وفلسطين أصحاب مصير واحد، والقضية الفلسطينية هي الهم الأول والأخير للدولة الأردنية والشعب، ويجب الانتباه الدَّائم إلى أنَّ القدس عربية والوصاية هاشمية وتعزيز هذه الفكرة ودعم الملك ومساندته في هذه القضية.
وأكدت أهمية دور الإعلام المحلي والعربي والدولي وإيصال فكرة القدس عربية والوصاية هاشمية إلى جميع أنحاء العالم واقناع العالم بعدالة القضية الفلسطينية وأنَّ الظلم والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدَّولية.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب ميرزا بولاد إن مواقف الاردن لا يمكن المزاودة عليه تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وأضاف أن الاردن خلال السنوات الأربع من عمر إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وقف موقفا مشرفا مع القضية الفلسطينية وواجه بكل إمكانياته صفقة القرن وقرار إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، في الوقت الذي وجدنا فيه دول عربية تخلت عن دورها تجاه قضية الأمة المركزية.
ولفت إلى أنه وبتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ومجرد أن جاء القرار الإسرائيلي بتهجير المقدسيين من منازلهم في حي الشيخ جراح أرسلت الحكومة الأردنية نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين لفلسطين حيث قام بتسليم أهالي حي الشيخ جراح وثائق تعود لعشرات السنين تثبت ملكيتهم العقارية في الحي لتقديمها أمام المحاكم.
وأشار إلى أن الدبلوماسية الأردنية حاضرة بقيادة جلالة الملك والتي رسمها للدولة الأردنية في العلاقات الخارجية، ما عزز دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات لتساهم بالمحافظة على الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.
ونوه بولاد إلى أن مواقف جلالة الملك تقوم دائما على نصرة الأشقاء في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص، كما أن الأردن ومن خلال دائرة أوقاف القدس التابعة للحكومة الأردنية يقدم كافة أشكال الدعم المعنوي والمادي من أجل المحافظة على المسجد الاقصى وجميع المقدسات.
وقال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب المهندس هيثم زيادين، إن مواقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه القضية الفلسطينية، والدفاع عنها وعن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف راسخة وثابتة ومشهود لها.
وأضاف زيادين أن الوصاية الهاشمية ساهمت في المحافظة على الوضع القائم للمقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وهذا الأمر يدركه الأشقاء الفلسطينيون على المستويين الرسمي والشعبي، ومنع سلطة الاحتلال من تغيير الوضع القائم من حيث الزمان والمكان، وعدم إعطاء الفرصة للإسرائيليين اليهود مقاسمة المسلمين في أوقات الدخول للمسجد، وإقامة طقوسهم الدينية.
ونوه إلى أن الوصاية الهاشمية عززت مواقف الاردن عالميا، حيث نتابع دائما تحركات جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية في كسب التأييد الدولي لصالح الاشقاء في فلسطين، وانتزاع قرارات أممية تؤكد على أن المسجد الاقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما للمسلمين فقط.
وأشار زيادين إلى أن المقدسات المسيحية لم تكن في يوم من الأيام غائبة عن دعم جلالة الملك، بل لا تقل اهتماما عن المقدسات الاسلامية لأن إسرائيل تستهدف فلسطين بكاملهم وبكل أهلها ومقدساتها، داعيا الجميع إلى مساندة مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك ودعم الوصاية الهاشمية والمحافظة عليها ونصرة الأشقاء الفلسطينيين.
من جانبه، قال أمين عام وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق استاذ الشريعة بجامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمد الرعود، أن القضية الفلسطينية لم تزل من أولويات اهتمام الهاشميين على الدوام، ورثوها كابرا عن كابر، إلى أن آل الأمر إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، فمنذ أن تولى مقاليد الحكم عام 1999، تبنى بشكل واضح وصريح هذه القضية، فدافع عنها في الداخل والخارج بما لم يفعله أحد غيره.
وأضاف الرعود أن الأمثلة على مواقف جلالة الملك تجاه دعمه للقضية الفلسطينية ونصرة الأشقاء الفلسطينيين كثيرة.
وتحدث الرعود عن نصرة الأردن للأشقاء في فلسطين منذ احتلالها عام 1948 وحتى يومنا هذا حيث كان الأردن يشكل الرئة التي يتنفس منها الأشقاء في ظل غطرسة المحتل، فكان دائما داعما لصمود أهلنا في فلسطين المحتلة، ماديا ومعنويا، ولأهلنا في القدس الشريف، إذ يقف الأردن اليوم بكل شجاعة مع أهالي حي الشيخ جراح في مواجهة قرار تهجيرهم، كما يقف مع المرابطين في المسجد الأقصى المبارك من خلال تحركات جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية.
وقال مدير عام مركز الطريق الثالث للاستشارات الاستراتيجية الدكتور عمر الرداد، إن الأردن هو المعني بشكل مباشر بملف القدس رغم كل ما يجري داخل مدينة القدس وخارجها، موضحا سياقات تتصل بخصوصية الملف بالنسبة للأردن.
وأضاف أن القضية غدت مرتبطة أكثر من أي وقت مضى بالسياقات غير الدافئة بين الأردن وإسرائيل جراء سياسات وتوجهات اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو وأخرها محاولة إخراج سكان حي الشيخ جراح من منازلهم في القدس.
وقال الدكتور الرداد إن وقوف الأردن مع الشعب الفلسطيني هو موقف ثابت وراسخ لا يتغير ولا يتبدل ولا يساوم عليه، مؤكدا حرص المملكة على التواصل المستمر مع القيادة الفلسطينية وتزويدها بوثائق تثبت ملكية سكان حي الشيخ جراح لمنازلهم كجزء من الدور الأردني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ونوه إلى أن الجهود الملكية والرسمية الأردنية على الصعيدين العالمي والعربي تميط اللثام عن حقيقة الوضع القائم في القدس، وعن تجاوزات إسرائيل بحق الفلسطينيين، وتسعى جاهدة لانتزاع الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمها حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وفق المرجعيات المتفق عليها.
وأكد إن المملكة تبذل أقصى جهودها لمساندة الشعب الأشقاء الفلسطينيين ووقف الاعتداءات عليهم والاستفزازات، وتتواصل باستمرار مع القوى العالمية الفاعلة التي أتت ثمارها بضغوط مهولة تعرضت لها إسرائيل، وأجبرتها على سحب قواتها من الأماكن المقدسة في القدس.
أستاذ التأريخ في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور غالب عربيات، قال إن الملك عبدالله الثاني متعهد بالوصاية على الأماكن المقدسة في القدس والدفاع عنها، مؤكدا أن الهاشميين يقومون بدور الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف أن الأردن يؤكد باستمرار على ضرورة إنشاء الشعب الفلسطيني لدولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، وسيادة دولة فلسطين على كامل أراضيها.
وأوضح عربيات أن المسجد الأقصى لا يقبل الشراكة ولا التقسيم بأي شكل من الأشكال، مؤكدا أن الهاشميين متمسكين بدورهم التاريخي في الوصاية على المقدسات في القدس وانه لا ذلك الدور لفقدت القدس هويتها منذ عقود.
وأضاف أن الأردن يتحرك دبلوماسيا في كل الاتجاه من أجل كسب موقف عالمي للشرعية الدولة في القدس، مبينا أن جلالة الملك يؤكد دائما أن ترك القدس لوحدها يجعل منها مصدرا للخلاف لا مصدرا للأمل، كما يؤكد على ضرورة أن تكون القدس كما يفترض بها أن تكون مكانا يجمع ولا يفرق ومكانا للسلام لا للعنف.
وقال عربيات، إن الحراك الدبلوماسي الأردني النشط يؤكد ضرورة تسوية ملف القدس ضمن المرجعيات المعتمدة عالميا والإطار العربي والإسلامي.
كما أكد أن الأردن سيبقى حريصا على أداء رسالته إزاء أشقائه العرب خاصة الشعب الفلسطيني، وما يجري من تصعيد من قبل الإسرائيليين في المسجد الأقصى هو توظيف سياسي واستفزاز لمشاعر العرب والمسلمين.
ونوه عربيات إلى أن الملك عبدالله الثاني يقود دبلوماسية تمتاز بالانسجام والعملية والمصداقية دفاعا عن القضية الفلسطينية في شتى المحافل الدولية، وان العالم كله ينظر إلى جلالة الملك بصفته العقل والضمير العربي.
--(بترا)