د٠ الزعبي: الحظر يتسبب بزيادة القلق والتوتر

الأنباط -

الحظر٠٠ كيف نتعامل مع آثاره السلبية

السباعي: زيادة المشاحنات والمشاكل داخل الأسرة

الخطيب: التركيز على التفريغ الانفعالي للأبناء للتخلص من الطاقة السلبية

الانباط – فرح موسى

تزاحمت الاحداث في الآونة الأخيرة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19) لنجد أن اغلب الدول اتجهت للاغلاقات العامة وتقييد حركة المجتمع واغلاق دور العبادة ومنع التجمعات بكافة اشكالها كأسلوب وقائي لمواجهة هذه الازمة التي مازلت تفتك بنا ,

لكن هل نجلس في زاوية المنزل مكتوفي الايدي ننتظر الحل وإن طال؟

قال الدكتور صهيب الزعبي استاذ في علم النفس ان البشرية اليوم تمر بحدث جلل لم يسبق ان حدث منذ اكثر من نصف قرن , حيث ان الحجر المنزلي المفروض على العالم بسبب جائحة كورونا ليس امرا سهلا ولا موضوع يستهان به حيث انه اجراء استثنائي وغير مسبوق وقد قيد حريه الافراد والحركة العامة للأسره بشكل عام.

وهذا ما يترك اثار سلبية على جميع الافراد داخل الاسرة ويجب ان نكون على علم بأن الحجر الصحي ليس جديدا على التاريخ الاسلامي كما انه الخيار الامثل على أمل الحد من تفاقم وانتشار هذا الوباء.

وعبر الزعبي عن الاثار السلبية المترتبة على الافراد ان لها اكبر سبب بزيادة القلق والتوتر النفسي ويعزو ذلك لمدة المكوث الطويلة داخل المنزل وعدم الخروج منه والقيام بالانشطة التي اعتاد الافراد على القيام بها .

ومن الاثار ايضا التي يجب ذكرها العزله والانطواء الاجتماعي الذي قد يتطور الى ما يسمى الرهاب الاجتماعي خاصة عند الاطفال و المراهقين بشكل خاص حيث ان هذه المرحله العمرية تشهد تغيرات في السلوك والنضج الفكري والعاطفي والاجتماعي .

ومن الاثار السلبية توجه افراد الاسره في الاعتماد الى استخدام التكنولوجيا واخص بالذكر استخدام الهاتف النقال واثاره السلبيه التي انعكست على الافراد النفسيه والجسدية بسبب زيادة المده الزمنيه في استخدامه .

واضاف ايضا ارتفاع نسبة حالات الإيذاء والعنف المنزلي حيث انه عندما تقيد حركة الافراد سيعانون من الحرمان ومن ضغوطات الحياة المختلفه مثل الفقر والجوع والجهل التي تزيد فرص العنف المنزلي وعدم العمل الذي يوفر لهم حياة كريمة .

 

بينما الاستاذة هند السباعي وهي مرشدة تربوية قالت بالرغم من الفوائد الصحية والإيجابية للحجر المنزلي والتى تمثلت بمنع انتشار وتفشي الوباء الا ان هناك تأثيرات على صحة الانسان النفسية والجسدية والاجتماعية لو اخذنا اثر واحد لكل جانب لوجدنا ان هناك اثار سلبية كثيرة للحجر المنزلي.

وذكرت ان نقص بعض الفيتامينات الهامه في جسم الانسان مثل فيتامين (د) وذلك بسبب قلة تعرض الانسان لأشعة الشمس والكسل والخمول وقضاء ساعات طويلة بالنوم وفقدان الحماس والدافعية للعمل والانجاز بسبب رثابة الايام وتشابها.

ومن الاثار السلبية ايضا انتشار السمنه المفرطة وتحديدا عند الاطفال نظرا الى وجود اوقات فراغ طويلة والجلوس على شاشات التلفزة لفترة اطول مع تناول الاطعمه والمكسرات للقضاء على اوقات الفراغ (لتضيع الوقت) .

واضافت ان وجود الزوج لفترة طويلة داخل المنزل يسبب بشكل او اخر زيادة جو المشاحانت بين الزوجين تنتهي بنهاية الامر الى حدوث خلاف كبير ومشاكل اسرية تصل احيانا للطلاق وتولد امراض نفسية بين الابناء

اما إسلام الخطيب مرشدة تربوية فقالت ان الحكومة اتجهت للاستمرار في سير العملية التعليمية عن طريق توفير منصات التعليم الإلكترونية كخطوة بديلة لضمان عدم انقطاع الطلبة عن الدراسة، وتلك تعتبر فرصة ممتازة لتعزيز مهارة البحث والوصول للمعرفة بسهولة واستغلال العديد من الخيارات لضمان استمرارية التعليم ، وهنالك بعض من الطلبة تابع التعليم عن طريق الدورس الخصوصي أو مساندة ومساعدة أحد افراد الأسرة وهنالك من انقطع كاملا عن التدريس ليتضح من ذلك كم هائل من المعلومات بحاجة للتنظيم والتنسيق للوصول إلى التكييف مع الوضع المستجد.

و بينت الخطيب في حديثها لل" الانباط" يكمن دوري المرشد التربوي من حيثمساندة أبنائنا الطلبة ومساعدتهم وصنع طالب قادر على تحمل المسؤولية ومعتمد على نفسه مع بعض المساعدة من باقي افراد الأسرة وذلك من خلال إعطاء إضاءات إرشادية تربوية موجهة لأولياء الامور التي من الممكن أن تصل بالطالب إلى بر الامان في التعليم كما وكأنه على مقاعد الدراسة ولابد من وضعخطة يومية محددة بزمن لضبط أوقات التعليم، و التركيز على التفريغ الإنفعالي للأبناء للتخلص من أي طاقة سلبية والتركيز على الطاقة الإيجابية من خلال نشاطات التفريغ(رياضة ،لعب ،العاب التفكير ، قراءة قصص.....).محددة بوقت منظم للإستعداد للبدء بالدراسة المنزلية.

تفعيل الأنشطة التعليمية حسب الفئة العمرية وربط ما يتم إعطائه على المنصات بالتطبيقات الحية.

واضافت إعطاء وقت للطالب بعيدا عن الأجهزة اللوحية والهاتف النقال بالتفاعل مع الأبناء والأشخاص في المنزل وممارسة النشاطات لتقليل استخدام الإلكترونيات وإلزامهم باستخدامها بوقت محدد للبعد عن الإدمان على الأجهزة الإلكترونية.

لعلها فرصة للنظر إلى الحياة بشكل واقعي وترتيب اولويتنا بما يتناسب مع الوضع الراهن.

واشارت السباعي الى عده ارشادارت لتخفيف وتجنب الاثار السلبية للحجر المنزلي ان نقوم بوضع برنامج مرن للعمل يتضمن الاستيقاظ باكرا واحترام اوقات الطعام وتجنب السهر المتواصل، والتعرض لاشعة الشمس والضوء لانه ذلك يحسن من مزاج الانسان. ، وتجديد طاقة المنزل بفتح الابواب والشبابيك خلال الايام المشمسه لطرد الطاقة السلبية من المنزل ومحاومة قضاء اوقات الحجر باعمال تتعلق بالارض والتربة ان امكن كزراعة بعض الورود والنباتات ، والاهتمام بتناول الطعام المتوازن واعتماد طعام خالي من الدهون والسكريات وشددت انه في هذه الفترة نركز على رفع مناعة الجسم، فكميات السكر العالية توثر على مناعة الجسم كما يمكن اللجوء الى الفواكهة والاطعمه الغنية بالالياف والبروتين والبقوليات لانها تمنح الانسان الشعور بالشبع لذك علينا تقبل الواقع والتعايش معه و عن مشاعرنا وعدم كبت احاسسنا لحجر منزلي جيد

بينما اضاف الزعبي عن طرق القضاء على الاثار السلبية وتجنبها يجب علينا ان نركزعلى الامور التي تفيد ومن بينها قضاء وقت اطول مع الاسرة وتواصل ايجابي فعال يقود الى توجيه صحيح في سلوكيات الافراد تنعكس على حياتهم فيما بعد وتقليل ضغوطات العمل والمشاركه في الامور المنزلية والتقرب الى الله والاهتمام بالصحة واكتساب عادات صحية جديده تنعكس على الشخصية واسلوب الحياة بشكل عام .

بالاضافه الى اكتشاف الذات من خلال الحجر المنزلي والتأمل الذاتي والعمل على ترتيب الاولويات في الحياه والاهتمام بالبناء الفكري والتوجه نحو القراءه وهذا يعتمد على وعي الوالدين بتنمية هذه الافكار عند الابناء وتشجيعهم واستخدام اساليب التعزيز المعنوي والمادي مع الابناء.

و استغلال هذا الوقت في توطيد العلاقات الاسرية عن طريق ممارسة الانشطة الجماعية مثل الطهي والرياضه المنزليه واللعب.

واشار الزعبي الى اهمية تكوين العلاقات الاجتماعية السليمة داخل الاسرة التي توفر الدعم النفسي للافراد في مثل هذه الظروف الاستثنائيه والتي تكسبنا خبرات في مواجهة ما يخبية المستقبل لنا كأفراد.