الأنباط -العقبة / خليل فرايه
سجل ميناء حاويات العقبة في النصف الأول من العام الحالي، تناميا في حركة المناولة بواقع 4 % من إجمالي الحاويات التي استقبلتها الموانئ في المملكة، بعدد حاويات تمت مناولتها بلغت 395 ألف حاوية حتى نهاية شهر حزيران(يونيو) من العام الحالي، مقارنة بـ 380 ألف حاوية خلال العام الماضي من نفس الفترة.
وخلال الربع الأول من العام الحالي قامت الشركة بمناولة أكثر من 40 باخرة حاويات، وتعاملت مع نحو 30 ألف شاحنة نقل بضائع، وحوالي 60 ألف حاوية، تتضمن بضائع حيوية مثل المواد الغذائية والأدوية، في الوقت الذي سجلت فيه الشركة العام الماضي نموا في حجم المناولة والحاويات القادمة (المستوردة) بنسبة وصلت إلى 13 %، مقابل 6 % للحاويات الصادرة.
وتؤكد الزيادة التي سجلتها موانئ الحاويات على متانة سلاسل الإمداد والحركة التجارية، بالإضافة إلى جودة وفاعلية الأداء، واستمرارية الأعمال بكل كفاءة واقتدار، في ظل الظروف الاقتصادية، التي يمر بها العالم أجمع جراء جائحة كورونا.
وتضمنت ارقام الزيادة زيادة حجم بضائع الترانزيت الواردة للعراق بنسبة 380 % العام الماضي، وهذا يعد مؤشراً كبيراً على أن ميناء حاويات العقبة يعتبر رافداً كبيراً لأسواق دول الجوار والمحلي وربطها بالعالم.
وقال مفوض الإيرادات والجمارك في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة محمود خليفات، إن تلك الجهود تأتي ضمن سلسلة من المبادرات الطموحة التي تعمل عليها حاويات العقبة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة، بصفتها محور ربط بين القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا، وكذلك تعزيز المزايا التنافسية التي تتمتع بها الموانئ، ورفع مستوى خدماتها وكفاءتها التشغيلية واللوجيستية، وتوسيع قدراتها الاستيعابية، وتسهيل وتسريع الإجراءات بها. وتسعى حاويات العقبة لكسب الحصة الأكبر للسفن الملاحية العابرة على ساحل البحر الأحمر، وجذب حصة سوقية إضافية من عمليات المنافسة حول العالم إلى الموانئ الأردنية، بما يُسهم في زيادة كميات المناولة، والإسهام في ترسيخ موقع المملكة بصفتها مركزا لوجيستيا عالميا، تماشيا مع التوجهات الملكية السامية.
وكانت الموانئ الأردنية قد اقرت حوافز إضافية للبضائع العراقية (الترانزيت) القادمة للميناء، والمصدرة الى دولة العراق الشقيقة؛ إذ خفضت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة رسوم المناولة، والرسوم الجمركية كافة بنسبة 75 %، فيما تعكف حاليا على دراسة تخفيض رسوم البضائع والترانزيت للتخفيف على شركات النقل والتخليص.
وأكد خليفات أن الموانئ هي بوابة الأردن والمرافق السيادية الأكثر أولوية بالنسبة للمملكة، لأن العقبة المنفذ البحري الوحيد للأردن على المنطقة والعالم، موضحا أن موانئ العقبة جاهزة لاستقبال البضائع العراقية أو الدول المجاورة فنيا واستيعابيا.
وبين خليفات، أن ميناء الحاويات يمتلك البنية التحتية والآليات والقوى العاملة الجاهزة لاستيعاب الزيادة في حجم المناولة وبأفضل الطرق الممكنة، مع توقع ازدياد حجم مناولة البضائع، خاصة لدولة العراق الشقيقة.
ويتطلع ميناء حاويات العقبة، إلى اعتماد الميناء نقطة لبضائع المستوردين والمصدرين والتجار العراقيين، خاصة بعد عودة التجارة وحركتها مع العراق كما كانت بالسابق، حيث يلعب الأردن دورا مهما بالنسبة للعراق، بالإضافة الى سورية ودول الجوار.
وأضاف خليفات، أن العراق شريك استراتيجي في جميع المجالات، مشيرا إلى أن الزيارات المتبادلة بين اقتصادي الدولتين وإعادة فتح الحدود مؤخراً تعطيان دفعة قوية لزيادة حجم التبادل التجاري، وتحفيز القطاع الخاص في كلا البلدين، لإقامة مشاريع استثمارية مشتركة والاستفادة من الفرص المتاحة، مؤكدا أن حجم المناولة بين الأردن والعراق في ثمانينيات القرن الماضي تجاوز 25 مليون طن من السلع والخدمات.