البث المباشر
منتخب مصر يتفوق بصعوبة على زيمبابوي 2-1 في افتتاح البطولة الأفريقية نجمة لبنانية شهيرة جداً.. عروس 2026! دعاوى قضائية تتهم أوزمبيك وأدوية فقدان الوزن بالتسبب بالعمى عامل خفي يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية رهان استثماري طويل الأمد على مشروع وطني واعد الضربات على داعش: هل كانت مجاملة للأمريكان فعلًا؟؟ الكرة الأردنية: الطريق إلى العالمية شكر على تعاز بوفاة زوجة العقيد بلال ذيب أبو حيّانه الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة وزير الاتصال الحكومي: معلومات مضللة تستهدف مشروع مدينة عمرة ولن نتهاون بمروّجيها فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بمحافظات الشمال تعطّل جماعي لسيارات القيادة الذاتية بسان فرانسيسكو يثير الجدل وولي العهد.. العيسوي يعزي الخريشا وعبيدات الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي مندوباً عن الملك... رئيس هيئة الأركان المشتركة يُكرّم عدداً من الضباط بهدايا ملكية ‏نائب محافظ معان النهار يلتقي العاملين بشركة معان للمراكز الصناعية والتجارية وزير الاستثمار يوجّه إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية للمجمع الصناعي في الضليل مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر يزور دير علا ويلتقي وجهاء وزير العمل يتفقد معهد تدريب مهني عين الباشا اللواء المعايطة يزور دولة قطر ويلتقي وكيل وزارة الداخلية

غزة.. إفطار فوق الركام وأحلام مدفونة أسفله

غزة إفطار فوق الركام وأحلام مدفونة أسفله
الأنباط -

 غزة-وكالات

قبيل دقائق من أذان المغرب، وبالقرب من ركام منزلها المدمّر، بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، جلست عائلة زعرب حول طاولة بلاستيكية صغيرة وضعت عليها طعام الإفطار.

لم يستطع أطفال العائلة الثلاثة، أن يشيحوا بأبصارهم عن مشهد الدمّار، الذي خلّفه التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، قبل نحو أسبوعين.

عيون لامعة، تستذكر شهور رمضان السابقة، التي قضوها داخل منزلهم، وخلفهم تتلألئ زينة رمضان المعلّقة على الجدران والسقوف.

الكثير من الأسئلة كانت تراود أذهان الأطفال، ليسأل أحدهم والده بتمتمة: لماذا حدث هذا كلّه، أين منزلنا، لماذا دُمّر؟ .

لم تنته حالة الحسرة، لكنّ صيام يومهم هذا انتهى وصدح صوت الأذان، فيما لم يعرفوا كيف يبتعلون طعام الإفطار وأرواحهم تخنقها الأسى، كما قال موسى زعرب (30 عاماً) لوكالة الأناضول .

وفي الخامس من مايو/ أيار الجاري، دمّرت المقاتلات الإسرائيلية الحربية عمارة عائلة زعرب برفح، المكوّنة من طابقين.

كانت العمارة تضمّ 4 شقق سكنية، فيما يزيد عدد سكانها عن الـ20 فردا، بما فيهم عائلة موسى المكوّنة من 5 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال أكبرهم سبع سنوات، وأصغرهم ثلاث سنوات.

لم يتخيل زعرب يوما أن يقضي رمضان فوق ركام منزله المدمّر، برفقة أفراد عائلته، دون الشعور بأجواء الفرحة، كما قال.

وهو يشير بيده للركام، يضيف زعرب: العام الماضي في شهر رمضان كنا أسرة واحدة مع أسرتي وأشقائي المتزوجين في منزلٍ واحد، لكن اليوم بلا مأوى مشتتين .

هذا المنزل الذي أُحيل إلى ركام، يُخبّئ تحت أنقاضه الكثير من القصص والحكايا التي عشناها بحلوها ومرّها، يضيف زعرب.

وقال في هذا الصدد: أشعر بظلم كبير ووجع وألم لما حل بنا وبأطفالي وبقية عائلتي، ما يحدث لم يكن متوقعًا أو أتصوره في أي لحظة، لأننا مدنيين مسالمين كأي فلسطيني من المفترض أنه أمنّ في بيته وبين أسرته .

يشعر زعرب بالكثير من العجز، حينما يسمع شكوى أطفاله من البرد ليلا، بينما يراهم يهربون إلى منازل الجيران في النهار بسبب الحر.

وتحاول العائلة، بحسب زعرب، أن تعيد أطفالها إلى حياتهم الطبيعية قبيل القصف، بقدر الإمكان، كي ينسوا ما حدث، لكن مشهد الدمار والركام الذي كُوّم فوق بعضه البعض، سيبقى يذكّرهم بهذه المأساة.

ووصف ما حدث معهم كعائلة بـ الجريمة ، ويضيف: أين مؤسسات حقوق الإنسان وحقوق الطفل، لماذا لم تتحرك حتى الآن لحماية الأطفال وتوفير الحياة الكريمة لهم، ومنع المزيد من الجرائم؟ .

ما زالت الليلة التي دُمّر فيها المنزل، ماثلةً أمام عيني زعرب، وحاضرة في ذهنه.

ويوضح أن اتصالا هاتفيا بدد سكون تلك الليلة، ليظهر أن المتصل من الجيش الإسرائيلي، والذي طالبهم بإخلاء المنزل خلال دقائق.

وهرع جميع سكان المنزل العشرين ، والجيران الملاصقين لهم أيضا، بالفرار، بملابسهم فقط، دون إنقاذ أي من المستلزمات أو المدخرات داخل المنزل، كما يقول.

مسافة صغيرة، قطعها هؤلاء المفزوعين، بعيدا عن المنزل، حتّى سقط صاروخ من طائرة استطلاع عسكرية، لتتلوه بثوانٍ غارة عنيفة بمقاتلات حربية، سوّت المنزل بالأرض.

وناشد زعرب كافة الهيئات والمؤسسات والجهات الحقوقية بالتدخل لإنهاء المأساة التي يعيشونها .

وشهد قطاع غزة، بداية الشهر الجاري، تصعيدا عسكريا استمر نحو 3 أيام، شن خلاله الجيش الإسرائيلي غارات جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة أسفرت عن استشهاد 27 فلسطينيا.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير