استقبل وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم السبت وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش، وبحث معه آلية تعزيز التعاون الثنائي إضافة إلى المستجدات الإقليمية.
واتفق الوزيران خلال لقائهما في وزارة الخارجية على تشكيل فريق عمل مشترك يحدد الخطوات التي سيتخذها البلدان لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري والسياحي والثقافي ويقترح إيجاد آلية لتعزيز دور القطاع الخاص في البلدين في تطوير التعاون الاقتصادي.
ووقع الوزيران مذكرة تفاهم بشأن إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية الأردنية والبولندية من تأشيرة الدخول للبلدين.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال الصفدي إن زيارة وزير الخارجية البولندي الأولى إلى المملكة، أتاحت فرصة لبحث سبل تعميق التعاون والذي يشهد نمو مستداما في عديد قطاعات، وفِي مقدمها قطاع السياحة، حيث ارتفع عدد السياح البولنديين الذي زاروا المملكة إلى 17 الف سائح في العام الحالين حسب احدث بيانات رسمية، مقارنة مع 7 ألاف العام الماضي.
وقال الصفدي "أتاحت الزيارة لنا فرصة لبحث الخطوات العملية التي يمكن ان نتخذها من اجل تعزيز التعاون الثنائي ما بين بلدينا. بحثنا كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية واتفقنا على أن يقوم فريق عمل من الوزارتين خلال الأيام المقبلة ببحث الخطوات التي يجب اتخاذها لتفعيل التعاون الاقتصادي على مستوى التبادل التجاري والاستثمار، وعلى مستوى الإفادة من موقع الأردن كمنطلق للأسواق في المنطقة والعالم".
وأشار الصفدي إلى التطور المستمر في التعاون العسكري وفِي جهود مكافحة الإرهاب.
ولفت وزير الخارجية إلى ان المحادثات تناولت التطورات الإقليمية وفِي مقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية وأزمة اللجوء السوري.
وقال إن الصراع الفلسطيني كان في مقدم المحادثات وثمن موقف بولندا الداعم لحل الدولتين. وشدد أن حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ويلبي حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حقه في الحرية والدولة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية هو شرط تحقيق السلام الشامل والدائم. وقال إن الأردن قلق من تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأكد ضرورة تكاتف الجهود من أجل إيجاد أفاق حقيقية لحل الصراع وفق حل الدولتين.
وحذر الصفدي من العبث بالأوضاع في القدس وتداعيات ذلك على الأمن الإقليمي والدولي. وقال "كما تعلمون بالنسبة لنا السيادة على القدس الشرقية هي فلسطينية، والوصايا على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي هاشمية، وحماية القدس هي مسؤولية عربية إسلامية". وأكد أن حماية الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس هي أيضا مسؤولية دولية لأن أي اعتداء على هذا الوضع سيهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها وستنعكس أثاره على العالم بشكل كبير.
وقال وزير الخارجية إن المحادثات تناولت أيضا الأزمة السورية وسبل التوصل لحل سياسي لها وأزمة اللجوء السوري التي تمثل أزمة عالمية يتحملها الأردن نيابة عن المجتمع الدولي. وشكر لبولندا دعمها لجهود المملكة تلبية احتياجا اللاجئين السوريين.
وشدد على أن البلدين مستمران في التعاون من أجل التوصل لحلول سياسية عادلة لأزمات المنطقة. وقال الصفدي "نحن متفقون على أن أزمات المنطقة لها أثر كبير على أمن واستقرار أوروبا وأمن واستقرار العالم، ومتفقون على القيام بكل جهد ممكن من أجل التوصل إلى حلول سياسية وعادلة لهذه الأزمات."وزاد الصفدي "نتطلع إلى المزيد من التشاور ومن الحوار مع معالي الوزير وعبر مؤسسات الدولتين لتعزيز العلاقات التي يحرص جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس البولندي على تفعيلها لأن في ذلك مصلحة مشتركة للبلدين وانعكاسات أيضا على جهودنا المشتركة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية البولندي تشابوتوفيتش التزام بلاده بتطوير التعاون الثنائي في العديد من المجالات.
وقال "نرى إمكانات أن توفر بولندا المساعدة التقنية ونقل التكنولوجيا في قطاع الطاقة والنقل، وإنتاج الآلات الزراعية وصناعة الأغذية الزراعية، والمعدات الطبية والعلوم والبحث والتبادل الثقافي". وأعرب عن رضاه عن زيادة أعداد السياح البولنديين للأردن بفضل الرحلات المباشرة من وارسو وكراكوف إلى عمان.
وأضاف أنه تم بحث "التعاون الوثيق بين الشركاء البولنديين والأردنيين المشاركين في التحالف الدولي في محاربة داعش وكذلك على المستوى الثنائي. ونرحب باتفاقية وضع القوات الموقعة بين البلدين".
وأعرب تشابوتوفيتش عن تقدير بولندا العميق لدور الأردن البناء في المنطقة، وثمن جهوده الحثيثة للحفاظ على حل الدولتين في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال ان لديهم اعتقادا راسخا أن حل هذه القضية من خلال تسوية سلمية عن طريق التفاوض أمر ضروري لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
و أضاف أن بولندا "تواصل دعم المجتمع الأردني الذي يواجه العديد من التحديات"، وانه "خلال السنوات الأربع الماضية، أطلقت المعونة البولندية نحو من عشرين برنامج مساعدات بقيمة حوالى مليون يورو، لم يتم توجيهها إلى اللاجئين فحسب، بل أيضا إلى الأردنيين الذين يساعدونهم في تحسين نوعية حياتهم، وتوفير السلامة الطبية والفرص التعليمية لهم". وقال ان بلاده تساهم أيضا في مبادرة المرونة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي وصندوق الائتمان الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية. فيما أكد ان بلاده تدعم تطوير علاقات الاتحاد الأوروبي مع الأردن.
كما ثمن الوزير البولندي الجهود التي تبذلها الحكومة الأردنية لتنفيذ الإصلاحات المالية، وأكد تفهم بلاده للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الأردن بسبب عدم الاستقرار في المنطقة.
(بترا