عودة سورية ومصالحة اليمن وغموض حيال ايران
الكويت تتمسك بصلابتها في ملف التطبيع وانتقادات لرخاوة دول الخليج
طهران بين نموذج فنزويلا او الانفتاح وحيرة عربية
الانباط – قصي أدهم
ملفات ساخنة وحاسمة على ضفاف البحر الميت الذي سيستيقظ رغما عنه الخميس القادم , على ايقاع اجتماع سداسي لدول الخليج العربي – باستثناء عُمان طبعا - ومصر والاردن حيث يستضيف وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي , خلوة وزارية عربية تجمع , وزيرالدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير ، ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الصباح، ووزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ووزير خارجية مصر سامح شكري .
اجندة الاجتماع ما زالت سرّية كعادة اجتماعات وزراء الخارجية العرب , لكن مصادر كثيرة اكدت بأن الاجندة عنوانها الاول عودة سورية الى الجامعة العربية , حيث من المتوقع ان يأخذ وزير الخارجية المصري الضوء الاخضر لدعوة دمشق , بعد ان عادت سفارات البحرين والامارات الى العمل , ولم تنقطع العلاقات الديبلوماسية الاردنية بالاصل مع دمشق , والكويت ليس لها موقف حاد بل ملتزمة بالقرار العربي حسب مصدر ديبلوماسي كويتي , بل هي أميل الى دعوة دمشق .
ما تطرقت اليه مصادر ديبلوماسية عن الاجندة في بنودها التالية , كانت طهران وشكل العلاقة معها في ضوء اشارات امريكية متضاربة , فهناك رأي يرى ان التمرين الذين تُجريه الادارة الامريكية في فنزويلا سيتم استنساخه في طهران ولكن بشكل اكثر عنفا , مقابل رأي يتحدث عن ضرورة انفراج العلاقة مع طهران التي بدأت بالانحسار في الاقليم بعد استقرار النفوذ الروسي في سورية , وتراخي قبضتها نسبيا في العراق وارتفاع اسهم المصالحة في اليمن .
الملف الاكثر خشونة في الحوار البيني داخل الاجتماع , سيكون ملف الانتخابات الصهيونية والدور المفترض لعبه في تلك الانتخابات التي تسير نحو مزيد من التطرف في المجتمع الصهيوني ,وامكانية ان تكون النتائج لصالح اليمين المتطرف بالكامل , او كما يقول مصدر ديبلوماسي مرحلة البكاء والترحم على الليكود ورئيسه اليميني بنيامين نتنياهو الاقل تطرفا في الادارة الصهيونية , بعد ان اشارت مصادر صهيونية بأن دولا خليجية تدعم بقوة نتنياهو وانها بصدد منحه جرعة تغذية في الوريد .
ما اتفقت عليه المصادر , ان الاجتماع ساخن بحكم الملفات , وأن احاديث اكثر سخونة سينقلها وزراء الخارجية للوزير الجبير , الذي ما زال ممسكا بملف الخارجية من حيث العلاقات الديبلوماسية والقرارات السيادية في حين يمسك وزير الخارجية السعودي بالملف الاداري فقط , فالجبير تم تحييده مؤقتا لموقفه المتراخي نسبيا حسب التفسير السعودي في قضية مقتل الصحفي عدنان الخاشقجي , وما دون ذلك فالرجل هو الفاعل في الملفات الخارجية , والتي تنتظر ازاحة واضحة من السعودية حيال الملف السوري والملف اليمني حصريا , اما الملف القطري فليس ضاغطا كما الملفين السابقين .
السعودية باتت اليوم مطالبة بتدوير الزوايا السياسية لمواقفها الاقليمية , بعد الحقائق على الارض السورية واليمنية , وضرورة تخشين لغتها مع حكومة اليمين الصهيوني التي لا تجد ما تقدمه لجمهورها الانتخابي سوى تمتين العلاقات مع عواصم عربية , والمقصود بالقطع ليس الاردن ومصر , فباستثناء الاشقاء في الكويت وموقفهم الصارم حيال اي علاقة مع الكيان المُحتل , وآخرها رفض السفير الكويتي في الاردن عزيز الديحاني مصافحة السفير الصهيوني في حفل استقبال سفارة اوروبية , فإن التصريحات الصادرة من دول الخليج العربي رخوة وتميل الى النعومة الفائضة عن حاجة اليمين المتطرف .
قمة ساخنة في البحر الميت , لكنها لن تصل الى احياء البحر الميت حسب رؤية الكاتب الراحل مؤنس الرزاز الشقيق الاكبر لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز , لكنها ايضا لن تكون تقليدية وان تأخر تظهير نتائجها لمدة شهر على ابعد تقدير .//