رئيس المركز الدولي للتسامح: شاركت بمعرض جدة بكتابي "التنوير والاصلاح" و"ابو العلاء المعري".
الانباط - نعمت الخورة
قال الباحث والمحاضر الأكاديمي ورئيس المركز الدولي للتسامح في بريطانيا الدكتور نبيل الحيدري، ان محاربة الارهاب والتشدد تاتي بمحاربة الايدلوجية بالايدلوجية، اي"الفكر بالفكر" للعمل على تفتيت هذه الافكار وبيان بطلانها .
واضاف الحيدري في حديث لـ"الانباط" من مدينة جدة، ان الأحاديث والآيات القرآنية التي يستدل بها هؤلاء الارهابيين والمتشددين نزلت في مناسبات معينة ولا يمكن تعميمها، مشيرا الى ان المبادئ العامة لروح الإسلام تعتمد على السلام والمحبة والتسامح "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " .
ولفت الى ان فكرة انشاء المركز الدولي للتسامح، جاءت من كون امتنا تعاني من الفتن والطائفية في العراق وسوريا ومصر ولبنان واليمن وحتى الاردن عانت من الارهاب في عام 2005 وجاء لنشر فكرة التسامح ومعالجة التطرف .
وقال، ان المركز اقام عدة ندوات في واشنطن ونيويورك ولندن وبعض الدول العربية لدراسة التحديات التي تواجههم في قضية التطرف والتشدد ولديه مساهمات مع مؤسسات عالمية، مشيرا الى ان الذي ساعده في ذلك العلاقات الكبيرة التي يتمتع بها في لندن مع كبار المسؤولين هناك والبرلمان والمؤسسات .
واضاف، في العاصمة البريطانية هناك مسؤول عن سجون "المتشددين من المسلمين" في لندن، حيث يقوم بإعادة تأهيلهم حتى يكونوا صالحين في المجتمع من خلال اختبارات ودورات وبرامج، وكانت فكرة التسامح هي الفكرة الناجعة لتصحيح افكارهم وعلاج الافكار المتشددة .
واشار الى انه استطاع ان يخرج الكثير من المتشددين من السجون البريطانية بعد تأهيلهم من داعش والقاعدة وغوانتانامو.
وقال ان المركز هو مؤسسة خيرية في بريطانيا وهناك دعم من بعض الاشخاص بشكل قانوني وهناك متبرعين بكل مشروع نقوم به .
وبين الحيدري، ان نسبة المسلمين في بريطانيا 5% الا ان نسبة المتشددين في السجون منهم 20%، وهذا السؤال كان يطرحه علينا البريطانيون "لماذا هذه النسبة الكبيرة في السجون على الرغم من ان نسبة المسلمين في المجتمع البريطاني 5%" وهذا سؤال كبير نحاول الاجابة عليه .
وقال ان في السجون البريطانية الكثير من غير المسلمين يدخلون الاسلام لان الدين الاسلامي دين تسامح وهذا ما نحاول نشره بين المتشددين وغيرهم .
وحول مشاركته في معرض جدة للكتاب الذي افتتح تحت عنوان " الكتاب تسامح وسلام "، قال انه كإعلامي وكاتب ومؤلف لديه مؤلفات كثيرة شارك بالمعرض ووقع خلاله كتابه الجديد "التنوير والاصلاح " وعرض كتابه الاخر ابو العلاء المعري .
واضاف ان كتاب المعري انتشر انتشارا كبيرا وطبع بالانجليزية قبل العربية وهو يتحدث عن المعري ذلك المفكر والفيلسوف السوري من منطقة معرة النعمان الذي كان يفكر ان يأتي الى بغداد في عصر الخلافة العباسية عندما كانت بغداد تزدهر بعصر الخلافة وكان هذا العصر عصر قمة التسامح وكانت اوروبا عصر الظلام.
ولفت الحيدري، ان المعري درس 10 اديان ووصل الى فكرة التسامح الى درجة ان لديه رسالة الغفران، حيث كان يعتقد ان اكثر ممن في الجاهلية يدخلون الجنة لان رحمة الله واسعه جدا.
وفيما يتعلق بكتاب "التنوير والاصلاح " قال الحيدري، ان الكتاب يحتوي على 22 فصلا و230 صفحة وأكثرمن 660 مصدرا وهو يحمل مقارنة بين المجتمعين العراقي خاصة والعربي عامة من جهة والمجتمع الإيراني من جهة أخرى، من خلال أبرزعالمي إجتماع معاصر وهما علي الوردي في العراق الذي درس المجتمع العربي وطور نظرية ابن خلدون وكانت رسالة الدكتوراة له عن ابن خلدون درس الخلل بالمجتمع العربي والمجتمع العراقي، وعلي شريعتى في ايران الذي درس المجتمع الايراني والخلل فيه .
واضاف ان هذه الدراسة هي الاولى في العالم التي تقارن بين هذين العالمين والمجتمعين، مشيرا ان اختياره لشريعتي جاء كونه اكبر عالم اجتماع وشخص مشكلة المجتمع الايراني انه لديه عقلية كسرى ويحلم بالامبراطورية والاستيلاء على البلدان وهو اكبر خطأ في العقلية الايرانية، واما المشكلة الاخرى هو كرههم للعرب والمسلمين لان الخليفة عمر بن الخطاب فتح بلاد فارس، وكونه عربيا فالعرب اسقطوا حضارتهم، ويعتقد شريعتي ان التشيع الذي لديهم ليس له علاقة باهل البيت بل تشيع اسماعيل الصفوي الذي تحول من السنة للتشيع لمحاربة الدولة العثمانية السنية فكان لغرض سياسي .
ولفت الى ان شريعتي رجل جريء ويحب العرب، مشيرا ان الكتاب حاول دراسة كل العوامل .
واضاف ان معرض جدة متميز وعليه اقبال شديد من كلا الجنسين وحتى الاطفال، مبينا انه يعمل حاليا على اعداد كتاب عن سمو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعنوان "رجل العصر محمد بن سلمان".//