العقبة

الأسماك السامة في خليج العقبة وكيفية الوقاية منها

{clean_title}
الأنباط -

 

الأنباط – العقبة - د. نهاية القاسم

يعتبر البحر الأحمر نظاما بيئيا غنيا ومتنوعا، حيث يوجد أكثر من 1200 نوع من الأسماك التي سجلت في البحر الأحمر، ويوجد حوالي 10 ٪ منها لاتوجد في الأماكن الأخرى. وهذا يشمل أيضاً 42 نوعاً من أسماك المياه العميقة. اذ يعود التنوع الغني جزئياً إلى 2000 كيلومتر (1240 ميلا) من الشعاب المرجانية على امتداد سواحلها، وعمر هذه الشعاب المتاخمة يتراوح ما بين 5000-7000 سنة وتتشكل في معظمها من الصخرية المرجانية. كما تتشكل الشعاب على شكل حيود طويلة تمتد بمحاذاة الساحل، كما توجد  بحيرات ملحية على طول الشريط الساحلي، وأحياناً تكون بشكل مستعرض كالاسطوانات وتزور هذه الشعاب الساحلية أيضاً أنواع من اسماك البحر الأحمر، تشمل 44 نوعاً من أسماك القرش.

كما يحتوي البحر الأحمر أيضاً على العديد من الشعاب الشاطئية تشمل جزرا مرجانية عديدة والعديد من الشعاب الشاطئية غير العادية شكلت بتحد تقليدي  لمخططات شعب مرجانية مصنفة، ونسبت عموماً إلى مستويات عالية من النشاط  الحيوي الذي تتميز به المنطقة.

ويزخر ساحل خليج العقبة بالعديد من الشعاب المرجانية الهدبية الرائعة وتغطي مسافة تبلغ نحو 2000 كيلومتر مربع والتي تجذب الكثير من هواة الغطس والأجانب الذين يحبون ممارسة هذه الهواية الممتعة. ويتميز عالم البحار بأشكال وأنواع الكائنات الحيوانية والنباتية التي تبهر الزائر وخاصة البحر الأحمر الذي يكتسب شهرة عالمية لندرة وجمال الكائنات التي تعيش فيه وتبلغ تقريبا 1000 صنف من الأسماك و150 نوعا من الشعاب المرجانية. ولهذه المميزات أصبح خليج العقبة وجهة سياحية وبيئية مشهورة ومنطقة جذب لهواة الغوص تحت البحار.

 

فيما يأتي عرض لأخطر الأسماك في البحر الأحمر التي يمكن أن يلتقيها الانسان ويجب أن يحذر منها.

 

أ- القاضمات المفترسة

الأسماك العاضة أو القاضمة هي تلك التي تمتلك أسناناً قوية جداً تستخدمها في تقطيع الفريسة التي غالباً ما تكون سمكة. ومن أشهرها في البحر الأحمر القرش والباراكودا وإنقليس موراي.

ويعتبر القرش من أكثر حيوانات البحر خطورة وإرعاباً. وقد صنف العلماء نحو 360 نوعاً من هذه الأسماك تعيش في المحيطات، لكنها أكثر شيوعاً في البحار الدافئة. وقد نالت أسماك القرش سمعة سيئة جداً بسبب ما يشاع عن مهاجمتها للانسان وافتراسها له. والحقيقة غير ذلك، فالعدو الحقيقي للقرش هو قرش أكبر منه، ومن بين مئات ملايين البشر الذين يرتادون البحار لا يتعدى عدد ضحايا هجمات القرش 100 حالة سنوياً على مستوى العالم، وفي حالات قليلة جداً يبدأ القرش بالهجوم. والحقيقة أن الانسان يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، إما بسبب استفزازه للقرش وإما بسبب الممارسات الخاطئة.

ويعيش في البحر الأحمر 44 نوعاً من أسماك القرش، بينها عدة أنواع تمثل خطورة على حياة الانسان، وأخطرها القرش النمر والقرش أبوريشة بيضاء والقرش الذئب.

 

1- الباراكودا barracuda

نوع خطر آخر من الأسماك القاضمة، وقد اكتسبت سمعة سيئة ينفيها الواقع. فهي لا تهاجم الانسان لمجرد الهجوم، ولا لافتراسه، ولكن كغيرها من "الكانسات" يمكن أن تخطئ السباحين أو الغواصين. وهي شديدة الفضول وتقترب كثيراً من الغواصين، فيخيل اليهم انها تتخذ وضع الهجوم. وتكمن خطورتها في سرعتها الخاطفة وأسنانها الحادة التي تمكنها من شق جسد الانسان الى نصفين بسرعة كبيرة. وتحدث معظم الاصابات في المياه السطحية، ونادراً ما تهاجم الباراكودا الغواصين.

 

2- الموراي

هو أكبر أسماك الإنقليس في البحر الأحمر. يصل طوله الى ثلاثة أمتار، ويمتلك أسناناً حادة وقوية جداً قد تسبب إصابات خطيرة للانسان، سواء عمداً أو عن طريق الخطأ، كما أن لحمه يحتوي على سم يدعى سيغواتيرا Ciguatera. لتجنب خطورة الموراي لا تحاول صيده باستخدام سنار، ولا تضع يدك دخل كهف يقبع فيه بدافع الفضول أو المداعبة، ولا تحمل في يدك أسماكاً قد تجذبه فيهاجمك لأجلها. ويلاحظ أنه، بمرور الوقت، أخذ هذا النوع في التآلف مع الغواصين الذين يقومون بإطعامه.

 

ب- أسماك لاسعة

من أخطر الأسماك اللاسعة في البحر الأحمر، بل على مستوى العالم، السمكة الصخرية التي اكتسبت هذا الاسم من قدرتها العالية على التخفي والتلون مع محيطها، كما أن جسمها يغطى بالطحالب فيمنحها شكل صخرة. تنتشر في البحار الاستوائية وتتغذى على الأسماك والقشريات، وهي من أقبح الأسماك شكلاً وأخطرها سماً بين أسماك البحر الأحمر، بل ربما على مستوى العالم. وترجع خطورتها الى قدرتها العالية جداً على التخفي والتحور في الشكل وفق محيطها، اضافة الى وجود 13 شوكة ظهرية تتصل كل منها بغدتين سميتين عند قاعدتها تحملان سماً قاتلاً.

 

ج- أسماك الأسد ولديك مجموعة أخرى في عائلة التي ينتمي اليها الأسماك الصخرية. يمكن تمييزها بسهولة عن طريق ألوانها الزاهية الجذابة التي تمثل أيضاً خطورة عالية على حياة الانسان، نظراً لسميتها العالية الكامنة في أشواكها البديعة الألوان. هذه الأسماك لا تهاجم الانسان، ولكن حينما تشعر بالخطر تنتصب أشواكها فتمثل خطراً شديداً، فهي تسبب الغثيان والوهن والحمى وضيق التنفس وربما فقدان الوعي لبعض الوقت.

 

د- السمكة الشيطان

تشبه الأسماك الصخرية وتجيد التخفي بصورة مذهلة. يصل طولها الى 30 سنتيمتراً وتتميز بسمية شديدة، لكنها أقل خطورة من السمكة الصخرية.

الاصابة الناتجة من هذه الأسماك خطيرة جداً ويمكن أن تؤدي الى الوفاة. وتحدث الاصابات عند الوقوف على السمكة، فيندفع السم من خلال الأشواك الظهرية. وتعتمد شدة الاصابة على عدد الأشواك وعمق الاصابة، ويحدث ألم رهيب يتبعه انتفاخ وتورم في مكان اللدغة ودوار وغثيان وصدمة وشلل، وقد تحدث وفاة اذا لم يسعف المريض بسرعة. ولكي تتجنب الاصابة لا تلمس أي شيء لست متأكداً من طبيعته، ولا تمسك صخرة عليها طحالب فقد تكون سمكة صخرية. ينصح كذلك بعدم الوقوف أو الجلوس على الصخور أو الشعاب، وبارتداء قفازات وجوارب.

 

هـ- الرقيطة

هي سمكة شفنين (راي) لاسعة تتميز ببقع زرقاء على ظهرها، بطنها أبيض ويصل طولها الى نحو متر. يحتوي ذيلها الطويل على شوكة حادة في المقدمة وفيها زوائد باتجاه عكسي، بحيث اذا دخلت جسد الضحية لا تخرج الا اذا كسرت، لذا يلزم التدخل الجراحي. وكمعظم الحيوانات البحرية، لا تهاجم الرقيطة الانسان، وعندما تشعر بالخطر تسبح بعيداً. ومع ذلك يجب تجنب أشواكها الحادة التي تنتصب عند الشعور بالخطر.

 

5- الرعاد

نوع آخر من أسماك الراي، قرصي الشكل وله ذيل طويل بلا أشواك. وعلى جانبي الجسم أنسجة عضلية متحورة الى غدد يمكنها إطلاق تيار كهربائي لصعق الفريسة. يصل طول هذه السمكة الى 240 سنتيمتراً وتعيش في المناطق الرملية بالقرب من منحدر الشعاب وعلى عمق نحو متر. تتغذى على القشريات والديدان والأسماك الصغيرة.

أسماك التترودونتيدي معروفة في كثير من بحار العالم بخواصها السمية، نتيجة لوجود سم "تترودوتوكسين". ويبدو أن العنصر السام يتركز في الأحشاء، وخاصة المناسل الناضجة، وكذلك في العضلات. وكثيراً ما تحدث وفيات نتيجة تناول هذه الأسماك، وترجع معظم الاصابات الى جهل الكثيرين بخصائصها السمية، كذلك عدم تجهيزها بشكل مناسب للتخلص من السم.

 

و- دجاجة البحر أو اسد البحر

أيضا هذه السمكة لديها أحيانا سلوك هجومي والتي يعتقد البعض أنها فقط سمكة دفاعية هذا غير صحيح فهي ربما تهاجمك لإحساسها بالخطر كما تفعل كثير من الاسماك فهي تندفع بسرعة نحو مصدر الخطر بشكل لولبلي غارزة أشواكها الحادة فيه . وفي خليج العقبة والتي يكثر فيها   هذا النوع من السمك بشكل خاص الذي يميل فيه إلى استخدام سلوك عدواني غريب والذي عانى منه بعض الغواصين من إصابات بسبب هذا السلوك, ولكن مثل هذا السلوك العدواني الغريب لم يلاحظ في منتصف البحر الأحمر . لماذا هذا الحدث فقط هناك لا أحد يعلم ؟ ( ولكن في رأيي ربما سبب ذلك أن هناك غواصون يقومون بصيد هذه الأسماك أو يضايقونها مما سبب لهذا النوع من السمك أخذ الحذر عند رؤية كل غواص.

 

ز- السمكة الصخرية

     ومن هذا  فان السمكة الاسد او دجاجة البحر خطيرة للغواصين اكثر من السباحين , اما السمكة الصخرية فهي خطيرة للغواصين ومرتادي البحر وهو ما يجب ان ينتبه اليه الغواص, فهي من الاسماك الضارة والتى تمتلك استرتيجية التمويه والمكر واستخدام الكمائن كما لو انها حرب . وتيقى لفترات ساكنة على القاع بين الصخور حتى لا تميزها الفريسة فهي شبيهة الى حد كبير الى الصخور حتى انه يكون احيانا من الصعب تمييزها ولهذا سميت بالسمكة الصخرية فهي بهذه الطريقة بطريقة التمويه والمكر تصطاد فرائسها حيث ان شكلها يوحي الى الفريسة ان هذا المكان آمن فتذهب هذه الفريسة المسكينة الى هذا المكان الامن والذي لا يمكن لأي كائن ان يراها الا أحشاء السمكة الصخرية .

 

ح - السمكة العقربية البرتقالية

وهنا سمكة أخرى تعتبر من الأسماك الخطيرة وهي السمكة القط تتميز بأن فمها محاط بشفتين مكتنزتين ولها زعانف مرتفعة الى الأعلى كما أن لها امتدادا أنبوبيا يتصل بفتحتي الأنف . وعلى الفم هناك شعيرات تشبه الشوارب وخاصة عند الذكور تقتات بالمواد النباتية والرخويات وهي شرهه للطعام ويمكنها أن تعيش في الاماكن الجارية . منها أنواع متعددة مثل السمكة القط المخططة والسمكة القط الزجاجية والسمكة القط الكهربائية  , بالنسية للسمكة القط الزجاجية فلديها جسم مضغوط , وليس لها حراشف ويمكن مشاهدة الأحشاء الداخلية من خلال الجلد وفيها الزعنفة الظهرية تحولت الى شعاع منفرد فيما اتسعت الزعنفة الشرجية لتحيط بالجسم , توجد في فمها أسنان ناعمة .

 

ط - قنفذ البحر

وهى حيوانات شائعة في البحر الأحمر وتعتبر خطيرة ومضرة للإنسان وتسمى محليا بالهيلمان الأسود وتشمل هذه الطائفة حيوانات نصف كروية أو بيضاوية أو مفلطحة الشكل وينقسم سطح الجسم إلى خمس مناطق بين حركية مكونة صندوقاً تحمل أشواكاً عديدة وحادة وطويلة لونها اسود إلى بنفسجي وفي بعض الأنواع تكون أطراف الأشواك بيضاء ,وهى حيوانات متحركة ولذلك يطلق عليها قنفذ البحر. ويتغذى الحيوان على الأعشاب البحرية غالباً وأحياناً على بقايا الحيوانات البحرية الميتة وكذلك يبتلع بعضاً من الرمل والطين لاستخلاص المواد العضوية منها لذا يعتبر الحيوان مفيد للبيئة البحرية حيث يقوم بتقليب التربة ويستخلص المواد العضوية منها.

 

 

طريقة العلاج عند الإصابة

الطريقة السريعة والمتبعة لدى الصيادين إذا ما صيب احدهم عمد إلى دهن موضع الإصابة بأي مادة دهنية ( سمن – زيت ) ثم يعض مكان الإصابة لحرارة من شعلة نار أو جمرة متقدة ولكن الطريقة الصحيحة وضع الجزء المصاب في ماء ساخن لمدة عشرين دقيقة ثم يوضع في إناء به خل مركز لمدة عشرة دقائق حتى يهدا الألم وتزال الأشواك بملقط أو بشريط لاصق شديد الالتصاق .

تعرف معظم الغواصين على البيئة التي سيقومون بممارسة نشاطاتهم فيها ، و من ضمن هذه البيئة نجد ان قنفذ البحر احد الاحياء البحرية الذي يتواجد في غالبية الاماكن المرجانية و بشكل مكثف في مناطق المد و الجزر ، كما يتميز بهدوءه و عدم ازعاجة و ملاحقته للآخرين ، الا انه يمتلك الكثير من الاشواك المتصله بجسده و القادرة على صد اي هجوم أو التمكن من الحاق الاذى بكل من يحاول العبث معه، وهذا الامر يجعل منه خطرا محتملا على سلامة الغواصين.

 

 نصائح وارشادات هامة للوقاية من الأسماك السامة

ومن النصائح الهامة التي يجب أن يأخذ بها مرتاد البحر ألا يسبح بمفرده مطلقاً وألا يسبح بعيداً عن الشاطئ وألا يحمل بيده أسماكاً أو شيئاً لامعاً يجذب القرش اليه. وينصح أيضاً بعدم النزول الى الماء اذا وجد جرح من أي نوع، لأن الدماء تجذب القرش من مسافات بعيدة. ويستحسن عدم الغوص ليلاً أو عند الشروق والغروب لأنها أوقات بحث القرش عن الغذاء. وإذا حدث وصادفت قرشاً في الماء، فابق هادئاً، لأن أي حركة خاطئة قد يعتبرها القرش عدواناً، وفي هذه الحالة من الأفضل أن تغادر الماء بهدوء ولا تدع القرش يغيب عن ناظرك، فمعظم هجمات القرش تحصل من الخلف. ولا تحاول العبث مع قرش مهما كان نوعه أو حجمه، وإن بدا غير مؤذ، فسلوك القرش لا يمكن توقعه أبداً.

 

وفي خليج العقبة والتي يكثر فيها هذا النوع من السمك بشكل خاص الذي يميل فيه إلى استخدام سلوك عدواني غريب والذي عانى منه بعض الغواصين من إصابات بسبب هذا السلوك,  ومن هذا فان السمكة الاسد او دجاجة البحر خطيرة للغواصين اكثر من السباحين.//

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )