الأنباط – عمان
أكد علماء أن جائزة تمبلتون التي تسلمها جلالة الملك عبد الله الثاني الشهر الماضي، تشكل محطة مضيئة وفارقة في تأريخ مسيرة جلالته في تحقيق الوئام بين الأديان ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وحماية الحريات الدينية.
وأشاروا خلال ندوة نظمتها كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، أمس الاربعاء، بعنوان (رسالة السماحة والوئام) بمناسبة منح جلالته هذه الجائزة العالمية, أن جلالته عمل على ترسيخ نهج فكر الاعتدال والوسطية وله دور بارز وفاعل في نشر قيم التسامح والوئام اقليمياً وعالمياًوقال رئيس الجامعة الدكتور عبد الكريم القضاة في كلمة افتتح بها أعمال الندوة "إن لهذه الجائزة معانٍ إنسانية نبيلة جسدها جلالته في جهوده الحثيثة والمتعاقبة لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحرص جلالته الدائم على حماية الحريات الدينية، فكان نموذجا عالميا يُشار إليه بالبنان، فكانت "تمبلتون" العالمية ترجمة صادقة وحية استحقها جلالة الملك بجدارة لما قدمه من أفكار ومبادرات وتوجيهات واهتمام".
وأضاف أن كل ما يبذله جلالته من جهود يتمثل في تأكيده على المحبة والوئام بين بني البشر، من خلال تعزيز القوة الرمزية لمبدأ التعددية الدينية التي تحترم الاختلاف، وذلك في مسعى لنشر الوئام الديني والاحترام بين أكثر من مليار مسلم، ينظرون إلى بعضهم البعض بوئام وانسجام.
وأشار مفتي عام المملكة فضيلة الدكتور محمد الخلايلة إلى المبادرات الملكية التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني وتستهدف التسامح والوئام وقبول الآخر وهي رسالة عمان وكلمة سواء والأسبوع العالمي للوئام .
وشرح الخلايلة مضامين رسالة عمان التي صدرت عام 2004 وتبنتها المملكة كنهج يحرص على إبراز الصورة الحقيقية المشرفة للإسلام ووقف التجني عليه وردّ الهجمات عنه , بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية التي تحملها القيادة الهاشمية بشرعية موصولة بالرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .
وأضاف خلال الندوة التي أدارها وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الاسبق الدكتور هايل داوود أن رسالة عمان جاءت لتصحيح مفاهيم خاطئة متعلقة بالغلو والتطرف , مشيراً إلى أنها صدرت قبل ظهور بعض المنظمات الإرهابية التي مارست القتل والإجرام والدمار في الأردن وبلدان عربية وإسلامية ودول عالمية .
وحث الخلايلة علماء الامة على الاستمرار في شرح بيان ومرتكزات هذه الرسالة العالمية التي تدور مع الحق والعدالة ونبذ العنف والتطرف والسعي نحو تحقيق الرحمة والخير للناس والرخاء العالمي .
بدوره بيّن قاضي الاستئناف الكنسي الأسبق الأب محمد جورج شرايحة اهتمام ورعاية جلالته للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في الأردن وفلسطين وقال "إن جلالته وضع أسساً متينة عمادها العدل والمساواة بين جميع المواطنين مسلمين ومسيحيين ".
ولفت شرايحة إلى سعي جلالته لترسيخ قواعد حقوق الانسان وحقوق المرأة وحرية الأديان والسلم العالمي بهدف إيجاد أرضية مشتركة للعيش الكريم والمحبة بين الناس .
وبين أمين عام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية المهندس عبد الله العبادي الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ومراحل الإعمار الهاشمي لهذه المقدسات منذ الإعمار الأول في عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه مروراً بالملوك الهاشميين الأخيار الملك المؤسس عبدالله الأول والملك طلال بن عبدالله والملك الباني الحسين بن طلال رحمهم الله وصولاً لعهد جلالة الملك عبد الله الثاني .
وعرض العبادي صوراً حديثة للإعمار الذي أنجز للمقدسات الإسلامية والمسيحية ومنها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة والقبر المقدس وكنائس محيطة بالقدس الشريف .
وأكد العبادي أن الأماكن الإسلامية والمسيحية هي محط اهتمام جلالته في المحافل الدولية، مشيراً الى الاتفاقية بين الأردن والقيادة الفلسطينية واستطاع الأردن بموجبها وضع الأماكن المقدسة على لائحة التراث العالمي.
وكان عميد كلية الشريعة في الجامعة الدكتور عدنان العساف قد ألقى كلمة أشار فيها إلى أهمية جائزة تمبلتون التي تسلمها جلالته وهي تمنح للرياديين ممن لهم جهود متميزة في الوئام بين الأديان وتعزيز مبادىء الحق والعدالة والتسامح وقبول الآخر.
وخلال الندوة التي شهدت حضوراً لافتاً لأصحاب الفضيلة قضاة الشرع الحنيف ورجال الدين المسيحي وأعضاء هيئة التدريس ونخبة من طلبة الجامعة والباحثين فيها , قدم عدد من الحضور مداخلات حول مساعي جلالة الملك في تعزيز الوئام بين الأديان والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأمم المتحدة والجامعات والمعاهد العالمية .