"النواب" يناقش تعديلات الاعيان على "ضريبة الدخل" واحتمال الحسم في جلسة مشتركة
"ألاعيان" وظيفة رقابية على النواب لفلترة قراراتهم التشريعية
الانباط ــ - عمان - وليد حسني
تبدو جلسة مجلس النواب التي سيعقدها صباح هذا اليوم وكأنها علامة في طريق اختبار مركزية القوة للسلطة التشريعية التي يتقاسمها طرفان أحدهما يمثل الشعب بالانتخاب "النواب" والاخر يمثل الدولة بالتعيين"الاعيان".
ويدخل النواب اليوم في اختبار توقع له رئيس المجلس المهندس عاطف الطراونه بان ينحاز الى قراره السابق تجاه تعديلاته على المشروع المعدل لقانون ضريبة الدخل، وسيدافع عنها بقوة في مواجهة تعديلات الاعيان التي بدت وكأنها منحازة تماما للحكومة، إلا أن الأهم ان الأعيان يتمترسون خلف نظرتهم لمجلس النواب باعتباره"شعبويا أكثر مما يجب" والقانون "يحتاج لقوة صلبة لا تتوافر لدى النواب".
هذا هو العنوان العريض في جلسة البرلمان اليوم وهو يستعرض ما أدخله الاعيان على القانون من تعديلات يرى النواب فيها انها هشمت قراراتهم، واخرجتها عن مضمونها واهدافها خدمة للحكومة واتجاهاتها خاصة وانها خسرت تماما معركة تعديل القانون وفقا لرغباتها في مجلس النواب.
حاول رئيسا المجلسين فيصل الفايز"ألاعيان" وعاطف الطراونه"النواب" احتواء سياسة التمترس مبكرا وفور موافقة الاعيان على تعديلات لجنته فاجتمعا للتوافق على صيغة تقي السلطة التشريعية الدخول في عمق الخلاف، لكن بدا واضحا ان ذلك الاجتماع لم يؤد لأية نتائج ايجابية وفقا لرؤية الاعيان، مما حدا بالرئيس الطراونه لارسال رسالة واضحة وفي تصريحات صحفية قال فيها ان النواب سيتمسكون بموقفهم، واصفا النتائج التي توصل النواب اليها بــ "المرضية وتحمل الهمّ الوطني ومصلحة المواطن".
في تضاعيف تصريحات الرئيس الطراونه ثمة رسائل عديدة يحتار المراقب حيالها، ففيها ما يشي بعدم رغبة النواب بتقديم اية تنازلات للحكومة ولمجلس الاعيان، وفيها ايضا ان الصيغة التي خرج القانون المعدل لقانون ضريبة الدخل فيها مرضية للنواب وللشعب وتتناسب مع المصلحة الوطنية والهم الوطني..الخ.
ولا تبدو هذه الصورة بعيدة تماما عن رغبة الاعيان أنفسهم بالقيام بدور الفلتر صاجب الصوت الاخير في التشريعات، وهنا يتضح حجم الوظيفة الرقابية لمجلس الاعيان على مجلس النواب، الذي يظهر دوما باعتباره الجناح الاضعف في لعبة التشريع.
وحتى يستطيع الرئيس الطراونه تحقيق ما قاله على ارض الواقع فانه بحاجة ماسة تماما لتحشيد النواب في مواجهة الاعيان باعتباره الثلث المعطل في لعبة مجلس الأمة، وفي حال لم ينجح في هذا الامر فان النواب أنفسهم سيشعرون بخيبة الأمل بعد خسارتهم جولة تشريعية جديدة لصالح الثلث المعطل والغرفة الرقابية الأكثر قوة وتنظيما في البرلمان المتمثلة بمجلس الاعيان.
يدخل النواب اليوم وهم أشد حماسا للتمسك بقراراتهم في مواجهة قرارات الاعيان، وليس من المتوقع ان يتراجع الاعيان ايضا عن قراراتهم مما سيقود الغرفتين الى جلسة مشتركة لحسم الخلاف بينهما، وهنا تصبح الكرة في مرمى الغرفة الأكثر تنظيما، والأقدر على التحشيد.
ويلاحظ في تعديلات الاعيان ومخالفتهم للنواب انها مست مباشرة المواد والفقرات التي تتعلق بالعوائد المالية الراجعة للخزينة فقد قرر الأعيان فرض ضريبة بنسبة 10 ٪ على الأرباح الرأسمالية الناتجة عن المتاجرة بالأسهم، مع إعفاء أول 10 آلاف من الأرباح.
وخالف الاعيان النواب مقرا العودة إلى مشروع القانون برفع الضريبة على القطاع الصناعي إلى 25 % في العام 2019، و20 % في العام 2020، و15 % في العام 2021، و10 % في العام 2022، و5 % في العام 2023م.
ورفض الأعيان تعديلات النواب على صناعة الأدوية والملابس مقرا العودة إلى مشروع القانون الوارد من الحكومة الذي يرفع الضريبة على صناعة الأدوية والألبسة بنسب 50 % في العام 2019م، و30 % في العام 2020، و20 % في العام 2021، و 10 % في العام 2022م، و 5 % في العام 2023م.
والغى الأعيان الحوافز التي خصصها النواب للقطاع الصناعي بخفض الضريبة عليه بنسبة 5 % الى جانب الــ 14 %.
ورفض الاعيان قرار النواب بشطب الفقرة التي ألغاها مجلس النواب من تعديلات القانون الوارد من الحكومة بخفض الضريبة على من لا ينظم سجلات وبيانات مالية من شركات التضامن والتوصية البسيطة المسجلة في المملكة والتي تمارس أي نشاط او استثمار من ألف دينار إلى 500 دينار، بعد ان اقر الاعيان العودة للمشروع الاصلي بالابقاء على الضريبة بقيمة الف دينار.
هذا الخلاف النيابي العيني سيعبر النواب عنه اليوم بقوة لن تخلو من نبرة تحد قد تحتاج لمن يدعمها بقوة حين تصبح المواجهة حتمية في الجلسة المشتركة بين غرفة تشريعية تقوم بالدور الرقابي على النواب، وتتقن القيام بدور الثلث المعطل، ولا تنظر بالكثير من الثقة لمخرجات مجلس النواب...//