المدير السابق لـ"ناسا"في حوار مع الأنباط
سنعزز العلاقات مع الدول التي لديها برامج للفضاء وأشجع الشباب الأردني على دراسة البرامج العلمية
يجب ألا يكون للسياسة تأثير في التعاون بالعلوم ويمكن للمملكة ان يكون حلقة وصل مع عدة دول
عمان – الانباط – علاء علان
أكد المدير التنفيذي السابق للإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (وكالة ناسا)، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الامريكية للفضاء والعلوم تشارلز بولدن على اهمية التعاون بين الدول في مجال العلوم والتكنولوجيا بعيدا عن التأثيرات السياسية،لأجل خلق مستقبل أفضل للبشرية.
ودعا بولدن في حوار مع الانباط الشباب الاردني لدراسة العلوم والفيزياء والرياضيات والبرامج العلمية،معلنا عن قرب اطلاق اول قمر صناعي اردني "كيوبسات ".
وتاليا نص الحوار الذي اجرته "الانباط"مع المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الامريكية للفضاء والعلوم على هامش مشاركته في اعمال مؤتمر "تسويق الابتكار: محرك للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"،والذي عقد تحت رعاية ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله، يومي السبت والاحد الماضيين.
الانباط : بتصوركم ما الذي تحتاجه الدول العربية للولوج في علم الفضاء ؟
بولدن : في جولتي الحالية زرت دولة الامارات العربية المتحدة والاردن وارغب بالحديث عن تعزيز الامكانيات الموجودة في دول العالم العربي وارى ان اهم شيء لتلك الدول استمرارية التعاون وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة.
حاليا اخدم كبمعوث لوزارة الخارجية الامريكية للفضاء والعلوم ومهمتي تتركز على تقوية العلاقات بين امريكا والدول التي لديها برامج خاصة بالفضاء مثل الاردن والامارات العربية المتحدة ونشجع على التعاون في العلوم والتكنولوجيا والرياضيات.
وبالرغم اني مبعوث للفضاء والعلوم حاليا،إلا انني امتلكت خبرة كبيرة خلال عملي في وكالة الفضاء "ناسا"،وارغب ان انشرها لتشجيع النشاطات المتعلقة بتطوير التكنولوجيا مثل الطباعة ثلاثية الابعاد،ومفهوم لـ "كيوبسات"( قمر صناعي صغير مهمته مراقبة بعض الظواهر في الفضاء).
بالنسبة للاردن يوجد طلبة اردنيون سافروا الى الولايات المتحدة الامريكية من خلال برنامج التعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وتعلموا مفهوم "الكيوبسات" ،وبعد عودتهم الى الاردن عملوا على تطوير "كيوبسات اردني" وسيتم اطلاقه قريبا.
المجموعة الاولى التي غادرت لامريكا قبل اربع سنوات تعلمت في مركز أبحاث (Ames) التابع للوكالة في الولايات المتحدة، وتحت إشراف خبراء (ناسا)،وطوروا "الكيوبسات"،وجرى ذلك بالتنسيق مع مؤسسة ولي العهد المسؤولة عن برنامج تدريب الطلبة الاردنيين.
وبخصوص ما تحتاجه الدول العربية فاني اشجع الشباب الاردني على دراسة الفيزياء والرياضات والبرامج العلمية، وليأخذوا المرأة الاردنية مثالا نظرا لتفوقها في الجامعات ودراستها التخصصات العملية.
في الولايات المتحدة يوجد مشكلة مشابهه كما الاردن بأن الشباب لديهم هوس بالمال والثراء،وجميعهم يرغبون بدراسة "البزنس" لفتح شركات خاصة لهم بهدف الثراء،بينما النساء في امريكا يذهبن لدراسة الطب والهندسة ولهن دور في التغيير،لذلك نريد رؤية تغيير اكبر بذهاب الرجال لدراسة البرامج العملية والعلوم.
الانباط : كيف من الممكن تعزيز التعاون بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية في علوم الفضاء ؟
بولدن : مؤسسة ولي العهد بها برامج تدعم الشباب والتكنولوجيا،ولكني أرى ان مؤسسة مثل الجمعية العلمية الملكية ( أحد مراكز البحث العلمي والتكنولوجي التابعة للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الأردني، تأسست عام 1970( تحتاج منحها ثقة اكبر من قبل الحكومة الاردنية، لخلق جسور تواصل مع المؤسسات العلمية الأمريكية.
الفكرة ان الحكومات لا يمكن ان تقوم ببناء الشراكات بمواضيع مثل الفضاء، ويجب فتح الطريق امام القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية مثل الجمعية العلمية الملكية التي تعرف البنية التحتية وتفهم عمل الشركات الناشئة ،وبالنهاية يجب عدم الاعتماد بشكل دائم على الحكومة، في "ناسا" اكتشفنا قبل عدة سنوات انه لا يمكننا ان نقوم بكل شيء كحكومة ويجب ان نفتح الطريق امام القطاع الخاص.
الانباط : ما هي ابرز القضايا التي بحثتموها خلال وجودكم في الاردن ؟
بولدن : قضيت معظم وقتي يوم الجمعة ونهار السبت في وادي رم مع 4 طلاب اردنيين(طالبتان وطالبان) جامعيين منهم من سينهي دراسة الطب ،والفكرة كانت لدي ان اسمع منهم وقد استمتعت معهم وتعلمت منهم الكثير،لأن افضل النصائح ممكن اخذها من هؤلاء الشباب الاردني.
اؤكد ان الفتيات لا قلق عليهن ولا استغرب لو حصلن على جائزة نوبل، لكن الشباب بالرغم من دراستهم العلوم إلا انني اراهم غير متفائلين في المستقبل ولديهم تركيز على امور بعيدة عن العلوم، واتمنى ان لا يحدث ذلك مع الشباب الاردني الذين التقيتهم وسمعت منهم كلاما يدل ان مستقبلا باهرا ينتظر الاردن.
وبخصوص التعاون بين الدول فاني اشجع على التعاون بين كافة الدول، فمثلا الولايات المتحدة وروسيا كانتا لفترة طويلة عدوتين في السياسة، لكن الآن لأجل العلم والانسانية والمستقبل الافضل يجري التعاون،ويوجد على المحطة الفضائية العالمية اكثر من 20 جنسية عالمية يعملون مع بعضهم البعض من سنوات، وبالنهاية يجب ان لا يكون للسياسة تأثير على التعاون في العلوم والتكنولوجيا.
في الاردن يوجد فرصة للعمل مع عدة دول بهذا المجال مثل السودان والسعودية وقطر والامارات العربية المتحدة،ويمكن للاردن ان يكون شريكا وحلقة وصل مع تلك الدول.
الانباط : بالحديث عن التعاون بين الدول،سبق ان منعت وكالة ناسا خلال توليكم ادارتها عدة جنسيات من دخولها منها السعودية والسودانية والصينية،كيف ترون ذلك؟
بولدن : ما تحدثت به سابقا لا يتعلق بناسا،وتلك التعليمات في ذلك الوقت لم تكن من ناسا، انما من الحكومة الامريكية وتخص الامن القومي في عملنا الحالي يمكننا ان نعمل مع الجميع ولا مشكلة لدينا.//
شرح الصورة : المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الامريكية للفضاء والعلوم متحدثا لمندوب الانباط