الأنباط – العقبة - د. نهاية القاسم
تعد ظاهرة تراكم اكوام كبيرة من الاطارات المستعملة باتت موجودة في العديد من الاماكن، خاصة في محافظة العقبة .
و من المعروف أنه لا يوجد في العالم شيء اسمه نفايات ، ففي الدول المتقدمة يعاد تدوير النفايات المختلفة وخاصة الاطارات كونها لا يمكن أن تحرق نظرا لكمياتها الكبيرة والمتزايدة .
أين يكمن الحل ؟
إعادة تدوير الإطارات وهي:
أولا : إنتاج الأثاث استخدام الإطارات بديلاً عن بعض قطع الأثاث كالطاولات والمقاعد خصوصاً بالحدائق بعد تزيينها وتلوينها بألوان جذابة تتناسق مع الديكور العام، لكن هذا لا يعتبر حلاً حقيقياً للمشكة نظراً للعدد الهائل من الإطارات التي يتم إتلافها سنوياً.
ثانيا : ترميم الإطارات القديمة ترميم الإطار القديم يتم عن طريق إزالة السطح الخشن والحاصل به خلل، باستخدام ماكنات كشط وتنعيم للسطح، بعدها يتم لصق طبقة جديدة مكانه، واللصق يكون بمادة مطاطية قابلة للانصهار، ثم يتم تعريض سطح الإطار إلى عملية التسخين الحراري، حيث ترفع درجة حرارة الإطار إلى 120 درجة، عندها تذوب المادة اللاصقة وتندمج مع كل من السطح الجديد والإطار، فيصبحان كتلة واحدة، و تسمى هذه العملية باسم التقسية للإطار. إنتاج الطاقة ممكن صهر الإطارات بدرجات حرارة عالية جداً في مفاعلات بدون أكسجين، وعندما يتبخر المصهور يتم تكثيفه بالماء من خلال مواسير يمرّ بها وينتج مواد نافعة وهي السولار ومادة الكربون بلاك والفولاذ. لكن يجب الانتباه إلى عدم حرق الإطارات في الهواء الطلق من قبل مصانع أو أفراد، لتفادي انبعاث العديد من السموم الى الجو، من السموم التي تنبعث عند حرق الإطارات في الجو غازات سامة وهي: غاز أول أكسيد الكربون، وأكسيد الكبريت، وأكسيد النيتروجين، وكلوريد الهيدروجين، وثنائي الفينيل متعدد الكلور. وأيضاً حرق الإطارات في الجو ينتج معادن سامة مثل: الزرنيخ، والكادميوم، والنيكل، والزنك، والزئبق، والكروم. وهذه المعادن إذا نفذت إلى طبقات الأرض ووصلت المياه الجوفية تعمل على تلويثها. وفي هذا خسارة كبيرة.
ثالثا : استخراج المواد الأولية حيث يتم استخراج المواد التالية من الإطار وهي: المطاط. معدن الحديد خصوصاً الأسلاك. خيوط الفيبر. استخدامات المطاط يستخدم المطاط الناتج في صناعات عديدة، مثل صناعة أرضيات الملاعب الرياضية، وفي صناعة الأحذية، وهناك أكثر من آلية لاستخراج المواد الأولية.
رابعا: التقطيع والطحن المباشر للإطار: يمر الإطار بمنظومة من أكثر من جاروشة وطحانة، بهدف تقطيعه إلى قطع صغيرة. وتحتوي المنظومة على عدد من المعدات المغناطيسية لفصل الحديد، ومناخل لتحديد قطر القطع الناتجة من كل مرحلة، ويمكن الوصول بالمطاط الى درجة البودرة. لكن كلّما قل قطر القطع الناتجة زادت المراحل وزادت كلفة الإنتاج، هذه الطريقة هي الأكثر انتشاراً والأقل كلفة. وتحافط على الخواص الفيزيائية والميكانيكية للمواد الناتجة، ويمكن استخدام التبريد والطحن: كما هو معلوم تبريد المواد يزيد من هشاشتها، وبالتالي يساعد في سهولة كسرها وتفتيتها، يستخدم غاز النيتروجين لهذا الغرض. وبعدها يمر الإطار بمنظومة من الطحانات والمعدات المغناطيسية لفصل المواد كما في الآلية الأولى، لكن هنا الطاقة اللازمة لتقطيع الإطار أقل والمراحل التي يمر بها الإطار لفصل المواد وتقطيعها أقل، أمّا كلفة الإنتاج تكون أعلى وذلك بسبب ارتفاع أسعار مادة النيتروجين.
خامسا : التقطيع بإضافة المذيبات: يتم غمر الإطار بمذيبات هيدروكربونية تعمل على حلحلة الروابط بين جزيئات المطاط، وبالتالي إضعاف المادة مما يسهل عملية فصلها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة، لكن كلفة المذيبات عالية وتعتبر سريعة الاشتعال، و أن التخلص من الاطارات المطاطية المستعملة بالحرق تضر بالبيئة وتتسبب في تلوث التربة والمياه والهواء.
ان عدد الاطارات المطاطية المستعملة التي يتم التخلص منها سنويا في العالم قد يصل الى الملايين ، نحن لا نبحث كثيرا في الاحصائيات العالمية فكثير من الدول لا يوجد بها احصائيات لكميات الاطارات التي يتم التخلص منها في الغالب بطرق تضر بالبيئة وتتسبب في تلوث التربة والمياه والهواء ان تم احراقها وكل تلك الممارسات تنتج من غياب الوسائل الناجعة والمجدية في اعادة استخدام هذه الاطارات او اعادة تدوير الاطارات المطاطية , لكن يكفي ان نراجع اعداد السيارات في كل بلد لنعلم كم هي كبيرة تلك الكمية من الاطارات التي يتم رميها سنويا .
تلزم قوانين السلامة على الطرق في اي بلد السائقين بتغيير اطارات سياراتهم كلما صارت غير مناسبة لتوفير الأمان لراكبي السيارة ، وذلك بناء على قوانين تلك الدولة وجهود مراقبي سلامة السيارات على الطرق او في مراكز الترخيص ، وهذا النشاط مفيد جدا في الحفاظ على سلامة الناس لكنه في المقابل يتسبب في انتاج كميات هائلة من الاطارات المستهلكة سنويا والتي ينتهي فيها المطاف على جنبات الطرق او مكبات عشوائية في معظم الدول العربية بكل اسف .
لقد تنبهت كثير من دول العالم لتراكم كميات كبيرة من الاطارات في مكباتها، وقد كان لزيادة اعداد السيارات بشكل رهيب الى زيادة الضغط على هذه الدول لإيجاد حلول تنهي مشكلة المكبات دون ايذاء عناصر البيئة حيث ان اكبر تحد واجه المهتمين بالبيئة هو منع الناس من احراق الاطارات بشكل عشوائي للحصول على الاسلاك المعدنية التي فيها او للتخلص منها وحسب.
اعادة استخدام او اعادة تدوير الاطارات المطاطية حل اخر يفتح المجال امام المبدعين
تهدف اعادة تدوير الاطارات المطاطية عبر اعادة استخدامها الى استخدامه في المنزل او المدرسة او الحديقة العامة ليكون بديلا عن المقاعد العامة او الكراسي او بعض قطع الاثاث المنزلي او قد تستعمل الاطارات كسياج للحدائق او احواض لزراعة الورود وكذلك قد تدخل في تجهيز الالعاب الرياضية للاطفال، وليكون هذا الاستخدام مقبولا لدى الناس يلجأ المبدعون من الطلاب والمهتمين بالبيئة الى تلوين تلك الاطارات بالوان جميلة ووضعها في تشكيلات تجعل منها تحفة فنية، وهناك استخدام اخر يتم في بعض دول العالم وهو استخدام الاطارات في عمل مصدات حوادث للطرق وهذا يزيد من أمان تلك المصدات التي تمتص الصدمات اكثر من المصدات المعدنية العادية.
يكثر استعمال الاطارات في مدارس بعض الدول العربية وحدائقها العامة لكن هذه التقنية لا تحل المشكلة وان كانت حلا ابداعيا ويخفف من حدة المشكلة فحجم السيارات في اي بلد يجعل المدارس غير قادرة على استيعاب هذه الاطارات، كما ان الاطار الذي يستعمل في المدرسة يبقى عشرات الاعوام بينما تتسبب كل سيارة في رمي اربع اطارات مستعملة على الاقل سنويا.
حرق الاطارات لإنتاج الطاقة
تحتاج بعض المصانع الى طاقة حرارية كبيرة مثل مصانع الاسمنت والصلب وغيرها من الصناعات الثقيلة ومع ازدياد اسعار المحروقات لجأت بعض المصانع الى حرق الاطارات في محارق مناسبة لمنع التلوث، اذ يمكن لمصنع اسمنت متوسط الحجم ان يستهلك مئات الاف الاطارات سنويا وهو ما يمكن من حل مشكلة اكوام الاطارات المتكدسة , لكن هناك مخاطر كبيرة من تسرب مواد ملوثة خطيرة الى الهواء الجوي بسبب عدم قدرة المصانع على السيطرة على كافة الانبعاثات التي ينتجها حرق الاطارات.
فرم الاطارات واعادة التدوير
الذي يتم حاليا في معظم دول العالم لا تحتاج الى كميات كبيرة من الطاقة ويمكن القيام بها في ورشات فنية صغيرة وليست بحاجة الى استثمارات ضخمة , فخطوط الانتاج غالبا ما تكون رخيصة الثمن نسبيا ، ولا تحتاج الى خبرات عالية لتشغيلها ، ويمكن القيام بهذة العملية من خلال ثلاث خطوات اساسية ، حيث يتم سحب اسلاك الفولاذ الموجودة في الاطار , ويتم ذلك اما بقطع الجزء الذي يحتوي على هذة الاسلاك ومن ثم ازالة الزوائد المطاطية عنها ، واما عن طريق سحب تلك الاسلاك بكلابات خاصة ذات قوة كبيرة. يتم فرم الجزء المطاطي وتحويله الى مسحوق مطاطي، واما ان يدخل في ماكنة التحبيب التي تنتج حبيبات مطاطية صالحة للإستخدام في ماكنات بثق المطاط واما ان يتم نقله ليستعمل مع الاسفلت لتعبيد الطرقات وجعلها اكثر مقاومة للظروف الطبيعية.
يمكن اعادة تدوير الاسلاك التي تم استخلاصها من الاطارات وذلك بصهرها واعادة تشكيلها لتدخل في صناعة معدات فولاذية جديدة . وهذة الطريقة ليس لها مخلفات كبيرة ولا تحتاج الى طاقة كبير، كما انه يمكن لمصنع اعادة تدوير واحد ان يتعمل مع ملايين الاطارات سنويا ويحل مشكلتها تماما, وقد يمتلك المصنع الواحد كافة مراحل خط اعادة التدوير او ان يختص بمرحلة واحدة مثل ان يقوم بسحب الاسلاك وفرم الاطارات ونقلها الى مصانع اخرى لإتمام عمليات اعادة التدوير او قد يختص بإعادة انتاج منتجات مطاطية جديدة من حبيبات المطاط المعاد تدويرها ، ويفضل ان يتم خلط المطاط المعاد تدويره مع مطاط جديد وذلك لتحسين خصائصه وتسهيل عمليات تشكيله.
ان ناتج عملية التدوير يستخدم في عدة تطبيقات ومنها الاحبار، كما ان بالإمكان استخدامها مجددا في صناعة الاطار مع المطاط .
ان الاردن لا يستورد الاطارات المستعملة حتى لا تنتقل الحشرات الينا، انه تم الاشتراط على اصحاب المصانع استخدام الاطارات المحلية المستعملة ، خوفا من انتقال الحشرات الينا وبالتالي منعا لحدوث الامراض والاوبئة.//