الأنباط – رصد ومتابعات
وفقا لأول دراسة علمية حول ترتيب مستويات الدول بناءاً على رأس المال البشري، تتعرض الأمم التي لا تستثمر في قطاعي الصحة والتعليم لخطر ركود الإقتصاد وانخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
وكانت قد نُشرت دراسة في المجلة الطبية الدولية "The Lancet" تحت اسم قياس رأس المال البشري: تحليل منهجي ل 195 دولة وإقليم، 1990-2016، واستندت هذه الدراسة إلى تحليل منهجي لمجموعة واسعة من البيانات من مصادر عديدة، بما في ذلك الوكالات الحكومية والمدارس وأنظمة الرعاية الصحية.
وتظهر الدراسة أن الأردن يتخلف عن بقية دول الشرق الأوسط في مجالات الصحة والتعليم التي يتمتع بهم قواه العاملة وتعد الدراسة التي أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم بناء على طلب من رئيس البنك الدولي، هي الأولى من نوعها لقياس ومقارنة قوة "رأس المال البشري" للبلدان. وتؤكد الدراسة أنه كلما زاد رأس المال البشري للبلاد، زاد معدل نموها الإقتصادي.
وما تكشفه الدراسة عن الأردن احتل رأس المال البشري في الأردن المرتبة 67 من أصل 195 دولة في عام 2016، حيث ارتفع درجة واحدة منذ عام 1990. ويعد رأس المال البشري في الأردن أعلى من 35 ٪ من البلدان التي تمت دراستها. لكن العديد من دول الشرق الأوسط تفوقت على الأردن بما في ذلك المملكة العربية السعودية (جاءت بالمرتبة رقم 65) والكويت (62) ولبنان (52).
أحرز الأردن تقدمًا مختلطًا في مجال الصحة. وتبحث الدراسة عن عدد السنوات التي من المتوقع أن تعيشها القوى البشرية التي تتراوح أعمارهم بين 20 و 65 عامًا – في الفترة التي يعتبروا فيها أكثر نشاطًاً كقوى عاملة. في المتوسط، عاش الأردنيون 42.1 من أصل 45 سنة، لتصبح الأردن في المرتبة 75 على مستوى العالم. في عام 1990، احتل الأردن المرتبة 67، حيث جاء ترتيبه أعلى من المملكة العربية السعودية التي جاءت في المرتبة 74، ثم لبنان في المرتبة 103. ولكن بحلول عام 2016، احتل لبنان المرتبة 36 من حيث عدد السنوات التي عاشها شعبه، وكانت السعودية تفوق الأردن بكثير حيث جاءت في المرتبة 38.
العمال الأردنيون يقضون أوقاتاً أقل كمرضى ومصابين مقارنة بالماضي، لكنهم ليسوا أصحاء مثل العمال في البلدان الأخرى. حيث يعاني العمال الأردنيون من المرض والعجز. وفقاً لتصنيف الدراسة المعنية بالصحة الوظيفية – التي تأخذ بعين الإعتبار الأمراض مثل التقزم، السمع وفقدان البصر، أو الأمراض المعدية مثل الملاريا أو السل - صُنفت الأردن في المرتبة 93 على مستوى العالم من حيث الصحة الوظيفية.
يحصل العمال الأردنيون على التعليم بنسبة أكثر من العمال في معظم الدول. يقضي الأردنيون 13.3 سنة من أصل 18 سنة متوقعة في المدرسة. وهذا وضع الأردن في المرتبة 29 على مستوى العالم من حيث التحصيل العلمي – والتي تعد تقدم كبير عن عام 1990، عندما احتلت الأردن حينها المرتبة 58 ولم تنفق سوى 10.9 سنوات على التعليم في المدرسة. لكن لا يزال الأردنيون يقضون وقتًا أقل في المدرسة مقارنة بالفلسطينيين والسعوديين واللبنانيين. ينفق الطلاب في لبنان ما معدله 14.6 سنة في المدرسة، والذي يعد أكثر من أي مكان آخر في العالم.
تتراجع نوعية التعليم في الأردن سلباً. حيث احتل الأردن المرتبة 112 فقط على مستوى العالم؛ بما يتعلق بجودة التعليم يسجل الشرق الأوسط ككل نتائج سيئة. تقريبا جميع البلدان في المنطقة تقع في أسفل 60 ٪ من حيث نوعية التعلم.