الأمن العام يحذّر من خطورة الاقتراب من الأجسام والمسيّرات، تحت طائلة المساءلة القانونية "مهن من ذهب" تحتفل بتخريج الفوج الأول من مبادرة فرصة ‏تقديم الكندي روي رانا لقيادة مشروع تطوير شامل لكرة السلة الأردنية عملية نوعية ونادرة لجراحة الأوعية الدموية بمستشفى الحسين "السلط الجديد" الاقتصاد الرقمي تطلق الدفعة الثانية من برنامج التدريب في مكان العمل لتأهيل 562 شابًا بمهارات رقمية أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على انخفاض جماعي العيسوي يرعى احتفال أبناء قضاء ماعين في مأدبا بالمناسبات الوطنية سفير سلطنة عمان يلتقي رئيس وأعضاء اتحاد الناشرين الأردنيين وزير الخارجية يبحث مع نظيره السلوفوكي جهود إنهاء التصعيد في المنطقة وزير الأشغال يتفقد عددًا من مشاريع الطرق في عمان وإربد والبلقاء ‏شي: وقف إطلاق النار أولوية ملحة لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي عشيرة النجادا واشنطن تضرب بصمت… وإسرائيل تُطلق النار وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من نظيره الإيرلندي السماء ليست للبيع : الاردن يسقط حسابات التورط الإجباري وزير الخارجية: غزة يجب ألّا تُنسى "إقليم البترا" تبحث تداعيات وأثر الأزمة الإقليمية على القطاع السياحي إطلاق صافرات الإنذار بعد رصد أجسام طائرة في سماء المملكة إقرار الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2025-2028 وزيـــرة التنمية الإجتماعـــية ترعى ملتــقى حول الــــرعاية الوالـــديـــة

موطن الورد والسوسن

موطن الورد والسوسن
الأنباط -

موطن الورد والسوسن
بقلم: زيد أبو زيد
حكومة أردنية جديدة برئاسة الدكتور عمر الرزاز، الذي وصف الوطن حين سئل عن دور الأردن في إطار العلاقات الدولية بقوله: "إن الأردن رغم أنه بحجم الورد، إلا أن جلالة الملك وضعه على خريطة العالم، ونسج شبكة علاقات مذهلة أهَّـلته لأن يكون لاعبًا رئيسًا في المنطقة والعالم، وجـنَّـبته الكثير من المخططات والأخطار."
وهنا أقول: إنَّ وطني الأردن كان منذ شَـبَّ أردنيًّا هاشميًّا بحجم وردة بيضاء يفوح عبقها ليملأ الجوار, وينتشر صِيتها لينافس أكبر الأوطان، ليس بكبر مساحتها ولا بكثرة سكانها, فالقليل الطيب كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل صباح بإذن ربها, فالأوطان العظيمة تبني عظمتها على هِـمَّة أبنائها, وتكبر نفوس حُـكَّامها وتزيد شجاعتهم وقوة إرادتهم؛ يتعبون ويسهرون ويحققون لأمتهم وشعوبهم المجد، كما قال الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارًا                تعبت في مرادها الأجسام
 
إنَّ هؤلاء العظام الذين خلَّـدهم الماضي وأشاد بعظمتهم الحاضر، صَدَقوا أمتهم فصَدَقتهم, ارتقوا بها, وارتقت بهم, فلم يروا بها مزرعة للكسب الحرام، ولا مجالاً للظلم والفساد والتعدي على الحقوق، لقد ردَّدوا الحكمة المأثورة للشاعر الفيلسوف:
 
فلا هطلت عليَّ ولا بأرضي            سحائب ليست تنتظر العباد
 كنتُ منذ نعومة أظافري مُولَعًا بقراءة كتب التراث التي تفيض بها مكتبة والدي, وعاشقًا لقراءة كتب كبار الكُـتَّاب المعاصرين, مُستـقِـيًا من تجاربهم الكثير, حتى غدوتُ مسكونًا بالثقافة ميَّالا لكل علم جديد ولعبقرية الإدارة وحكمة الأقدمين, وقد لفت نظري حكاية تمثيلية وردت في مقدمة ابن خلدون تحت عنوان "العمران"؛ ذلك أنَّ ملكًا من ملوك فارس استدعى (المرزبان) كبير الحكماء والباحث العالم المُطَّلع على مختلف العلوم، والذي لم يؤثَر عنه سوى صلاح الدنيا والدين والحرص على الوطن والمملكة، في ظل ملك يتوق دائمًا لأن يبلغ بوطنه الصغير - الذي شبَّهه دائمًا بالوردة الفوَّاحة- مراتب الدول العظيمة, فسأله: أيها المرزبان حدثني عن العمران، قال المرزبان: يُحـكى يا سيدي أنَّ بومًا ذكرًا عشق بومًا أنثى, فطلب يدها، فأجابته البوم: موافقة، بشرط أن تمنحني عشر قرى من الخراب، فقال العاشق: أمنحكِ مئة قرية من الخراب لو استمرَّ الوضع على ما هو عليه. فهم الملك قصده, ثم عـيَّنه رئيسًا للوزراء، وفـوَّضه بعمل كل ما يصلح للعباد, وأن يرفع شأن الأمة، فانطلق من فوره يجبر كسر الفقير، ويوقع بالفاسد والشرير، مُستخدِمًا قوة الإرادة, وما اجتمع لديه من مفاتيح العلم والمعرفة بمواطن الأمور, مُنطلِـقًا من تجاربه الناتجة في كل مجال عمل به من أجل الأمة. وما هي إلا مدة من زمن حتى انصلحت الأمور, وامتلأت خزائن الدولة بالمال، وكثرت الأعمال، وانتشر العمران, وأشاد الناس برئيس الوزراء الجديد.
مثلٌ ضربناه برئيس الوزراء الجديد دولة الدكتور عمر الرزاز، الذي ننتظر منه أن يعيد للوردة جمالها وعبق عطرها؛ بما انتهجه من خط جديد لم يربطه بالأشخاص، إنَّما بالعمل والإرادة والبرامج المُـستحـدَثة، التي تستهدف الإصلاح والتغيير؛ فانطلق وفريقه الحكومي مُمَحِّـصًا ومُدَقِّـقًا في كل ما يمسُّ حياة المواطن، ليأتي الخير سريعًا بإيقاف العمل بالقوانين الجائرة التي تغوَّلت على العباد والبلاد، وأطلق للحوار المؤسسي المُنـتَج عقاله؛ لتَعُـمَّ أجواء الحوار الإيجابية، وسيتم الآن وضع البرامج في إطار إستراتيجية نهضوية أردنية تصلح فيها التشريعات الناظمة للحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ لنقول الآن: الغد أفضل، ولنقف بعد عام لنقول: الآن.. أصبح الوطن أجمل، ولن يهاجر قتيبة، بل سيعود إخوته لبناء الوطن.
والله الموفق.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير