صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا .. الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن المولدوفي قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم القطاع الاجتماعي والتنمية البشرية "المقاولين" تدين الاعتداء على الأمن العام وتدعو لدعم الأجهزة الأمنية الامير علي يجدد ثقته بالمدرب سلامي امين عام حزب عزم وكتلة عزم النيابية يزورون مصابي الأمن العام. جواد الخضري يكتب :حادثة الرابية لا تزعزع الأمن الوطني الصفدي يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية عشيرة المعايطة تعلن رفضها وتجريمها لاي فعل يصدر من اي فرد منها يستهدف رجال الأجهزة الأمنية أورنج الأردن تتوج جهودها في نشر الثقافة الرقمية بالفوز بجائزة "بناء المهارات الرقمية" في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة انطلاق أعمال ملتقى استعادة الشعر: " من الآباء الأولين إلى الألفية الجديدة" في "شومان" مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة العبيدين بيان استنكار رسمي لرئيس جامعة البلقاء التطبيقية وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المُسلّحة الأردنية – الجيش العربي واشنطن على شبكة الملكية الأردنية منتصف اذار القادم تحيه لرجال الامن العام البواسل هيئة تنشيط السياحة تختتم مشاركتها في معرض IBTM Barcelona 2024

السياسي على مشانق الافتراضي

السياسي على مشانق الافتراضي
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

السياسي على مشانق الافتراضي

يحتاج السياسي الاردني الى تبريد عقله كثيرا قبل الرد على ظواهر الهجوم الكاسح الذي يتعرض له من منصات التواصل الاجتماعي , سواء بأخبار كاذبة او بأخبار لها مصداقية , فالمزاج العام سيئ وسوداوي , وكل القصص المروية عن السياسي او المتنفذ في بلدنا قابلة للتصديق حتى وإن كانت كاذبة , والسبب معروف ضمنا فالحالة المتردية التي وصلت اليها البلد هي حاصل قرارات خاطئة أخذتها طبقة الحكم , وليت الخطأ فقط كان عنوان هذه القرارات , بل ان رائحة المحاباة والشخصنة والاستزلام ناهيك عن الفساد والافساد تزكم الانوف , وبالتالي هو يقطف ثمن سلوكه العام وثمن مواقفه السياسية والادارية .

هذا بالطبع ليس تبريرا للاخبار الكاذبة او التسامح معها , بل محاولة قراءة للظاهرة حتى نبدأ العمل لمعالجتها , فأول العلاج الاعتراف بالمرض والخطأ , وعلينا ان نعترف ان المشهد في العشرية الاخيرة فاق الاحتمال , فتدوير النخبة على قدم وساق وتداور المناصب بين الاحباب والانسباء والازلام صار هو السمة العامة , وفقد المواطن الاردني كل امانيه , بعد ان تم العبث بارادته وبمستقبله , حتى وصل الى المشاركة في هذه العملية اما بالصمت العاجز والانسحاب من المشهد والانضمام الى حزب الكنبة , او بمجاراة الواقع واللعب على اوتاره بقبول مبدأ بيع الصوت الانتخابي والتطبيل للقادم ولعن الراحل .

جاء الواقع الافتراضي في هذا السياق , فكانت المنصات الافتراضية فرصته لبث الغضب بغرائزية ودون رقابة مجتمعية او قانونية , واضاف الربيع العربي فرصة اخرى للترويج للغضب والتعبير عنه , وسط غياب للاحزاب والنقابات المهنية والعمالية , بوصفها حواضن قادرة على تشذيب الغضب وتهذيبه ووضعه في اطاره المدني القادر على احداث التغيير وكل ذلك تم بدعم رسمي بل بتواطؤ ضخم من المؤسسة الرسمية التي استمرأت ذبح الخصوم على مسلخ المنصات الالكترونية وتفاعلت بأن بات نشطاء هذه المنصات نجوما في المجتمع ويحظون باستقبال حافل في كل المواقع والمناسبات بل باتوا يصلون الى مساحات لا يصلها سياسي عريق او مسؤول سابق , دون دراية ان تشكيل الوعي بهذه الطريقة هو انتحار جماعي للمجتمعات , وتفريغ سلبي لكل شحنات الغضب او الفرح وتجهيل للمجتمع بتغييب ابسط قواعد التحقق والتدقيق .

في دقائق قليلة صار مثنى الغرايبة بطلا شعبيا لمجرد فشخة من حجر طائش في مظاهرة , وبالمقابل لا احد يعرف عدنان الاسمر الذي فقد البصر جرّاء التعذيب ابان الاحكام العرفية او عبد الفتاح التولستان , وحتى ناهض حتر انصفته ظروف الموت ولم تنصفه ظروف الحياة ولا الامتار المقطوعة من امعائه , وكثير من المناضلين والمعتقلين الذين باتوا طرفة عند المناضلين الافتراضيين , الذين حرروا الاقصى بتعليق او لايك , وكانت الصدمة تلو الصدمة تتوالى ونحن لا نلتفت او نقرأ الظاهرة بعناية , فالاف الاعجابات لم تصل الى الشارع مما افسد مظاهر التعبير الشعبي , وللاسف كانت السلطة تفرح في كل مرة على هذا العالم الجديد وترى فيه تعبيرا مريحا واقل ضررا من الاحزاب والنقابات , فتساهلت معه الى الحد الذي منحه جرأة على الحقيقة وعلى الدولة بدون تدقيق او تمحيص للغث من السمين .

الحسنة الوحيدة لهذا الفضاء , انه بات جزءا من منظومة الرقابة المجتمعية , لكنه يحفل بالكثير من الاسفاف وعدم التحقق , ولعل خبر سيارة ابنة رئيس مجلس النواب او صورة الوزيرة الجديدة الملفقة دليل على هذا الاسفاف , لكنه لا يُلغي ان السياسي عليه اليوم ان يقف ويتحسس سلوكه ورأسه .//

omarkallab@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير