بمساندة 65 عضوا من فريقه تناوبوا على زيارته
العقبة – الأنباط – طلال الكباريتي
احتفل عدد كبير من أبناء العقبة مساء أمس الأول، بترجمة البطل عدنان النصرات طموحه المبدئي بتنفيذ غطسته والمكوث في قاع بحر العقبة ليومين متواصلين بواقع 48 ساعة كاملة .
العقبة أغلقت الستار على هذا المشهد للبطل النصرات 30 ربيعا، بعد خروجه سالما معافى من أعماق البحر، وتحقيق خطوته الأولى، استعدادا لتنفيذ خطوته المقبلة بتحطيم الرقم العالمي بالبقاء تحت الماء لمدة ستة أيام متواصلة .
وبعد أن أغلقت العقبة ستار هذا المشهد، واجه كثير من أبناء العقبة أسئلة حائرة بهذا الخصوص، أبرزها، كيف قضى البطل النصرات وقته تحت الماء؟ و ما النشاطات التي ملأ بها وقت فراغه خلال 48 ساعة، وكيف جاءته الفكرة؟
يقول البطل عدنان النصرات أن الفكرة بدأت تراوده منذ خمس سنوات، بحكم عمله المختص بوصل أنابيب حديد البواخر بلحامها لساعات تحت الماء .
وأضاف النصرات للأنباط أن عمله المرهق بمكوثه في قاع البحر تحت البواخر، و إلزام نفسه بالأكل والشرب تحت الماء لحين إنهاء مهمة عمله خلال فترة دوامه، ومن هنا انطلق طموحه بتحطيم الرقم القياسي بالمكوث في أعماق البحر .
ولفت الى أن شعوره قبل لحظات تنفيذ غطسته لمدة استمرت نحو48 ساعة في أعماق البحر تمثلت بالمتعة وخلت من مشاعر التوتر أو القلق مشيرا الى أنه في كل مرة يعتزم على الغطس ينحصر تفكيره بالبحر و عالمه.
وعن الأعمال التي نفذها خلال 48 ساعة في جوف البحر فقد كشف البطل النصرات أن أول عمل انطلق بتنفيذه تمثل بجولة في أعماق البحر لكشف ما يحتضنه بحر العقبة من المخزون الهائل من المرجان البحري .
وأشار البطل النصرات الى أنه التزم خلالها بنظام غذائي بتناول وجباته اليومية في أوقاتها المحددة .
وبين أن طريقة تناول وجبته (الساندويش) المغلفة، كانت تبدأ بالنفخ على أول لقمة ليصبح الهواء حاجزا منيعا بين وجبته ومياه البحر ومن ثم يكمل تناول وجبته .
وذكر أنه التزم أيضا بست ساعات خلال اليوم الواحد، مستعينا بجهاز غطاء بحري للوجه ليساعده على التنفس من أنفه، وكان يستيقظ كل ساعتين لتنشيط دورته الدموية لكي لا يشعر بالبرد بالإضافة إلى تجنب إصابة عضلاته بالخمول .
وكشف البطل النصرات أنه قضى ال48 ساعة بألعاب فكرية، كالشطرنج، مع غواصين كانوا يتناوبون على زيارته للاطمئنان على صحته، وألعاب خاصة باختبارات الذكاء وممارسة رياضة اليوغا والتأمل في قاع البحر .
ولفت الى أن فريقه الذي ساعده على انجاز مهمته بالبقاء في أعماق البحر ليومين متواصلين بلغ عدد أعضائه 65 شخصا، و تضمن أطباء ومدربا لرياضة اليوغا ولياقة بدنية وخبراء تغذية .
وأشار الى أن أعضاء فريقه حرصوا على الاطمئنان على سلامته، بمجموعات خصصت كل واحدة منها معدل 8 ساعات ومنهم غطاسون أطباء تناوبوا على زيارته كل 45 دقيقة، لكشف أي خطر محتمل من خلال النظر الى لون عينيه، والتأكد على سلامته من خلال إشارات اليد .
وعن أغرب المشاهدات التي رآها خلال مكوثه طوال تلك الساعات في أعماق البحر، فقد لفت أن جلها كانت ليلا، وتمثلت بتغير شكل مرجان البحر بين الحين والآخر يصاحبها تغير ألوانها بمناظر زاهية ومبهجة، يعجز اللسان عن وصفها .
وأضاف أن أغربها أيضا ملاحظته لتحول لون أنواع من الأسماك وعدد من الكائنات البحرية وكان وهجها يشع منها تلقائيا، تكشف عظمة الخالق سبحانه .
وثمن البطل النصرات جهود مدير مكتب خبراء الآردن السياحي يوسف الهلالات منوها الى أنه كان الداعم الرئيس لتنفيذ طموحه وشغفه ومساعدته على اجتياز أول خطوة تجاه العالمية ومساعيه لدخوله في موسوعة غينتس العالمية .
كما ثمن أيضا جهود سلطة العقبة لتأمينه بالموافقات وعلى رأسهم رئيس السلطة ناصر الشريدة، ونشامى الدفاع المدني والقوة البحرية والأمن العام، و أبناء العقبة الذين دعموه وآزروه ومن احتفلوا باستقباله بعد خروجه من أعماق البحر .//