د. عصام الغزاوي.
أستغرب تخوف الكثيرين من الدعوة السعودية لاجتماع مكة لدعم الاردن، وكأنها المرة الأولى التي يقدم فيها الاشقاء الخليجيون دعمهم للملكة، لقد ساهم دعم السعودية ودوّل الخليج منذ منتصف ستينيات القرن الماضي في صموده وتسليح قواته المسلحة طيلة عقود المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ولليوم لم تتخل السعودية ولا دول الخليج عن التزاماتها تجاه الاردن.
وما زالت المشاريع الممولة من المنح الخليجية مستمرة وليس آخرها تأهيل الطريق الصحراوي، اما بالنسبة لموضوع التخوف من ان يكون الدعم مقابل تغيير موقف الاردن من صفقة القرن فإنه في عالم السياسة والمصالح لا يوجد شئ بدون مقابل.
وهذا الاجتماع المنوه عنه يأتي والجميع يعلم موقف الأردن الثابت الذي لا مجال للبحث فيه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولن يقبل الاردن ان يقايض على مواقفه الثابتة من القدس، وكل ما هو دون ذلك لماذا لا يكون قابلاً للنقاش والتفاهم.
لقد خرج الاردن من أزمته الأخيرة وهو اكثر قوة ومنعة، وأصلب عوداً ووحدة صف، وخسر الذين (راهنوا) على سقوطه، ومن مصلحة الدول الخليجية ان يبقى الاردن قوياً منيعاً لأنه آخر قلاع العمق الإستراتيجي لهم، ومن حق الاردن ان يستغل هذه الميزة من موقع قوة في اجتماع مكة للحصول على مساعدات اقتصادية غير مشروطة بمواقف سياسية وهو رافع الرأس.
أخيراً، اتمنى ان تبدأ الحكومة العمل على محاربة منابع الفساد وترتيب البيت الداخلي، وان لا تعتمد في موازناتها على وعود الدعم الخارجي والذي قد يتوقف أمام أي موقف سياسي.