حنان المصري
خطوة إيجابية وذكية وفي توقيت مناسب ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده مدير الأمن العام والقائد العام لقوات الدرك ظهر أمس الأول والذي غاب عنه بشكل ملحوظ وغير معتاد وزير الداخلية ؛ هذا الغياب الحكومي المتعمد وغياب الإعلام الرسمي الواضح، مضافا اليه الفراغ النيابي غير المبرر، يؤكد على أن الكرة باتت في يد الشعب والعسكر فقط .
برغم الحنكة والدهاء السياسي والذي لم يسعف الحكومة بأسرها في مواجهة ارتفاع الوعي الوطني إلى الحدود العليا لدى الشعب والنقابات المهنية والقوى الأمنية في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها أبناء الوطن بجميع تحدياته المحلية والإقليمية والدولية وفي مواجهة المد الشعبي والشبابي القادم من رحم المعاناة والبطالة والفقر في جميع أطراف الدولة ومحافظاتها وقراها وباديتها.
ناهيك عن عدم محاسبة الفاسدين ناهبي الأموال العامة، وتدني جودة البنى التحتية للطرقات والخدمات اللوجستية العامة للمواطنين في معظم القطاعات وأهمها التعليم والصحة .
هذه العوامل ساعدت على دفع الشعب للإستجابة لدعوات النقابات المهنية التي سارعت إلى التوعية لمخاطر القانون الضريبي القادم للخروج إلى الشارع والتظاهر السلمي ضد تغول الحكومات المتعاقبة على قوت المواطن ، واحتجاجا على نهج الإستنزاف لجيبه ولقوت عياله .
في الوقت الذي يتعدى فيه الإنفاق الحكومي على المصاريف النثرية !! والمياومات والتنفيعات، والرواتب الخيالية لبعض القطاعات والمؤسسات المستقلة حدا يجاوز حدود العقل والمنطق، نظرا لمحدودية الموارد .
إضافة إلى بيع مقدرات الدولة وتبخر الناتج منها ليزداد ثقل المديونية يوما بعد يوم وسنة بعد سنة وبشكل تراكمي هائل.
ننتظر القادم بحذر ونتوقع أن تكون له آذان صاغية لتغيير النهج تغييرا جذريا ، وفهما عميقا للتعديلات المقترحة من مختصين حياديين من ممثلي النقابات على قانون الضريبة سيئ الذكر والذي أطاح بالحكومة وضرب بتوصيات صندوق النقد الدولي بعرض الحائط .//