كتّاب الأنباط

سحور سياسي  ...مع الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود

{clean_title}
الأنباط -

سحور سياسي  ...مع الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود

 

 

د. نبيل العتوم

في أمسيه سياسيه  ساخنة تخللها سحور  أقامه الأمير خالد بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين  في بيت الضيافة في عمان  ، على شرف وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة ، وعدد من وزراء الإعلام السابقين ، ودعوة عدد من السفراء ، ونخبة  من  الصحفيين والأكاديميين ، لا شك بأنه كان "حواراً صريحًا وجامعًا "   ، وهي تندرج ضمن "سنة حميدة" اختطها  الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود على غير عادة السفراء والدبلوماسيين، ما سبقه أحد من قبله   .

الجلسة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات ،  توزعت  على عدد من المحاور  ، الهم الأردني ، وتدارس كيفية دعم المملكة العربية السعودية للأردن ، والإسهام في المشاريع  الاقتصادية والتنموية، المحور الثاني  التحديات الخارجية التي تُواجه المنطقة والعالم ؛ خاصة ما يتعلق بالهم الفلسطيني ، والأزمات التي يشهدها جوارها الإقليمي والدولي. 

افتُتحت أعمال الجلسة  بكلمة  معبرة للسفير الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود ، أكد فيها على أهمية هذا النوع من الجلسات ، وانتهاج المكاشفة والمصارحة بعيداً عن لغة المجاملات ، خدمة للعلاقات السعودية الأردنية  ،  وهو الأمر الذي تم التأكيد عليه  في سياق إثراء الحوار المفتوح حول القضايا التي تهم صالح البلدين الشقيقين ، وسبل  تعميقها والنهوض بها . 

فعلى صعيد المحور الأردني :ناقشت الجلسة بشكل صريح  التحولات التي تشهدها المنطقة  في ضوء "الأزمات الإقليمية "، و حرص  المملكة العربية السعودية على دعم الأردن  لتجاوز التحديات الاقتصادية  التي تُواجهه،   حيث أمل   الأمير خالد من الحضور المشاركة في اقتراح  لوضع تصورات  واضحة ومحددة لرفعها إلى الحكومة السعودية لدراستها ، وقد أكد  الأمير خالد على  توفر إرادة سياسية لدى أصحاب القرار في المملكة العربية السعودية  لدعم الأردن دون منة أو فضل لتجاوز هذه المرحلة الصعبة  التي يمر بها ، واعداً بحزمة من المشاريع  والمساعدات الاقتصادية ، و محاولة توفير السند والعون له  في ضوء الامكانات السعودية .... قرأت  في عين السفير  الأمير ، مشاركة الأردن قيادة وشعبا  همه  وغمه وضائقته،    وليُعبّر بذلك  عن تطلعات نبيله ساميه يُشكر عليها  ،  عنوانها دعم الأردن للخروج من أزمته، ودعم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، محاولاً ايصال رسائل للحكومة والشعب الأردني أننا كنا وما زلنا وسنبقى  إلى جانبكم دوماً ، وعليكم عدم الالتفاف إلى الدعايات المغرضة التي تحاول دس السم في هذه العلاقة ، وأن المستفيد الوحيد هم أعداء الأمة ، وأعداء العلاقات بين الرياض وعمان .

الأزمات التي تواجه السعودية و الأردن والمنطقة  حضرت   بقوة في هذه  الجلسة ، على رأسها  توضيح   خطورة الدور الإيراني المتعاظم لتهديد الأمن الإقليمي وأمن المملكة العربية السعودية ، حيث ركز  الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود على  دور الثورة الإيرانية في استهداف أمن بلاد الحرمين الشريفين ،  وإستراتيجية  الرياض في محاولة بناء تحالف عربي لمواجهة هذا الخطر المحدق بالأمن القومي العربي حماية له ، لافتاً إلى أنه لا انفصال بين الأمن السعودي والأمن العربي ؛ فهو كل  لا يتجزأ ،  وموجهاً  إلى أهمية إيلاء  هذا التحدي الاهتمام الذي يستحقه ، حتى لا يتفاقم دور  إيران ووكلائها  الذين يعملون لصالح أجندات خارجية أو متطرفة.

شدد  الأمير خالد في هذه  الجلسة على نقطة محورية  تصب على  محاولات التسويق المغرضة التي تشنها وسائل الإعلام الصفراء ضد المملكة العربية السعودية ، فيما يتعلق بصفقات الرياض مع الإدارة الأميركية الجديدة ، حيث تحدث بشكل واضح  لا لبس فيه أنه تم جمع الاتفاقيات والعقود الموقعة بين البلدين منذ العام 2000م ولغاية 2016  ، وإعلانها ، وهي صفقات ومشاريع اقتصادية وعسكرية وتقنية وفي مجال الطاقة   لتنمية الاقتصاد السعودي ودعمه والنهوض به في مختلف المجالات .... وليس كما يحاول الإعلام المبتور وصفه بأنه سطو على المقدرات السعودية ، مبدياً أسفه واستغرابه واستهجانه من هذا الأسلوب في التعاطي مع هذا الموضوع ، ومحاولة حرفه عن حقيقته ، مُشيراً إلى أهمية التحولات الإيجابية التي تشهدها المملكة العربية السعودية على مختلف الصعد والميادين   . .

ما تقرأه في رسائل الأمير خالد التي حاول تمريرها  للأردن وحكومته وشعبه  ونخبه  ومجلس نوابه وإعلامه ؛ثلاثة مؤكدات ، وثابت : المؤكد الأول هو  العزم والتصميم على دعم  السعودية للأردن  بكافة الوسائل والسبل المتاحة على الرغم  من الظروف الصعبة التي تعيشها المملكة العربية السعودية ، أما المؤكد الثاني : أن هناك  أطرافا  خارجية؛  وفي مقدمتها وسائل الإعلام التي تقودها وتوجهها "دولة قطر"، وإعتبارها  من أبرز الموجهين لحملة الدس والتشكيك ونشر الدعايات الهدامة للتأثير على صميم هذه العلاقة، والعبث فيها ،  والتي ما فتئت "الدوحة " عن محاولات التنصل من تقديم استحقاقاتها من المنحة الخليجية  إلى الأردن ، والتخلف عن إقامة المشاريع والاستثمارات التي تدعم الاقتصاد الأردني  على خلاف الأشقاء السعوديين والإماراتيين والكويتيين  ، لهذا تم الاتفاق مع الأردن على بقاء خطوط التواصل والحوار المباشر  حفاظاً على هذه العلاقة وسعياً لتطويرها  ، والنهوض بها ، ولتفويت الفرص أمام العابثين ، ودفن مخططاتهم الخبيثة ، أما المؤكد الثالث : أن سياسة ومواقف المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم ولن تساوم على القضية الفلسطينية ، لا ...الآن ....ولا مستقبلاً ، وأنها قدمت العون والمساعدة للأخوة الفلسطينيين ، وسوف تستمر دون منة أو التماس الفضل ، مؤكداً على دور بعض وسائل الإعلام  المريضة الترويج لفكرة خطيرة مفادها أن  السعودية تروج في سياساتها  المفاضلة بين اختيارها الملف الإيراني على حساب الموضوع القضية الفلسطينية ، معتبراً ذلك خطة شيطانية لا أساس لها ، وهدفها الإساءة للسعودية وقيادتها ومبادئها وسياساتها    .أما الثابت في حديث الأمير فهي قضية  رهان  وسائل الإعلام الصفراء المعروفة  إيجاد شرخ بين الرياض وعمان  فيما يتعلق بموضوع ولاية الهاشميين على موضوع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس  ، والتشكيك في المواقف السعودية إزاء ذلك، من خلال محاولة تشويه موقف خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ،  والعائلة المالكة في هذا الموضوع الحساس تحديداً ، لجهة إيجاد شرخ  في صميم العلاقة بين البلدين الشقيقين ، وتحميل الموضوع أكبر من طاقته  ، مُعتبراّ ذلك  مُحاولة مخزية ومكشوفة ومعيبة وبائسة ، لا تستحق الرد ،  راجياً إغلاق البحث في هذا الملف لتفويت الفرصة على كل المتصيدين في الماء العكر ، ... نقطة أول السطر . //

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )