فارس شرعان
الكيان الصهيوني اطلق على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال الأزمة التي نشبت بين الجانبين على خلفية حصار قطاع غزة وسعي تركيا الحثيث لفك هذا الحصار … لقب سلطان الشرق الاوسط انطلاقا من ماضي تركيا وسيطرتها على المنطقة.
الا ان الكيان الصهيوني وهو من يستحق هذا اللقب كونه يشكل قاعدة متقدمة للغرب في المنطقة ويفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه فيقوم بحماية المصالح الاجنبية وخاصة الامريكية وينفذ السياسة الامريكية بحذافيرها في المنطقة…
وقد دأب الكيان الصهيوني على تنفيذ السياسة الامريكية بحذافيرها خاصة بعد اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لهذا الكيان فاخذ يضطهد الفلسطينيين ويصادر الاراضي ويقمع المظاهرات ويمنع مسيرات العودة التي شهدها قطاع غزة على مدى اكثر من شهرين.
وبصدد السياسة الامريكية من ايران بعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي والتشدد الامريكي تجاه هذه الدولة وقرار الادارة الامريكية بسحب كافة القوات الايرانية النظامية والميليشيات من سوريا والعراق دأب هذا الكيان على التشدد تجاه ايران وضرب قواتها في سوريا وخاصة المطارات التي تسيطر عليها بما فيها من قوات جوية.
واخيرا اتفق الكيان الصهيوني مع روسيا الدولة التي تحتل سوريا بعدم اقتراب القوات الايرانية من اسرائيل او منطقة الجولان السورية التي يحتلها هذا الكيان وتم الاتفاق كذلك على ان الاجواء السورية تخضع للكيان الصهيوني الذي يحق له التدخل في هذه الاجواء اذا اقتضى الأمر ذلك وعدم السماح لايران بالاقتراب من الحدود الاسرائيلية السورية… بل ان العدو الصهيوني طالب من خلال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيس الامريكي بالسماح له بالسيطرة الدائمة على هضبة الجولان السورية وعدم مطالبة سوريا بهذه المنطقة مستقبلا في اي مفاوضات لحل ازمة الشرق الاوسط سلميا لا سيما وان الرئيس الامريكي اعلن ان حل الأزمة الفلسطينية الاسرائيلية سيبدأ بعد شهر اي خلال الشهر القادم.
طبعا الحل الذي يتحدثون عنه هو صفقة العصر كما يسميه الامريكان الذي يقوم على ضم القدس للكيان الصهيوني واقامة دولة فلسطينية هزيلة على مساحة غير متصلة من الارض مقابل منح الفلسطينيين مساعدات مالية واقامة تطبيع واسع بين اسرائيل وعدد كبير من الدول العربية خاصة الدول ذات الكثافة السكانية والثقل الاقتصادي.
المشروع الصهيوني يقوم على واجهتين الواجهة الاولى قضم الارض الفلسطينية من خلال مشاريع الاستيطان ومصادرة الاراضي والمنازل وانشاء المستوطنات والطرق الالتفافية بحيث اضحى الاستيطان اكبر عقبة تواجه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ومع تدخل المستوطنين وعدم احتكار الحكومة في الكيان الصهيوني للسياسة الاستيطانية فان عدد المستوطنات سيرتفع كثيرا في المرحلة القادمة كما ان عدد المستوطنين سيزداد بعد ان تقرر اسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية.
اما الواجهة الثانية فتعتمد على ضرب المقاومة اينما وجدت بما في ذلك منظمات المقاومة الفلسطينية كحماس والجهاد الاسلامي وغيرها من المنظمات وحزب الله والقوات والميليشيات الايرانية في سوريا ولبنان حيث تعتبر على حدود الكيان الصهيوني.
على صعيد المقاومة الفلسطينية يتعرض قطاع غزة ومنظماته الى اعتداءات مستمرة من قبل اسرائيل تشمل هدم المنازل والاستيلاء على المزارع والمصانع والمرافق العامة فيما عرف بمسيرات العودة التي استشهد فيها اكثر من ٦٠ فلسطينيا وجرح اكثر من خمسة آلاف ما حدا بالعاهل المغربي الملك محمد السادس الى اقامة مستشفى ميداني عسكري لبلاده في قطاع غزة.
نتنياهو حتى يتوج لقبه بسلطان الشرق الاوسط اعلن رفضه لأي تواجد عسكري ايراني …!!!