تركنا متعة اللقاء الاوروبي النهائي وتفرغنا مثل غيرنا من ملايين العرب وغيرهم من عشاق الكرة في العالم لتلقط اخبار النجم المصري العربي الكبير محمد صلاح .. ومتابعة تداعيات الاصابة الخطيرة المتعمدة التي تعرض لها من لاعب ريال مدريد راموس والتي حبست الانفاس وساهمت بتوجيه دفة الاهتمام مما يحصل داخل حدود الملعب الى ما يجرى داخل الغرف المغلقة تشبثا بأمل ان لا تساهم الاصابة بابعاد وحجب صلاح عن منتخب مصر في المونديال وهو الذي ينتظر اللحظة تلك ليواصل مسيرة العطاء والابداع والتألق والنجاح .
بدون مبالغة استطاع النجم صلاح ان يجد لنفسه مكانا فريدا في قلوب عشاق الساحرة المستديرة ليس فقط في مدرجات ليفربول الانجليزي العريق ..وانما في قلوب عشاق الكرة في العالم بالاداء الرائع والمستوى الفني المذهل الذي قدمه خلال الموسم الكروي الحالي ..وحصد فيه كل الالقاب التي كثيرا ما حلم بها كبار نجوم الكرة في انجلترا ولم يصلوا اليها ..ولعل ما حققه ابن النيل من شهرة عجز عن تحقيقه كبار رجال السياسة وحتى نجوم الفن والادب والثقافة ..ذلك ان صلاح الذي خرج من قرية صغيرة متواضعة تغلب على كل ظروفه الصعبة ولم يصل لكل هذا المجد الا بعد ان عمل لنفسه ووظف مواهبه وانطلق واثقا نحو ملاعب اوروبا ليجد الارض الخصبة التي احتضنت نبوغه وقدمته نجما لا يشق له غبار ...
ما قدمه صلاح ومن قبله رياض محرز وبن عطيه والنني ومادجر وغيرهم أن هو الا تأكيد بان كرة القدم العربية لديها القدرة على ملامسة المجد والوصول الى القمة ..ان استطاعت ان توظف امكاناتها بصورة صحيحة اسوة بما يحصل في ملاعب اوروبا واميركا الجنوبية ..لكن المشكلة انها لا زالت بعيدة عن التخطيط الصحيح ...بدليل ان ما يحصل اليوم ان هو الا طفرات تظهر على مراحل واكبر مثال ما حصل مع صلاح نفسه الذي وصل الى القمة بفضل اصراره وثقته العالية بقدراته دون ان يكون لاحد الفضل فيما حققه من ابداع ...!
نعم استطاع محمد صلاح ان يوجه دفة الاهتمام نحوه ...رغم اهمية المباراة والاثارة التي غلفتها.. وكل ما نتمناه ان ينجح الفريق الطبي باعادة هذا النجم الرائع الى الملاعب في الوقت المناسب حتى لا يفقد المنتخب المصري نجمه المطلق وحتى لا تفتقد كأس العالم المزيد من النجوم الذين سجلوا ابداعاتهم في موسم كروي مثير ..وكل التحية لنجمنا العربي الكبير والتهنئة للملكي ريال مدريد وعشاقه .//