المهندس هاشم نايل المجالي
كما نعلم فان أي اعلان مهما كان لا بد وان ينسجم ويتسم بالمنطق ، وان تستند رسالته الاعلامية والاعلانية الى بيانات ومعلومات منطقية ، لان الهدف من الاعلان هو التأثير في المستهلك لحثه على شراء هذا المنتج اخذين بعين الاعتبار ومراعين لنفسية المستهلك وعقليته ودرجة ذكائه وبالتالي يتم اختيار افضل الطرق والسبل الاعلانية لاقناعه لذلك يجب اختيار الاشخاص المكلفين بأداء هذه المهمة الاعلانية الاعلامية بكل دقة لتأخذ المصداقية لتحقيق رسالتها ، اي ضرورة وجود تشابه بين المنتج الذي نهدف الى تسويقه والشخصية التي ستقوم بتسويق هذا المنتج اعلانياً اي التي سيسند لها هذه المهمة .
فاذا كان المنتج رياضياً يفضل ان يروج له شخص رياضي واذا كان المنتج طبياً يفضل ان يروج له شخص طبيب وهكذا اي لا بد من توافر عوامل تشابه بين السلعة او المنتج الذي نهدف للترويج له والشخصية التي ستقوم بهذه المهمة لتحقيق المصداقية خلاف ذلك فان التأثير ستكون انعكاساته سلبية كما حصل في اعلان الدجاج الذي تحمس عمر خالد للترويج اليه فلا مساحات تشابه تؤهله للقيام بهذه المهمة والبعض يتساءل هل عمر خالد يعاني من مشاكل مادية دفعته الى قبول هذه المهمة خاصة وانه سبق له اعلان آخر عن العطور حيث روج لاحدى شركات صناعة العطور وهي شركة ( عطور عبدالصمد القرشي ) حين قال ( انا اعتقد ان العطور ومهنة العطور وايضاً الطريقة التي يعرض بها عبد الصمد القرشي منتجاته تتفق مع القيم الاسلامية التي تدعو للجمال ) .
ويعتقد الكثير من المحللين في هذا المجال انه من غير اللائق اتباع هذا الاسلوب ، بل يعطي صورة سيئة تلحق بالداعية نفسه كما حدث وان الاعلان لم يحقق شهرته ويحقق الهدف الذي يبحث عنه لانه افتقد للمصداقية فلقد وظف عمر خالد صورته بوصفه داعية ليتحدث عن الروحانية التي تتحقق من تناول هذا النوع تحديداً من الدجاج مع ان الدجاج كله من خلق الله عز وجل فلا فرق هنا بين هذه الشركة وغيرها .
فهذه غير لائقة من الداعية ومن المنتج نفسه الذي فقدا المصداقية , لانه اعتمد اسلوب المبالغة في الترويج لرسالته الاعلانية . فهناك كثير من الشخصيات الدينية والغير دينية عملوا للترويج لشركات تتناقض ورسالتهم الفعلية والعملية فهناك من الدعاة من ساهم في الترويج لشركات توظيف الاموال ، ويفتتح مشاريعهم ليشجع رجال الاعمال لايداع اموالهم لديها والتعامل معها وهناك داعية آخر روج لنوع محدد من الشاي الاخضر مبرراً فوائده . وكلهم تعرضوا للانتقادات فهؤلاء دعاة جدد على تسويق المنتوجات وما يطلبه المستمعون بنمط جديد والله يستر من القادم . ومن ناحية اخرى نجد ان هناك من اصحاب العمل والتجار والمحلات واصحاب الحافلات من يستخدم الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة في المحلات التجارية داخلياً وخارجياً كذلك على الحافلات وغيرها مثلاً هناك بعض محلات العصائر تستخدم كتابة (وسقاهم ربهم شراباً طهوراً) وهناك بعض محلات الدواجن (ولحم طير مما يشتهون ) ومحلات ومعارض الانارة كتبت (وزينا السماء الدنيا بمصابيح ) وحتى الدكاكين كتبت عبارة (العدل اساس الملك) . وذلك على ميزانة في المحل كذلك بعض التكاسي والباصات والشاحنات في اخراج لهذه الايات والاحاديث بطريقة لا تجوز شرعاً حيث فيها تغير كامل لمعنى الكلام لانه عند تحليل هذه الايات نجد انها ليست للغرض التجاري او التسويقي وهذا يدل على الجهل الكامل وهذا تسويق ديني حيث اصبح الكثير ينتقي من الايات القرآنية والاحاديث الشريفة ما يريد ليتناسب مع مهنته وصنعته ومحله وهذا يجب على الجهات المعنية الرسمية وعلى رأسها وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية اصدار تعميم رسمي لكافة الجهات الرسمية بمراقبة ومتابعة ومخالفة من يستثمر الايات القرآنية والاحاديث الشريفة لغايات تسويقية ولقد ظهرت قنوات فضائية تستخدم راقصات في تسويق مسلسلات دينية بطريقة متخلفة خاصة انها تعرض نفسها بطريقة ضبابية ظلامية مثقلة بالمحرمات لتحقيق الارباح وجذب الاعلانات للقناة لتتقاسم هذه الفنانة الارباح مع القناة وهي ترتدي رداء الدين والموعظة والارشاد على بدلة رقص ليس الا للتسويق الدعائي بالحركات والغمزات والله عز وجل ورسوله ( ص) لا يحتاجان لمخلوقات وضيعة كتلك لتسويق الدين بهذه الاساليب والطرق الملتوية .//
hashemmjali@yahoo.com