موجة بحر؛
المهندس عامر الحباشنة
كانت التجربة حلما بالنسبة للبعض وكان الأمر نهجا لآخرين وعندما تقاطعت المعطيات حدث التغيير المنشود بالمشاركة التي اثمرت تشاركية فرضها الواقع، وهذه التشاركية مسؤولية كبيرة على من اؤتمن على قيادة الدفة، فمن طرف هناك حالة الواقع المتجذر والعميق مؤسسيا بفعل عقود من الاحادية وهناك لست المز من قناة طرف بقدر ما اصف حالة وواقعا، وهؤلاء فاقوا بعد الخامس من أيار على واقع لم يكن في الحسبان، وفي الطرف الآخر أولئك الذين ساهموا في إحداث التغيير وهم لا يملكون رافعة حزبية سياسية موحدة، بقدر ما يملكون مجموعة أفكار وطموحات تقاطعت وتوحدت، محدثة التغيير الذي أيضا فاقوا عليه ولعل بعضهم لم يكن يتوقعه وان كان يحلم به..
بين هولاء وأولئك وكلاهما فاق من حلمه على واقع جديد، واقع يقود بعضا من الفريقين إلى صدمة مفاجئة، قد تربك القدرة على تحديد الخطوة او الخطوات التالية..
ومع هذا المشهد المتغير جذريا في سابقة هي الأولي من نوعها، تكون إعادة التموضع والتأقلم مهمة اصعب على كل (الافرقاء )، وهذا واقع ملموس من خلال كثير من ردود الفعل التي ظهرت او تم التعبير عنها بقصد أو بدون قصد،
وهنا تكمن الفكرة في أننا جميعا امام واقع وتحديات لن نستطيع ولن يستطيع المجلس بتشكيلته الحالية مواجهته إلا بالتضامن على ارضية المصلحة النقابية العليا ضمن إطار البرنامج الوطني الجامع بحده الأدنى ، بمفهوم لا غالب ولا مغلوب، ولا مغالبة ولا تمكين، فالجميع أمام الامتحان سواء، أولئك من قبلوا النتيجة علنا وهم يشعرون بفقدان عناصر ايقاعها، وأولئك الذي حققوا النتيجه دون الولوج لعمق مسؤولياتها.
النقيب في تصريحاته التي صدرت حتى اللحظة يثبت أنه صاحب رؤية جامعة ، وهذا يتطلب من أنصاره الدعم دون إنتظار مكاسب مباشرة وتغيرات جذرية تظهر وكأنها حالة انقلابية ثأرية ، وكذلك من منافسيه الدعم لاثبات ان بالإمكان العمل سويا، هذا مع فهم حالة الرؤوس الحامية في الطرفين، الرؤوس التي يمكن ان تضع النقيب ومجلسة بالكامل وأقول بالكامل على واقع ممارسة تشبه السير على خيط رفيع، تتجاذبة فكرتان تبدوان للمراقب بأنهما متعارضتان،
أقل من شهر على عمل المجلس مترافقا مع شهر رمضان، حتى بدأ البعض في التقييم وإصدار الأحكام، بل مال البعض لحالة من المثالية الافلاطونيه في المعسكرين، نعم في المعسكرين، لأننا جميعا لم نغادر بعد نظرية المعسكرين .
بعجالة...قلتها في اليوم الأول وانا أعتبر نفسي ممن أرادوا التغيير لغايات المشاركة والعمل المشترك، قلتها واعيدها، على الجميع ومن الجهتين ترك المجلس لياخذ وقته ويتعرف على بعضه البعض ، وصولا الى لغة مشتركة تثبت أننا كمهندسين قادرون على تقديم برنامج وطني منفتح، لغة يغلب عليها العام ويذوب فيها كثير من الخاص، فلا ولي فقيه على المجلس والنقيب ولا مكتب إرشاد كذلك، وستة أشهر قد تكون مدة كافية ليعرف الجميع بعضه البعض، ويقر بما حصل من تغيير، لنستطيع بعدها الدخول في الخطوة القادمة من برنامج جامع لمن احدث التغيير وواقع من قاد المرحلة السابقة.
فلنثق بالنقيب والمجلس مجتمعا ،فما أمامهم صعب جدا، ومن يريد خوض معركة ضمن حسابات التصفية مع الاخر المنافس او بين البين، عليها امهال المجلس وإعطاءه هدنة، هدنة متقابله، صبر من احدث التغيير أكثر من عقدين حتى وصلوها، وقاد من أمتلك القرار أكثر من عقدين حتى حان استحقاقها.
مع النقيب في خطواته نحو تطبيق برنامجة ومع المجلس موحدا، ومع مؤسسات النقابة بمركزها وفروعها، ومن المبكر جدا إصدار الأحكام او التربص لقرار هنا أو اجتهاد هناك، خيارنا ان نكون سويا ومعا ودون ذلك يخسر الجميع،.
ودمتم بخير
حفظ الله نقابتنا ويسر لها الخيرين
حفظ الله وطننا في زمن عزت فيه الأوطان.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.//