بلال العبويني
يستحق الزعيم العراقي مقتدى الصدر الدعم والمساندة خلال المرحلة المقبلة لكي ينجح في تشكيل إئتلاف في مجلس النواب العراقي لتشكيل الحكومة، وذلك لعدة أسباب.
أولا: الصدر يمثل المرجعية العربية للطائفة الشيعية، وهي المرجعية التي نادت على الدوام بأن التشيع بدأ عربيا في النجف قبل أن تختطفه قم.
ثانيا: مواقف الصدر المعادية للوجود الأمريكي في العراق واضحة، وخاض من أجل تلك المعارك حروبا سعيا لإخراج تلك القوات الغازية من دولة العراق العربية.
ثالثا: الصدر ليس على ودّ كامل مع إيران، بل إنها تسعى جاهدة لإبعاده عن المشهد السياسي العراقي لصالح تقديم الموالين لها.
رابعا: مواقف الصدر تجاه العرب تصالحية، وليست كغيره من المرجعيات الشيعية في العراق التي تنتصر لما هو فارسي إيراني على حساب من كان عربيا.
خامسا: مواقف الصدر الداخلية في العراق واضحة حيال ملفات، المشاركة السياسية للجميع وعدم الاقصائية ومحاربة الفساد وغير ذلك من ملفات، وقد شارك تياره بل ودعا في وقت سابق إلى مظاهرات تندد بالفساد والإفساد المستشري بالعراق، وكانت تلك المظاهرات جنبا إلى جنب مع كل مكونات الشعب العراقي دون أن تتسم بسمة "الطائفية" البغيضة التي تفتك بالمجتمع العراقي منذ الغزو الأمريكي.
تيار الصدر الفائز بأعلى عدد مقاعد بالانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة (54) مقعدا، لن يكون بمقدوره تشكيل الحكومة إلا بعقد تحالفات مع تيارات أخرى، وفي المشهد العراقي ثمة من يتقاطعون مع التيار الصدري سواء في العلاقة التصالحية مع العرب أو في غير ذلك من تقاطعات.
ويقف التيار الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي على رأس تلك التحالفات، وحصل على (42) مقعدا، وبالتالي من الممكن للعرب أن يضغطوا باتجاه إيجاد الأرضية الداعمة لمثل هكذا تحالف إن أرادوا إعادة العراق إلى الحضن العربي وإن أرادوا التوقف عن الشكوى من أن العراق مختطف من قبل إيران.
معركة تشكيل الحكومة العراقية لن تكون سهلة أبدا، وذلك لأن القائمة التي حصلت على المركز الثاني من حيث عدد المقاعد (47) مقعدا، هي تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، موالية بالمطلق لإيران، فضلا عن وجود منافس آخر وقوي على موقع رئيس الحكومة وهو نوري المالكي الموالي أيضا بالمطلق لإيران والمعادي للعرب، وهذا الأخير وإن تراجع نصيب قائمته من حيث عدد المقاعد (26) مقعدا إلا أنه حصل على أعلى تصويت إذ فاق المئة ألف صوت.
الانتخابات العراقية الأخيرة بما حملته من مخرجات مفاجئة شكلت فرصة كبيرة للعرب لكي يتوقفوا عن الشكوى من نفوذ إيران في العراق وغيرها باتجاه العمل الجاد لكل ما يدعم عودتها إلى عمقها العربي، أما الاكتفاء بالمراقبة أو الإبقاء على "بعبع" الطائفية ماثلا، فإنهم سيخسرون فرصة قد لا تتكرر مطلقا.
الأردن، له مصلحة كبيرة في أن ينجح التيار الصدري في تشكيل حكومة، وله مصلحة بعودة حيدر العبادي رئيسا، وبالتالي فإن الواجب يجب أن يكون بالضغط من أجل تهيئة الأرضية المناسبة لذلك والعمل لدى العشائر السنية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الأردن لاقناع نوابها الانضمام إلى ائتلاف التيار الصدري في البرلمان.
يكفي أن نذكر بموقف الصدر حيال قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة إذ قال " إن أي قرار للإدارة الأمريكية الجديدة بنقل سفارتها إلى القدس يعدّ إعلان حرب علنية ضد الإسلام".//