كتّاب الأنباط

تركيا ضمير العالم الاسلامي

{clean_title}
الأنباط -

سناء
فارس شرعان
 في الايام الاخيرة التي اعقبت الانتفاضة في قطاع غزة شهدت تركيا تحركا واسع النطاق  جعل من هذه الدوله الضمير الحي واليقظ للعالم الاسلامي الذي يعبر عن مشاعر المسلمين اتجاه اي كارثه تصيبهم في اوطانهم اينما كانت ومهما كانت
فالتحرك الاول الذي قام به الرئيس التركي المعروف بمناصرته للمواقف العربيه والاسلاميه يتمثل بالدعوة لاجتماع طارئ لقمة منظمة للمؤتمر الاسلامي في استنبول لنصرة القدس والدفاع عن عروبتها واسلاميتها بعد ان دنسها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونقل سفارته اليها من تل ابيب .. علما بان اردوغان قام بهذه الخطوة فور اعلان ترامب عن جريمته بنقل السفاره الامريكيه في اسرائيل من تل ابيب الى القدس قبل نحو خمسة اشهر ورغم ان هذه الدعوه لم تجد القوة الكافية في الدول الاسلامية الا ان اردوغان اعاد النداء ودعا دول منظمة التعاون الاسلامي الى لقاء مجددا في استنبول التي كانت اخر عاصمة للخلافه الاسلاميه ...
ورغم ذلك فان نداء اردوغان كان بواد غير ذي زرع فاستجابت 40 دولة اسلاميه لهذا النداء من اصل 57 دولة فيما حضر القمة على مستوى الملوك والرؤساء 9 فقط من بينهم رئيس جمهورية قبرص التركية فيما كان تمثيل الدول الاخرى على مستوى وزراء وربما سفراء الامر الذي يدلل على المستوى المتدني الذي وصلت اليه القدس في نظر العرب والمسلمين
الا ان اهم ما في قمة استنبول بشان القدس يتمثل بقرارها بتوفير حمايه دوليه للشعب الفلسطيني في مواجهة الجرائم الاسرائيليه والامريكيه بالاضافه الى حمايه القدس ومقدساتها الاسلاميه والمسيحيه من المخططات الصهيونيه
القمه الاسلاميه في استنبول ليست الخطوه الوحيده التي نفذتها تركيا دفاعا عن القدس وانما استنكرت بشده الجرائم الصهيونيه ضد ابناء غزه وحصار القطاع ومنع وصول الغذاء والدواء وحتى الهواء اليه سيما وان تركيا شاركت بسنوات سابقه في العديد من اساطيل الحريه التي انطلقت من قارات العالم وخاصه اوروبا واسيا  متجهه الى غزه لكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل وامريكا على القطاع ومن اشهر هذه الاساطيل اسطو الحريه الثاني الذي انتقل الى غزه من الشواطئ الاوروبيه عام 2010 الا ان القرصنه الاسرائيليه حالت دون وصوله الى غزه حيث اعترضته البحريه الاسرائيليه في اعالي البحار وفي وضح النهار من شهر ايار عام 2010 ما ادى الى اشتباك جنود البحريه الاسرائيليين مع المتطوعين الاتراك لكسر الحصار على غزه ممن كانوا على السفينة ما في مرمره ما ادى الى استشهاد 12 متطوعا تركيا وادى الى قيام ازمه بين تركيا والكيان الصهيوني استمرت عدة سنوات الى ان دفع الكيان الصهيوني تعويضات الشهداء الاتراك واعتذر الكيان الصهيوني للحكومه التركيه بالاضافه الى تخفيف اجراءات الحصار على غزه
ومن ابرز الاجراءات التي قامت بها تركيا بعد مجزره غزه ونقل السفاره الامريكيه الى القدس النداء الكبير الذي عم ارجاء تركيا والعالم الاسلامي لعقد ندوة مليونيه في استنبول بمشاركه فعاليات عربيه وتركيه لتحريك الضمير العالمي الذي عانى من سبات عميق اتجاه القضيه الفلسطينيه والقدس حيث احتشد الملايين من الاتراك في استنبول على مساحه هائله من الارض تحمل الاعلام التركيه والفلسطينيه مؤيدة لفلسطين والقدس ومطالبة بالدفاع عن عروبتها واسلاميتها واعتبارها عاصمه لفلسطين الى الابد ومؤكدة ان نقل السفاره الامريكيه من تل ابيب الى القدس لا يغير من الامر شيئا ومطالبه باتخاذ عقوبات ضد اي دوله تحذو حذو امريكا في نقل سفارتها من تل ابيب الى القدس !!!  

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )