هل تؤثر القهوة على مفعول أدويتك؟ إليك ما تحتاج معرفته هذه الفوائد لن يحصل عليها إلا عشاق السردين أفضل 4 تمارين مجربة للتغلب على الأرق وتحسين جودة النوم التعليم بين العريضة والعراضة! بنك الإسكان يطلق أول برنامج في الأردن لتمويل سلاسل التوريد- التخصيم العكسي للفواتير التجارية إعادة انتخاب المهندس عدنان السواعير أمينا عاما للحزب المدني الديمقراطي هل تقترب "إسرائيل" من مراجعات شاملة؟ هل راجع الإسلاميون في الأردن التجارب العربية أم كرّروها؟ الأردن يرحب ببيان 25 دولة بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة الملك ورئيس الوزراء الكندي يبحثان سبل تطوير الشراكة وأبرز مستجدات المنطقة تعادل الحسين والوحدات في ذهاب كأس السوبر .. والحسم يتأجل للإياب سفينة “خليفة الإنسانية” تغادر الإمارات محملة بـ7166 طنًا من المساعدات العاجلة إلى غزة انطلاق برنامج "تعزيز وبناء القدرات العربية في الإعلام العلمي" برعاية الأميرة ريم علي في معهد الإعلام الأردني الدكتورة راما عدنان ابو حمور مبروك الدكتوراه كلّيّة الصّيدلة تحتفلُ بصُنّاع المستقبل: 407 خرّيجين في الفوج الـ 41 يضيئون دربَ التّميُّز منتخبنا الوطني يخسر أمام لبنان في بطولة غرب آسيا التأهيلية للناشئين جرش 39.. ثقافة الحياة في وجه الموت رئيس مجلس النواب الاردني يلتقي القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة المملكة لدى الأردن وزير الأشغال يتفقد مشاريع الطرق في اربد وعجلون الأردن يعزي بضحايا غرق قارب في فيتنام

تجريف الوعي وتصحر العقل

تجريف الوعي وتصحر العقل
الأنباط -

بهدوء

 

عمر كلاب


 

عانت الدولة المصرية بُعيد توقيع معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني من ظهور اسماء سياسية واقتصادية برزت على شكل نتوءات او ندب في الجسد المصري , سرعان ما تحولت هذه النتوءات والندب الى حالة جمعية تستأثر بالحضور والدور , وكان ابرز تعبيراتها ظاهرتا افلام المقاولات وثقافتها في المجتمع المصري وبروز طبقة سياسية من محدثي النعمة استحوذت على مفاصل مؤثرة لخدمة اغراضها ومصالحها التي كانت في مجملها – المصالح – غير نبيلة،ونهجت من اجل ذلك وبسعي محموم ومريض , للحطِّ من قيم الوطنية والنزاهة .

 

خلال عقد ونصف من تمكّن هذه الطبقة جرى تجريف المجتمع المصري وثقافته الوطنية وحصل التباين بين مفهوم الوطنية المصرية والمجتمع المصري الذي تفاعل وتعامل مع مقولة , الجمهور عايز كده , دون ادراك لنتائج هذه الظاهرة ومخرجاتها وبالتالي ارتدادها على الحياة السياسية والاجتماعية المصرية الى ان وصل المجتمع المصري الى هذا المستوى الشائن من التجريف الذي نلمحه في الحياة العامة وما تجود به علينا ادواته الاعلامية , مرورا بظاهرتي التطرف والارهاب ونشوء بيئة حاضنة لتلك الظواهر ما زال المجتمع المصري يعاني منها بعد فقدانه عوامل المنَعة الوطنية .

 

ما تشهده اللحظة الوطنية الآن , قريب من ذاك الذي حصل مع المجتمع المصري , فقد تكرر تقدم اصحاب المال وتحديدا محدثو النعمة في المواقع العامة وباتت الحركات الانتخابية محكومة بالمال , وللاسف استأنس الناخبون التقليديون والبسطاء هذه الظاهرة مع تواطؤ مجتمعي ورسمي معها , وحتى نقرأ الموضوع بدقة , فقد برزت هذه الظاهرة منذ انتخابات العام 2007 وتكرست في انتخابات 2013 وباتت سلوكا مقبولا في العام 2016 , اي ان طبقة المال نجحت في حصد اصوات الناخبين عبر ما اسمته الجهات الرقابية بالمال الاسود او المال السُحت واحيانا بإسم المال السياسي , والقارئ اليوم لمخرجات صناديق الاقتراع يدرك ويلمس ذلك بيسر ووضوح .

 

ارتداد التساهل مع هذه الظاهرة او هذه الطبقة لمسناه جيدا في اخر اربع دورات برلمانية , من تردي المخرجات التشريعية ومقدار التغيير على القوانين الذي بات عدم الثبات سمتها الرئيسة , فكل شريحة من تلك الطبقة تأتي لحماية مصالحها وتعكس اثرها وتأثيرها على المخرجات , وادى ذلك الى انحدار مستوى الثقة الوطنية بالعملية البرلمانية بشكل عام وتراجعت مناسيب الثقة بالسلوكيات والتصريحات الرسمية تبعا لذلك , وتعاني كل حكومة من هذه الازمة بأكثر من سابقتها وبات الترحم على السابق سلوكا دائما , مما يعني عدم الثقة والامان بالمستقبل وزرعنا في اذهان الاجيال الشابة ووعيها كل المفاهيم السلبية والعنف المجتمعي .

 

اليوم وبدون مواربة نعيش حالة تجريف في الوعي ونعاني من تدني نسبة الثقة في كل افعالنا الوطنية , وحجم الراغبين بالهجرة اعلى من حجم الراغبين في البقاء , وثمة فرصة لالتقاط الانفاس وتصويب الحالة او التقدم خطوة من اجل تصويبها مما يعني تكريس التجريف في الوعي ووصولنا الى مرحلة التصحر الوطني// .

 

omarkallab@yahoo.com

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير