نجزم بأن الفرحة الكبيرة التي غمرت نفوس ابناء مدينة معان مساء الجمعة ..لم تكن بسبب صعود فريقها الكروي لاول مرة الى مصاف اندية الدرجة الاولى لكرة القدم فحسب ...وانما ايضا لعودة الروح والحياة والاهتمام بالرياضة في المدينة وكرة القدم على وجه التحديد ...بعد غياب واضح فرضته الظروف الصعبة التي تمر بها الرياضة في الجنوب عموما وفي مدينة معان على وجه التحديد ..وساهمت بغياب ابداعات ابنائها رغم ان فريقها الكروي كان الى وقت مضى من افضل الفرق الكروية في منطقة الجنوب .
فريق الكرة عاد ليرسم البسمة على وجوه ابناء المدينة الذين استبشروا خيرا بعد النتائج القوية التي حققها في مشواره الطويل عبر دوري الدرجة الثانية ...وهو الذي كافح منذ سنوات ليري ثمار تعبه وقد حقق انجاز الوصول الى الدرجة الاولى مقتربا من تحقيق حلم اللعب في دوري المحترفين ..بعد ان يدخل غمار التجربة الصعبة التي تحتاج للمزيد من الاعداد والكثير من الاهتمام والدعم ..وبعد ان يكون الفريق قد تشرب من الخبرة ما يمكنه من تحقيق طموحات ابناء المدينة الواعدة ...
منذ سنوات عانت الرياضة في معان مثل غيرها في الجنوب الصابر ..من غياب الاهتمام الحكومي عن تقديم الدعم لها رغم الزيارات المتكررة للمسؤولين ووقوفهم على حجم المعاناة التي تكابدها في ظل عدم توفر المنشات الرياضية بشكل يخدم طموحات ابناء المدينة ..رغم ان ابطال مدينة معان حققوا معظم القاب بطولة المملكة في الكراتية لسنوات طوال ...وامتد نشاطهم نحو البطولات الخارجية التي حققوا فيها المزيد من البطولات ...وياتي فريق الكرة ليؤكد ان معان لديها طموح التفوق والابداع ان توفر لابطالها الدعم والاهتمام ...!
نتمنى بالفعل ان يكون انجاز فريق الكرة مقدمة لانطلاقة قوية لكرة القدم في نادي معان ...لا سيما وان المهمة القادمة ستكون صعبة في ظل وجود الفرق صاحبة الخبرة على هذا الصعيد ...على ان لا يقف الطموح عند هذه المرحلة دون ان يبلغ مداه بمواصلة المشوار نحو دوري الاضواء ...ان تواصلت رغبة التفوق ...وان واصل ابناء المدينة وكبارها من المقتدرين مشوار الدعم ما دام شباب المدينة لديهم من العزيمة ما يمكنهم من مواصلة رحلة العطاء ..
نبارك لمدينة معان انجاز فريقها الكروي ..الذي اكد بان الابداع يولد من رحم المعاناة ..ومنا لمعان كل التحية .