كتّاب الأنباط

الديموقراطية العربية !!!

{clean_title}
الأنباط -

 فارس شرعان

 رغم الاحداث التي تشهدها المنطقة العربية من ثورات وحروب وانفجارات وغارات جوية وصاروخية وقتلى بالمئات والاف في كل من سوريا وليبيا واليمن بالاضافة الى الاحداث الدامية التي تشهدها فلسطين ونحن على بعد ايام من ذكرى النكبة ونقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس الا انه يحق لنا ان نحتفل بالديموقراطية العربية التي بدات تثبت اوضاعها في اكثر من قطر والعربية رغم ما يقال عن الانتخابات التي تشهدها بعض هذه الاخطار

فاليوم نشهد حادثين هامين احدهما في المشرق العربي يتمثل بالانتخابات البرلمانية اللبنانية التي اعادت الحياة في شرايين لبنان بعد ان انقطعت لمدة 9 اعوام لتدب الحياة في اوصال هذا القطر الذي كان سباقا في نشر الثقافه والوعي والديموقراطية والحرية في كافة انحاء الوطن العربي ... فكما نقل الحروف الابجدية في غابر الازمان من الحوض الشرقي للبحر المتوسط الى حوضه الغربي حيث نقله الفنيقيون من لبنان الى القرطاجيين في تونس فكان لبنان اول ينقل الثقافه في الشرق وكانت تونس اول من ينقلها في الغرب

والحدث الذي نشهده اليوم في وطننا العربي لا يقتصر على لبنان وانما يشمل تونس التي كانت رائدة في كل شيء والتي تشهد اليوم انتخابات بلدية لتكريس مسار الديموقراطية في البلاد التي شهدت اولى ثورات الربيع العربي في عام 2011

لبنان الذي اسهم في نشر الثقافه والفكر والحرية والديموقراطية في الوطن العربي وخاصة في عهد الاستعمار وعهد التحرر العربي كانت الدولة الديموقراطية الوحيدة في هذا الوطن  التي تشهد حرية في عمل الاحزاب وانشطتها وحرية في تبادل الاراء والافكار ما يعزز وجود الديموقراطية ويكرسها في نقل الديموقراطية والحرية من قطر الى اخر من خلال صحافتهم الحرة ووسائل الاعلام المتوفرة لديهم من اذاعات واجهزه تلفزة ودور عرض وسينما سبق بها الاقطار العربية باستثناء مصر

لبنان هذا تخلف عن موكب الديموقراطة 9 سنوات بسبب ظروف خارجه عن ارادته

تتعلق بالوضع في سوريا وتكالب الدول المحيطه به على مراكز القوى ولعل حزب الله يمثل بعض هذا التكالب الدولي على لبنان الان وقد عادت الديموقراطية الى لبنان نرجو ان يستأنف مسيرته في الحرية والديموقراطية دون اي عائق وان لا ينقطع هذا التواصل الديموقراطي اللبناني تحت اي ظرف من الظروف

تونس الاخرى التي كانت رائدة في التحرر العربي والتي شهدت اولى ثورات الحرية العربية تشهد حاليا انتخابات بلدية  لاستكمال المسار الديموقراطي فالثورة بحاجة الى انتخابات نيابية ورئاسية قد انجزتها تونس وها هي بحاجة لانتخابات بلدية لاستكمال المسار الديموقراطي

الثورة الديموقراطية في الوطن العربي لا تقتصر على لبنان وتونس وانما ستشهد انتخابات برلمانية للعديد من اقطار الوطن العربي فبعد يومين تجري نتخابات برلمانية في العراق الذي شهد اول حضارة في التاريخ  حيث قامت حضارة الرافدين على نهري دجلة والفرات وتمكن الانسان من ابتداع الكتابة في اول تطور شهدته الحضارة في التاريخ حيث تم ابتداع الكتابة التي اعتبرت ولا تزال احدى اهم المراحل الهامة في التاريخ البشري حيث مثلت الكتابة طفره نوعية في الحضارة الانسانية  كتلك التي  شهدتها الطباعه في العصر الحديث وانتقال الانسانية من الكلمة المكتوبة الى الكلمة المطبوعة

واذا كنا نشهد انتخابات برلمانية في لبنان وبلدية في تونس وسنشهد انتخابات برلمانيه في العراق خلال يومين فهذا لا يعني ان الاقطار الاخرى تعيش في غفلة من التاريخ بل تكافح ضد الظلم والارهاب والقهر والاضطهاد من اجل التحرر والتطور الاقتصادي وتحقيق الرفاه الاجتماعي !!!

 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )