فارس شرعان
ازدحمت الاحداث الوطنية في فلسطين امتدادا من راس الناقوره في شمال الساحل الفلسطيني الى رفح باقصى جنوب قطاع غزة بما في ذلك الضفة الغربية وحدود القطاع الملتهب خلال الاسبوع الماضي حيث تزامنت ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 ومسيرات العوده على حدود غزة الملتهبة مع الكيان الصهيوني في مشهد وطني قل نظيره في الوطن العربي .
ففي داخل الخط الاخضر اي فلسطين المحتلة منذ عام 1948 احيا مليون ونصف مليون فلسطيني بذكرى نكبه فلسطين اي ذكرى الاحتلال الصهيوني المدعوم من بريطانيا العظمى التي كانت تستعتمر فلسطين انذاك ... فابناء فلسطين وابناءهم واحفادهم لم ينسوا ذكرى اغتصاب وطنهم ومدنهم وقراهم وتهجيرهم قسريا من هذه المدن والقرى الى مناطق اخرى داخل الخط الاخضر واستيلاء على بلدانهم وتحويلها الى مدن اسرائلية ومصانع ومزارع ومرافق عام تنتفع بها الصهيانة وقد دأب الفلسطينيون داخل الخط الاخضر على الاحتفال بذكرى اغتصاب فلسطين منذ نكبتها قبل سبعين عاما حيث يختارون كل عام احدى البلدات الفلسطينية المهجورة اي التي ارغم الصهاينة اهلها على مغادرتها قسريا واستولوا على اراضيها وتدمير مبانيها بما في ذلك المدارس والمساجد والكنائس وتحويل البلدة الى مستوطنه صهيونية تضاهي ارقى المدن الحديثة في ساحل فلسطين
واختار الفلسطينيون هذا العام مدينة عتليت المهجورة جنوب حيفا حيث اقاموا الاحتفال بذكرى النكبة وتجمعوا شيبا وشبانا نساءا ورجالا فتية وفتيات لاستذكار فلسطين التي لم تبرح ذاكرتهم في يوم من الايام وحث الشعب الفلسطيني بكامل فئاته لاستعاده وطنهم وتحرير فلسطين من النهر الى البحر واستعادة الكرامة الفلسطينية كاملة غير منقوصة لاسيما وان ذكرى اغتصاب فلسطين التي تعتبر ذكرى استقلال الصهاينة اقتربت في الخامس عشر من شهر مايو ( ايار القادم)
كانت الاحتفالات بذكرى النكبة مميزة وفلسطينا بامتياز شارك فيها سكان المدن والقرى والبوادي في فلسطين كما شارك فيها سكان المخيمات من اللاجئين الفلسطينين في المناطق القريبة من الخط الاخضر ورغم ان الصهيانة لم يستخدموا السلاح ضد ابناء الخط الاخضر الا ان الاجواء متوترة للغاية فاغلقوا الطرق والمواصلات ومنعوا الاتصال بين كل من الضفة الغربية وقطاع غزة من جهه ومناطق الخط الاخضر من جهه الاخرى حتى لا تكتمل فعاليات النكبة الفلسطينينة والتي تحث على تحريك الفعاليات الفلسطينية لاسترداد فلسطين وتحريرها ارضا وشعبا ومقدسات من النهر الى البحر .
لم تقتصر الفعاليات الفلسطينية على احياء ذكرى النكبه في كل من بلدتي عتليت والدامون في منطقة حيفا وانما تزامنت مع مسيرات العوده التي يطلقها ابناء قطاع غزة كل يوم جمعة مما يؤدي الى صدام مع الصهيانة على حدود قطاع غزة مع المناطق التي يحتلها الكيان الصهيوني حيث شهد امس الاول الجمعة الفعالية الرابعة على الحدود بين غزة واسرائيل التي شارك فيها الفلسطينيون في القطاع وخاصة سكان المخيمات من طلبة مدارس وفعاليات شعبية وثقافية وشبابية بمشاركه فاعله من المرأة الفلسطينية وامتازت مظاهرات الجمعة الرابعة باطلاق الطائرات الورقية من قطاع غزة الى داخل الاراضي التي تحتلها اسرائيل هذه الطائرات المشتعلة بالنيران مما ادى الى احراق كميات كبيرة من الحبوب على حدود قطاع غزة
لقد اسفرت مسيرات العوده في جمعتها الرابعة عن استشهاد 4 فلسطينين واصابه 400 اخرين علما ان هذه المسيرات ستستمر وتبلغ ذروتها في ذكرى النكبة في الخامس عشر من شهر مايو ايار القادم !!!