وكأن اتحاد كرة القدم كان يأمل من منتخب نسوي وصلت فيه معظم اللاعبات الى نهاية المشوار بتحقيق معجزة ..باجتياز منتخبات النخبة الاسيوية وتحقيق انجاز التأهل الى نهائيات كأس العالم ..فكان ان صرف كل جهده وامكاناته واهتماماته بهذا الفريق الضعيف ...لتأتي النتيجة خسائر قاسية اقرب ما تكون الى المآسي ..ومستوى فني بدائي لا يتناسب مطلقا مع كل البذخ الذي رافق مرحلة الاعداد من معسكرات ومباريات ودية ..والنتيجة وداع البطولة من الدور الاول والاكتفاء بدور المتفرج على مستويات منتخبات النخبة الاسيوية ...!!!
منذ سنوات ونحن نحاول ان نضع لنا موطئ قدم على صعيد كرة القدم النسوية ..وخصوصا على الصعيد الاسيوي ...لكن المشكلة ان الاتحاد يهمل قضية توسيع قاعدة ممارسة الكرة النسوية على مستوى الاندية ..ويضع كل تركيزه على المنتخبات الوطنية التي تختصر في العادة الدور الذي تقوم به الاندية على اهميته ..ولاجل هذا لا نشاهد بطولات محلية قوية في ظل محدودية المشاركة وانحصارها على بعض الاندية المعروفة التي تضم معظم لاعبات المنتخب الاول ..!!
ورغم وجود مدير فني خبير بوزن التونسي مالوش يمسك حاليا بخيوط اللعبة في اتحاد الكرة ويوجه مسار المنتخبات كيفما يشاء ..الا ان الوضع لم يتغير بدليل ان منتخب السيدات اخذ من الدعم ما لم يحصل عليه منتخبنا الوطني ولم ينجح بتقديم ولو صورة بسيطة عن مستوى كرتنا في مبارياته الثلاثة التي خاضها في البطولة ..لا بل ان مالوش ساهم دون قصد بالخلل الذي رافق مرحلة الاعداد عندما انهى مهمة المدرب الوطني ابو هنطش والحقه بالمنتخب الوطني ..وكلنا يعلم الجهد الذي بذله في الاعداد ..!!
ولأن الجماهير وعشاق الكرة فقدوا ثقتهم تماما بالكرة النسوية بعد نتائج منتخب السيدات ..فأن ما عاد به منتخب الناشئات من انجاز في بطولة غرب اسيا ..ما يشجع الاتحاد على مواصلة دعم هذا المنتخب المبدع والذي يضم في صفوفه العديد من اللاعبات المميزات الى جانب القيادة الفنية الوطنية الممثلة بالمدربة منار فريج التي نجحت مع زملائها بقيادة الفريق للفوز بلقب بطولة غرب اسيا ..ومن باب اولى ان تواصل مسيرة اعداد هذا المنتخب الذي يشكل مستقبل الكرة النسوية التي تحتاج لحصر مشاركاتها في البطولات التي تساهم برفع مستواها بعيدا عن المكابرة مع بطولات تزيد من جراحنا ...!!//