فارس شرعان
الاردن وقضية اللاجئين!!!
يرتبط الاردن ارتباطا وثيقا بقضية اللاجئين وطالما كان ملجأ امنا عبر تاريخه توافدوا اليه من مختلف الاقطار العربية ولا سيما الاقطار المجاورة ... فلسطين والعراق ولبنان وسوريا والسودان ولبنان بحيث ان كلفة الانفاق على اللاجئين تثقل كاهل البلاد وتسبب عجزا دائما في موازنتها العامة ...
اما الهجرة السورية التي تدفقت طوال السنوات السبع الاخيرة فقد شكلت خطرا جاثما استنزف موارد البلاد وشكل ضغطا على بنيتها التحتية واربك الخطط الاقتصادية والاجتماعية والمشاريع التي ينفذها الاردن في المجالات كافة علما بان المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي لا تلبي الا الشيء اليسير من متطلبات مئات الالاف من اللاجئين.
وتتولى وكالة الامم المتحده لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا جزءا من احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس .... الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان والاردن الذي يتحمل العبء الاكبر من متطلبات اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون على اراضيه لا سيما الخدمات الصحية والتعليمية والاغاثية.
الاردن بالاضافة الى الاعباء التي يتحملها في تدبير الخدمات التعليمية والصحية وايواء اللاجئين يبذل جهدا خارقا لسد العجز في ميزانية الاونروا التي تزداد عاما بعد عام نظرا لاعتمادها على التبرعات وعدم وجود موارد مالية ثابتة يعتمد عليها في هذه الميزانية .
وقد ظهرت اعباء ازمة الاونروا على الاردن بعد ان اقتطعت الولايات المتحده نحو 65 مليون دولار من تبرعاتها للاردن العام الحالي واصرار كل من الادارة الامريكية والكيان الصهيوني على تصفية الاونروا وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين لانهاء القضية الفلسطينية .... فبادر الاردن مع دول اخرى الى عقد مؤتمر روما للمانحين حيث تم جمع 100 مليون دولار اضافي للاردن الامر الذي ارجأ ازمة الاونروا الى نهاية الصيف المقبل.
الخطة التي يسعى الاردن ودول اخرى الى تنفيذها في المرحلة القادمة تكمن في تلافي عجز موازنة الاونروا من خلال تدبير مبالغ ثابتة كتخصيص وقف اسلامي من خلال مبادرة تقوم بها تركيا واندونسيا ودول اسلامية اخرى والضغط على الدول العربية بتقديم ما يقارب 7.5 من موازنة الاونروا علاوة على الضغط على الولايات المتحده لاعادة المبالغ التي اقتطعتها من موازنة المنظمة الدولية وحث الدول الصناعية والغنية على زيادة تبرعاتها بحيث يتم تلافي النقص في موازنة الاونروا .
ان تمسك الاردن ببقاء الاونروا وتوفير الاموال اللازمة لها خير داعم لهذه الهيئة الدولية في وجه المؤامرات الصهيونية التي تستهدف بقاءها ووجودها واسرائيل تسعى منذ سنوات طويلة الى الغاء هذه المنظمة المخصصةلدعم اللاجئين كما تعمل جاهدة على اسقاط حق العوده للاجئين الذي يشكل اساس وجود القضية الفلسطينية.
الاردن الذي يقف بصلابه وشجاعة للدفاع عن المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية والقدس الشريف باعتباره صاحب ولاية على هذه المقدسات يقف في وجه المؤامرات التي تستهدف الاونروا وشطب حق العودة للاجئين ويتمسك بحق عوده اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم بموجب القرار الدولي رقم 194 .//