في كل يوم ومع الاثارة التي ترافق منافساتها ..لا تنفك كرة القدم ان تمنحنا دروسا في كيفية التعامل معها دون التعالي عليها ..ولهذا تجد الفرق والمنتخبات الكروية الكبيرة والعريقة تسقط عبر نتائج نعتقد لاول وهلة أنها تدخل في اطار المفاجات ..لكنها في الواقع حقائق تؤكد ان الكرة تعطي من يعطيها ..وتدير ظهرها لمن يتعالى عليها ..او يستند الى التاريخ والامجاد والنتائج والبطولات ..فهي ميزات نتغنى بها كل حين لكنها لا تجير الانتصارات دوما ان لم تترافق مع العطاء والكثير من التواضع ...!!
طوال الليلة قبل الماضية وامس تواصلت التعليقات حول الخسارة الكبيرة التي تعرض لها فريق برشلونة احد أقوى فرق العالم ...امام روما الايطالي ولعل ما لفت الانتباه ان معظم التعليقات وضعت النتيجة الكبيرة في خانة المفاجات ...استنادا لنتيجة مباراة الذهاب الكبيرة التي من شأنها لو استثمرت بصورة صحيحة ان تمنح فريق النجم الاوحد ميسي ...عبورا مريحا نحو مربع الكبار ...لكن يبدو ان مقولة الكرة لا تعترف بالكبار انطبقت تماما على الاسبان ومدت لهم لسانها ...وكأنها تعيب عليهم هذا الاداء المتعالي ..والاسلوب البدائي الذي قاد به مدربهم المباراة ...وكلفته الخسارة ووداع بطولة الدوري الاوروبي ...رغم انه يعد حاليا الاقوى في الدوريات الاوروبية والاكثر قربا من تسجيل التفوق في البطولات المحلية .!!
المشكلة ان برشلونة نفسه لم يستوعب دروس الماضي عندما اذاق باريس سان جيرمان من نفس الكأس التي تجرعها امام روما في مباراة وصفت بأنها تاريخية لا تتكرر كثيرا... لكنها في واقع الحال واحدة من تجليات الكرة بفنونها وسحرها ومفاجاتها ..بدليل انها لم تعترف بالنتيجة المريحة التي حققها برشلونة على ارضه ولم يتمكن من المحافظة عليها ..فكان العقاب الخسارة المذلة والخروج المستحق من بطولة عجز عن العودة لاجوائها منذ سنوات ...!!
برشلونة مثل غيره من الفرق الكبيرة والعريقة ...يفوز ويخسر وهل سيبقى ابد الدهر يحقق الانتصارات ويحصد البطولات ...لكن الطريقة التي خرج بها تؤكد حقيقة لا يجب ان نتجاهلها وهي ان لا كبير في كرة القدم ...المسالة تتعلق بالعطاء وبالتواضع واحترام المنافس ...تغيب النجومية تماما ان لم نراع تلك الفرضيات ...ويبقى في الساحة من يتعامل مع الكرة باصول ويحترم تقاليدها ...ولا عزاء لعشاق برشلونه الذين متعهم فريقهم طويلا ...لكنه سقط في اختبار احترام الفريق المنافس ...!//