فارس شرعان
الباقورة والغمر اراض استعادها الاردن من الكيان الصهيوني بموجب معهد السلام التي ابرمت بين الجانبين عام 1994 م وعادتا الى السيادة الاردنية الكامله رغم ان ملكية اراضيهما ليست اردنية بل تعود الى اجانب وتحديدا الى اسرائليين ...
وقد شكلت معاهده السلام فرصة ملائمة للاردن لاستعاده اراضيه تدريجيا حيث تحولت الباقورة الى منطقة يلتقي فيها اللاجئون الفلسطينييون باهاليهم في فلسطين المحتلة بحراسة وحماية الجيش الاردني ما مكن الجانبين من اللقاء واستعاده العلاقات العائلية والبشرية والتاريخية بينهما
واذا كانت الباقورة عباره عن قطعة ارض صغيرة لا تزيد مساحتها عن 830 دونما تعود ملكيتها بالكامل الى اسرائليين ويهود اجانب فان منطقة الغمر الواقعة بالقرب من وادي عربه اكثر مساحه وسكانا حيث تشكل مستوطنات زراعية على اطراف الصحراء وان كان سكانها لا تقل مستواه معيشتهم عن مستوى المعيشة في تل ابيب والسهل الساحل واذا كان الاردن قد استعاد سيادته الكاملة على المنطقتين الا ان له مياه مهدوره فيهما تتغذى عليها المزروعات في شمال اسرائيل وجنوبها وخاصه منطقة الغمر حيث تتواجد فيها 17 بئرا ارتوايا تشكل كميات مائية كبيرة تستثمر في زراعة المستوطنات وغالبيتها من اشجار الحمضيات والبرتقال والليمون على ان المياه وان كانت تستهلك لري المزروعات كميات كبيرة فان الجزء الاكبر منها يستهلك في رش الاراضي والاتربه للحفاظ على نظافه الِشجر من الغبار لان نظافه الشجر من الغبار يزيد من قدرته على الانتاج
وقد رايت بام عيني ضمن وفد صحافي بمرافقة وفد من سلاح الهندسة الملكي زار المنطقه صهاريج المياه الكبيره التي ترش الاراضي والاتربه المحيطه بالمستوطنات الزراعية مرتين يوميا مره في الصباح والثانية في المساء و عندما سالنا عن ذلك اجابنا الضابط في سلاح الهندسة الملكي المرافق لنا بان رش التراب يفيد نظافه الشجر ومحافظة عليه وزياده انتاجيته خلافا للاشجار التي لا ترش ما يؤدي الى ضعف انتاجيتها
واضاف ضابط سلاح الهندسة بان هذه المستوطنات الزراعية وان كانت على حدود الصحراء وعند حدود الصهيوني من الناحيه الشرقية الا ان سكانها يتمتعون بمستوى معيشي مرتفع تماما كسكان تل ابيب حيث تمتلئ هذه المستوطنات بالملاعب الرياضيه وخاصه التنس وكره القدم والمسابح والحدائق والمتنزهات والزهور فيما تحرم الاراضي الاردنية المجاوره لها من اي خدمه ومن اي شجر ومن اي عصفور محلق بالجو
بموجب معاهدة السلام فان اراضي الباقورة والغمر تحت سياده اردنيه ولكنها مؤجره لماليكيها المزارعين الاجانب سواء كانوا اسرائليين او يهود اجانب وتسري مده الايجار مده 25 عاما ما يتيح للحكومة الاردنية اعاده النظر في وضعها نهاية هذا العام حيث يحق للحكومة الغاء عقد الايجار او تجديده وفق الاتصالات التي تجري بين الحكومة والسلطات الاسرائليية رغم ان هنالك صعوبات فائقة في الغاء ايجار هذه الاراضي
وقد بحث البرلمان موضوع اعاده النظر في وضع اراضي الباقورة والغمر حيث طرح موضوع الغاء الايجار على الحكومة التي لم تتخذ قرار بهذا الموضوع بانتظار النتائج والتطورات التي تجريها مع الحكومة الاسرائليية وممثليهما من اليهود واسرائيل من مالكي هذه الاراضي
وبانتظار نتائج الاتصالات التي تجريها الحكومة مع اسرائليين فان مصير اراضي الباقورة والغمر سيتحدد قبل نهاية العام الحالي وسيعلن ما اذا كانت هذه الاراضي ستعود للاردن ام سيسر عليها نظام الايجار الذي كان متبعا سابقا علما بان اراضي الباقورة والغمر غنية بالمياه جراء الابار الارتوازية التي تم حفرها في المنطقتيين التي تغذى المزارع الكبيرة فيهما ما يدر موردا اقتصاديا كبيرا للكيان الصهيوني من خلال تصدير منتجات هذه الاراضي الى الاسواق الاوروبية ولا سيما من الحمضيات والزهور والفواكه الاخرى علما بان الاردن بامس الحاجه الى المياه في المنطقتين لزراعة الاراضي الصحراوية من جهه ومقاومة الزحف الصحراوي من جهه اخرى !!!