د. عصام الغزاوي
قبل سبعين عاما وعام، التحقت أمي بركب عشيرتنا لتحمل اسم عشيرة والدي - انتقلت من بيت أهلها ومسقط رأسها في السلط إلى بيت الزوجية في الزرقاء حيث عمل زوجها (والدي) في القوات المسلحة الأردنية، كان بيت صغير مطل على شارع السعادة من الطين والقصيب، فيه رأيت النور لأول مرة، ومنه بدأت بناء أسرة أردنية عربية مسلمة كنت بِكرها!
كانت ابنة تسعة عشر ربيعاً عندما كتب القاضي الشيخ محمد أمين الكيلاني ( رحمه الله ) عقد قِرانها يوم السبت، الأول من أيام شهر رمضان المبارك، التاسع عشر من تموز لعام 1947م، وكيل الزوج والده ( جدي المرحوم محمد العيسى الغزاوي)، وكيل الزوجة والدها ( جدي المرحوم راشد الأدهم ) وشاهدا العقد الخال أسعد الأدهم ومحمد العمد رحمهما الله ، المهر المكتوب أربعمائة جنيه فلسطيني، مقبوض بيد وكيل الزوجة مائة جنيه ومائتا جنيه عند الدخول ومائة جنيه طقم بيت عند الزفاف والمتأخر مائة جنيه، كنت أسمعها تُطالب والدي بها على سبيل المزاح. عاشت أمي في عشيرتنا ترعانا وتَسْبُل علينا حنانها إلى أن انتقلت الى الرفيق الأعلى في مثل هذا اليوم عام 2011م عن ثلاثة وثمانين عاماً قضتها في طاعة الله وأداء رسالة سامية، ورغم أنها كانت أُمية إلا أنها كانت مدرسة عظيمة علمتنا خشية الله وطاعته والأمانة والصدق ومحبة الناس وعلمتنا أن الإستقامة هي نهج الحياة المُنجي دائماً !! رحمها الله ووالدي وأسكنهما فسيح جنانه// .