فارس شرعان
اصبحت دوما وهي اجمل زهرات مدن غوطه دمشق في حاله يرثى لها بعد ان قصفها طيران النظام بالغازات السامة التي يرجح انها غاز السارين الذي سبق وان استخدمه النظام مرات عديده سابقة في الغوطه وفي خان شيخون وفي مواقع متفرقه من سوريا
وقد اسفرت هذه الغارات التي تمت برعايه واشراف روسيا الدولة المحتله لسوريا عن اكثر من 150 قتيلا غالبيتهم من الاطفال والنساء ما يعيد الى الاذهان شهداء الغوطه الاولى من وراء استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي عام 2013 ما ادى الى استشهاد اكثر من 1400 من الاطفال والنساء والشيوخ الامر الذي حرك الرئاسة الامريكية وجعل باراك اوباما يهدد بضرب النظام السوري وقواته ما دفع روسيا الى اقناع النظام بتسليم مخزونه من السلاح الكيماوي الى المنظمات المختصة
الان وبعد خمس سنوات من جريمة الكيماوي الاولى في الغوطه يكرر النظام هذه الجريمة في دوما وهي اجمل مدن الغوطه جراء صمودها واستبسالها في وجه قواته والقوات الروسية لانها استعصت على الاحتلال واستعصى اهلها على التسفير والتهجير القسري فما كان من هذا النظام الا قصفها بالصواريخ التي تحمل غازات سامة وتحديدا غاز السارين ما ادى الى هذه الجريمة البشعة التي يدين لها الانسانية في القرن الحادي والعشرين
ودلاله ما تحمله هذه المجزرة من بشاعه وحقاره ودناءه ان الراي العام العالمي ضج لوقوعها وان الادارة الامريكية التي استشعرت بشاعتها وهولها تهدد بانه في حال ثبوت قصف دوما بغاز السارين فان النظام السوري والروس لن يفلتوا من العقاب وان القصف سيوجه لكافة مواقع الجيش والطيران والعصب الحساس في الدولة
صحيح اننا لا نثق بالتهديدات الامريكية والغربية اذ سبق وان سمعنا مثل هذه التهديدات الا انها لم تات بنتائج على الاطلاق وسبق وان هددت امريكا وبريطانيا وفرنسا وكلها دول نووية بالانتقام من النظام السوري جراء استخدمه السلاح الكيماوي والغازات السامة ما يجعلنا نشكك بالتهديدات الامريكية لمعاقبه النظام السوري ومن يقف الى جانبه وخاصة روسيا التي تشكل الحماية العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاعلامية لنظام الاسد وشكوكنا بالمناسبه تنبع ليس من قدرة روسيا التي لا يمكن ان تواجه الدول الغربية مجتمعه وخاصه الدول المالكة للسلاح النووي وانما من تردد هذه الدول في قصف القوات الروسية وهو الامر الذي تتكئ اليه روسيا متيقنة من ان سلاح الدول الغربية لن يوجه اليها وهذا ما يجعلها تعيث فسادا في الارض وتدمر المدن السوريه مدينة وراء الاخرى والدول الغربية تلتزم الصمت ازاء جرائمها
وفي حقيقه الامر فان روسيا لا تستطيع مواجهه الدول الغربية ساعه من الزمن في حاله المواجهه وسبق للادارة الامريكية ان فتشت الاسطول السوفيتي في الستينات من القرن الماضي ولم يتحرك الاتحاد السوفيتي ورضخ للتعليمات الامريكية وفتح سفنه للتفتيش
نامل الان من الادارة الامريكية وغير ها من الدول الغربية ان تتحمل مسؤوليتها وتتاخذ خطوة نحو انقاذ سوريا شعبا ومدنا وقرى وخاصه قرى الغوطه التي دمرتها روسيا بالكامل وهجرت زهاء نصف مليون من سكانها الى مناطق ادلب وشمال سوريا مقابل حياتهم وعدم ابادتهم كما فعلت بالاف من سكان سوريا خلال السنوات السبع الماضيه وان سياسه روسيا التي تقوم على الارض المحروقه تهدف الى احتلال المدن الخاضعة للثوار واجبار سكانها على الهجرة القسريه والانتقال الى شمال سوريا تمهيدا لمغادرة البلاد نهائيا حيث غادرها حتى الان اكثر من 13 مليون سوري .
نحي دوما ونقول لاهلها ان النظام و الروس لن يمنعوا نسيم الحرية كما ان النظام والروس لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن !!!