فارس شرعان
استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الاحتلال وصلابه المقاومة الفلسطينية لتصدي لهذة القوات واستخدام الكوشوك المحترق كوسيلة لتصدي للرصاص الاسرائيلي كانت ابرز ما اتسمت به مسيرة العودة التي شهدها قطاع غزة في جمعتها الثانية امس اول الجمعة واول ما يلفت النظر في المسيرة الثانية ان خسائر الفلسطينيين في الارواح لم تنعدم وان كانت قد قلت بسبب سحب الدخان المتصاعد من اطارات الكوشوك التي جمعها ابناء غزة بكميات كبيرة واشعلوها خلال المسيرة ما حال دون وصول الرصاص الاسرائيلي الى ابناء القطاع المشاركين في المسيرة من جهه وخفف من حجم هذا الرصاص من جهه اخرى ما اعطى الفلسطينين القدرة على الصمود لقوات الاحتلال والتصدي لجبروتها في المواجهات المباشرة التي تمت على حدود قطاع غزة .
هذه المواجهات اعطت الفلسطينيين القدرة والشجاعه على التصدي ببساله لقوات الاحتلال رغم ما يكلفهم ذلك من تضحيات كما اعطى مبرري الخنوع وعدم التصدي للاحتلال المزيد من الخنوع والدعوة لعدم التصدي لقوات الاحتلال تحت اي مبرر .
اهمية مواجهات غزة الاخيرة بين المناضلين وقوات الاحتلال انها تاتي قبل ايام من القمة العربية التي سيتم عقدها في الظهران في السعودية حيث يتأمل الرئيس الامريكي دونالد ترامب الحصول على موافقة القيادة الفلسطينية على الشروع في صفقة العصر وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بما يعنيه ذلك من وقف الدماء والتطبيع العربي الاسرائيلي على اوسع الابواب رغم ان البعض براهن على ان القيادة الفلسطينية لن تقدم مثل هذا التنازل تحت اي ظرف من الظروف فيما هنالك مؤشرات اخرى تؤكد على ان القيادة الفلسطينية ستقدم مثل هذا التنازل دون ادنى شك مقابل بقائها في السلطة وهو الامر الذي يتطلع اليه الاسرائليون والامريكيون بشغف لتحقيق المشروع الامريكي صفقة العصر الذي طالما خطط له الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي وضع احلامه خلف ترامب لتحقيق صفقة العصر من جهه والانسحاب من المشروع النووي الايراني من جهه اخرى
الفلسطينيون ومن ورائهم حركات المقاومة و في مقدمتها حماس والجهاد الاسلامي تسعى دائما لتطوير سلاحها بما يواجه المقدرات الاسرائيلية من اعتداءات وقصف المدن واعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة في القدس الشريف بما في ذلك تمكين الفلسطينيين من مواجهه قوات الاحتلال مباشرة وجها لوجه من خلال ابتداع وسائل عديدة من بينها الحجر واطارات الكوشوك والعمليات الانتحارية التي تلائم الوسائل التي يقتلعها العدوان الاسرائيلي
ودليل ذلك ان الفلسطينيين نجحوا في تقليل خسائرهم البشرية في مسيرات الانتفاضة حيث كانت الخسائر في المسيرة الاولى ضعف عدد الخسائر في المسيرة الثانية امس اول وذلك بفضل اطارات الكوشوك التي ابتدعها الفلسطينيون لتقليل خسائرهم والحد من اثر الرصاص الذي يطلق على الفلسطينيين بعد ان يحجب الدخان المنطقة التي يتصارع فيها رجال المقاومة مع قوات الاحتلال
ومن الواضح ان مسيرات العوده التي سيكررها الفلسطينيون كل يوم جمعه حتى يحتفي الفلسطينيون بذكرى النكبه ستشهد انخفاضا كبيرا في خسائر الفلسطينيين من الشهداء والمصابين بفضل الوسائل الجديدة التي يبتدعها الفلسطينيون لتصدي للنيران قوات الاحتلال.
مسيرات العوده تتطور باستمرار وتزداد عنفا وقوة في مواجهه العدو الصهيوني الذي يهدف الى قمع الانتفاضة الفلسطينية واطفاء جذوتها فيما يسعى الفلسطينيون الى تطوير الانتفاضة وزياده قدرتها على التصدي للاحتلال ورصاصه وسلاحه الذي لا يجدي نفعا في التصدي لمدافعين عن حق لن يسكتوا في طلبه !!!