وثق التاريخ بسببها مواقف مضحكة ومؤلمة
عمان – الأنباط – جمانة خنفر
يصادف اليوم، الاول من ابريل ما يُعرف بـ " كذبة نيسان" او" كذبة ابريل " وتحتفل به غالبية دول العالم من خلال تطبيق الخدع والنكات، ويسمّي الأوروبيون ضحايا يوم إبريل بأغبياء كذبة إبريل.
ويتهيأ العديد من الناس لتداول الأكاذيب فمنهم من يُحضّر لكذبة بغرض إضفاء جو من المرح و الفكاهة، في حين يتحصّن البعض الآخر ويتجه لعدم تصديق كل ما يُقال أو يجري حوله.
وتُشارك في يوم كذبة نيسان بعض الصحف والمجلّات أيضاً حيث تنشر أخباراً كاذبة أو تقارير ليس لها أساس من الصحّة مطلقاً.
فما هي قصة "كذبة نيسان"؟
أضاف جانب آخر من الباحثين أن أصل هذه الكذبة يرتبط بعيد جميع القديسين, الذي نشأ في القرون الوسطى, حيث اشتهرت تلك الفترة بإعفاء جميع "المجانين" وإطلاق سراحهم.
وقد ظهرت هذه العادة في فرنسا, عندما قام شارل التاسع عام 1582 بتعديل التقويم, حيث كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 من مارس/آذار, وينتهي في اليوم الأول من أبريل/نيسان, بعدما يتبادل الناس الهدايا بمناسبة عيد رأس السنة الجديدة, وقد انتشرت بعدها على نطاق واسع في الكثير من البلدان, فأخذوا يتداولونه.
وأُطلق على ضحايا الكذبات بعض الأسماء, ففي اسكتلندا أطلقوا عليها نكتة أبريل, بينما استعمل الفرنسيون, اسم السمكة للدلالة عليهم, وأصبح أول يوم من أبريل/نيسان اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع الشعوب, في دول العالم, ما عدا دولتي إسبانيا, و ألمانيا, لارتباطه باليوم المقدس دينياً في إسبانيا, ولتعارضه مع يوم ميلاد الزعيم الألماني المعروف "بسمارك".
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل/نيسان وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 من مارس/آذار من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل/نيسان.
أطرف الأكاذيب في التاريخ
ومن أطرف الأكاذيب و أشهرها، في مختلف البلدان، ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارل يزور أحد متاحف عاصمة بلاده, في أول أبريل, فسبقه رسام مشهور كان قد ترصد قدومه, وقام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة, على أرضية المتحف, ما دفع الملك إلى أمر أحد حراسه, للنزول والتقاطها, و لكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة.
وفي سنة أخرى رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صوراً لسجائر مشتعلة وجلس عن كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لإلتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها في الأرض الخشبية.
ومن أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم كذباً في أول أبريل هذه الكذبة التي جرت في أول أبريل عام 1860م في هذا اليوم حمل البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية “لغسل الأسود البيض” في برج لندن في صباح الأحد أول أبريل مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم وقد سارع جمهور غفير من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة.
وإلى جانب المواقف المضحكة، كانت هناك أحداث مؤلمة صاحبت هذه الكذبات, ومن أشهرها قيام سيدة إنجليزية بالصراخ وطلب النجدة, من أعلى شرفة مطبخها, بسبب اندلاع حريق داخله, و لكن من دون جدوى, حيث ظن الناس بأنها كذبة, لأنها كانت تستنجد في اليوم الأول من أبريل/نيسان.//
شرح صورة
تعبيرية