المهندس هاشم نايل المجالي
لا زلت اعيش هاجس القلق والاستغراب من نفور بعض شخصيات المجتمعات عن الاستشعار للحس الوطني الاخلاقي الانساني اتجاه وطنه وابنائه . ونحن نعيش دوماً في هذا الوطن اخوة نتقاسم هموم الوطن ونتعاضد لمواجهة ازماته ونعمل ونسعى جاهدين لبقائه كي تستمر الحياة بحلوها ومرها وننبذ الاصوات الشاذة واصحاب الفتنة التي تسعى لهلاك الوطن .
لا بل نجد بعض تلك الشخصيات تحرض اشخاصاً وتزودهم بالمعلومات المغرضة كمن يصب الوقود على النار، فهل يمكن ان يكره انسان وطنه ومجتمعه ويحقد عليه لهذه الدرجة لمجرد انه في غير منصب رسمي او في الكرسي الامامي لأي مناسبة .
اننا لا نجد ذلك الا في مجتمع الجهلة لانهم مخالفون للفطره والوضع الطبيعي .
ولكل حالة اسبابها ونجد من يسقط منهم الكلام على اعتبار انه فلتان لسان او فلتان قلم ، فهو يسعى بذلك لاثارة الفوضى والفتنة وحب الذات فهي عملية عقلية مرضية نفسية، خاصة اذا كان هناك مولدات اخرى لهذه الظاهرة الغريبة عن مجتمع التعاضد والتكاتف فاذا كان يريد الانتقام من شخصية ما او من الحكومة لا يعني ذلك ان يشهر بوطنه ويسعى لاثارة الفوضى وانعدام الامن والاستقرار، لا بل عليه مواجهة الامر بالعقلانية والتحليل والتقييم السليم لكل ازمة بدون خوف من المواجهة ، فمن يكره وطنه لا يمكن ان يحب اي ارض ولا أن يعيش بسلام مع نفسه فمن يكره وطنه سينبذه التراب حتى يواريه .
ما اجمل ان يحب الشعب وطنه ، وما اجمل ان يحب الشعب بعضه ، ويتآلف ويتعاضد بكل حب وانتماء عندما يشعر ان وطنه يتألم او يناديه ليستجيب له بالخير والعطاء . لا اتحدث عن بلد بعينه لكنها ظاهرة عربية موجودة في عمق مجتمعاتنا العربية الاصيلة وتظهر على السطح بشكل اكثر وضوحاً في زمن الازمات والتوترات السياسية ، خاصة عندما نجد من يتحسس من نقد الاداء ويقيم العطاء بكل موضوعية واتزان وبشكل عادل لا ان تنتفخ بطون بعض الشخصيات بالنقد الغير عادل ضد وطنه ومجتمعه ، ويعمل جاهداً على التشهير بالشخصيات وخصوصياتها ، وينبش القبور عندما لا يجد ما لا يشفي غليله اتجاه وطنه معتبراً ذلك حباً بالوطن .
انه الحب المزيف لان مثل هذه الشخصيات الهزيلة حاقدة وغالبيتها مرتزقة فهو يريد ان ينتصر لذاته ويشفي غليله لفشله ان يقدم شيئاً لوطنه يشكر عليه فهناك فرق كبير بين النقد البناء الواضح والمبني على اسس وتقييم وتحليل سليم ، والنقد المسيس الذي يستند على الشتم والاتهام والتجريح والاساءة فهي معايير مسيسه لا نبني عليها الوطن . فهناك شخصيات هزيلة على الفضائيات واليوتيوب يتقنون فنون الكراهية اتجاه اوطانهم وكراهية كل من يختلف معهم بالرأي فالاوطان التي تبني على الحقد والكراهية والفتنة مصيرها الزوال وستبقى هشه وتكون ضعيفة امام اي نسمة رياح .
فالوطن منزلنا الذي يجب ان يسوده المحبة والالفة والوفاق والاتفاق ، فليس لدينا اي خيار الا ان نقاوم الاحتقان بالعقلانية والطرح السليم البناء والنقد المبني على معطيات سليمة ، ونطرح المشكلة والحل الامثل ، وان نقاوم ثقافة الكراهية الوطنية تحت ذرائع نختلقها ونشهر بالخصوصيات التي تسيء للوطن . فعلينا ان نوقف التراشق اللا اخلاقي فالوطني انصع وارفع من ان ينزل مستواه لذلك ، والوطن سيبقى عصياً على السفهاء الذين يبثون نار الفتنة من خارج الوطن ويرسلون الفيديوهات ، فعلينا ان نقاوم وننبذ زارعي الكراهية والفتنة قبل ان يثمر زرعهم .
فالوطن أجمل شيء في الوجود فحب الوطن من الايمان . ومن اهم ما في الايمان قوة العقيدة التي تربط الانسان بوطنه والتي تجعل الروح رخيصة في سبيله . وليس من وطننا من هو فاسد يسرق خيراته ويسخر الموارد لصالحه فكم من فاسد اغتنم الفرصة فتلوى بين الاقدام كالقط الوديع وما ان حانت الفرصة لينهب ويسرق حتى انقض بسرعة الذئب وخسة الضبع لينهش عظمة الكتف ويفر بها الى حيث الذلة حيث لا وطن له وكأنه لم يشم هواءه ولم يشرب من ماء الوطن ولم يأكل من خبز الوطن .
فالوطن ايها الفاسد ليس ورقة رسمية ( جواز سفر ) يضعون فيه صورتك ويكتبون اسمك وفي موضع العلامات الفارقة يكتبون ( بلا ) ، فيا ليتهم يكتبون انك فاسد ومنافق وعاق او خائن لوطنك .
ونحن نشاهد الفاسدين كالجراذين تلحق ببعضها البعض خارج الوطن هاربين .
فالوطن بنظرنا قدس الاقداس وبنظرهم بقرة حلوب او دجاجة تبيض بيضاً ذهبياً . الوطن بالنسبة لنا الاب الرحيم ونحن ابناءه الاوفياء المخلصين نقدس تربته ونسقيه بدمائنا بكل فخر واعتزاز// .
hashemmajali_56@yahoo.com