كثيرة هي الاندية التي تمر بازمات مالية كبيرة تفرضها عليها الالتزامات العديدة المتعلقة بالفرق الرياضية واللاعبين والاجهزة الفنية وغيرها من المصاريف التي لا تتوقف ..وكثيرا ما سمعنا عن تلك الازمات التي واجهت اندية عالمية عريقة منها نادي ميلان الايطالي الذي تم بيعه الى مستثمرين من الصين وكذلك نادي سبال الذي وصل الى مرحلة الافلاس قبل ان يستعيد حضوره من جديد ..ولذلك لا نستغرب مطلقا ان يأتي اليوم الذي تتعرض فيه انديتنا العريقة لمثل هذا الواقع المؤلم ..باعتبارها تعيش على معونات اتحاد كرة القدم وحصصها من ريع المباريات ..والقليل من دعم وزارة الشباب ..مقابل النفقات الباهظة التي تصرفها في سعيها للبقاء ورعاية فرقها الرياضية المختلفة ...!!
وان كنا نستغرب فعلا ما حصل مؤخرا مع نادي الجزيرة العريق احد قلاع الرياضة ..بعد قرار المحكمة بالحجز على امواله ...فمرد هذا الاستغراب ان النادي مر خلال الاعوام الماضية في فترة زاهية من الانتعاش انعكست على وضع فريقه الكروي الذي بات منافسا على كل البطولات الكروية ..وامتد ابداعه نحو البطولة الاسيوية حيث يتصدر فريقه الان قمة مجموعته بعد عروض جميلة وانتصارات مثيرة وضعته في مكانة تليق بمسيرة النادي...ومن غير المنطقي ان تدفع الامور المالية النادي نحو مواقع الخطر والضياع ولماذا الان..لا سيما وان من تسبب بهذا الوضع واحد من اكثر الشخصيات حرصا على مسيرة الجزيرة ...!!!
قد يكون الرئيس السابق محقا فيما فعله عندما لجأ الى الطرق الرسمية في تحصيل حقوقه على النادي ...وقد يكون قد استنفد الطرق الودية سعيا وراء استعادة ما قدمه خلال فترة توليه المنصب ..لكننا نتساءل هنا كيف تحكم العاطفة بعض الرؤساء عند توليهم الموقع فيدفعون من جيوبهم وينفقون بسخاء على الفرق واللاعبين ...ثم يسجل كل هذا في بند الذمم على انديتهم ..وتتم المطالبة بتلك النفقات بعد خروجهم من الموقع وابتعادهم عن صنع القرار ...!!
وان كنا على يقين بان الرئيس السابق لن يقوض البناء الذي ساهم بتشييده ..واخلص في العمل لرفعته وانطلاقته ..فاننا نرى بأن الارتجال وغياب المؤسسية في العمل داخل منظومة انديتنا ساهم الى حد كبير بكل ما يحصل معها من تراجع وحتى الانهيار ..الجزيرة كبير برجاله والمخلصين من ابنائه ولن يسقط ما دام هناك من يلتف حوله ويحميه بمهج العيون ..!!//